"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

أزمات إيران.. عقوبات إضافية وفساد عظيم وريال يترنح

 العين الإخبارية  :

يترنح الاقتصاد الإيراني بين تحديات هي الأصعب في تاريخ الاقتصاد المحلي، مرتبطة برفع وتيرة العقوبات الأمريكية على طهران ومفاصل اقتصاده المحلي، إلـى جانب فساد مستشر، دفعا إلى مزيد من الانهيار في أسعار الصرف.

وتدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني تزيد من عزلة اقتصاد طهران عن العالم، وأيضا عرقلة خطط المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن بالعودة للاتفاق النووي حال الفوز بالانتخابات.

ونقلت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، عن 3 مصادر مطلعة، قولهم إن إدارة ترامب تدرس فرض عقوبات جديدة للفصل النهائي لاقتصاد إيران عن العالم، إلا في ظروف محدودة، من خلال استهداف أكثر من 10 بنوك، وتصنيف القطاع المالي على أنه محظور.

وستؤدي هذه الخطوة فعليا إلى عزل إيران نهائيا عن النظام المالي العالمي، ما يؤدي إلى قطع الروابط القانونية القليلة المتبقية لديها وجعلها تعتمد أكثر على التجارة غير الرسمية أو غير المشروعة، وفقا للوكالة.

يأتي ذلك، بينما حذرت مؤسسة أمريكية من تنامي نفوذ النظام الإيراني داخل كندا التي أصبحت بؤرة رئيسية للموالين لنظام طهران بهدف القيام بعمليات غسل أموال.

وأشارت مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات” التي تتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا لها، إلى أن مليارات الدولارات خرجت من إيران عبر طرق غسل الأموال ودخلت كاستثمارات في الاقتصاد الكندي.

وأوضحت المؤسسة، في تقرير لها، أن الحكومة الليبرالية الكندية لا تستجيب لتحذيرات من جانب الإيرانيين المقيمين في كندا بشأن اتساع نفوذ طهران هناك، حسبما أوردت محطة إيران إنترناشيونال الناطقة بالفارسية من بريطانيا.

شحنات الوقود الغامضة

دوليا كذلك، تواصل إيران استفزاز واشنطن بإرسال شحنات الوقود إلى فنزويلا، لتصريف نفطها الراكد تحت ضغط العقوبات الأمريكية منذ أشهر، فيما تتابع واشنطن بقلق أعمال إيران المتعلقة بكاراكاس التي تخضع أيضا لعقوبات أمريكية.

ودخلت الناقلة الثانية من مجموعة من 3 ناقلات إيرانية المياه الفنزويلية، الأربعاء، لتنقل الوقود إلى البلد الذي تشتد حاجته إلى البنزين، والذي يعاني في ظل انهيار صناعته النفطية، وعقوبات أمريكية أصابت الواردات والصادرات بالشلل.

وتفيد بيانات تتبع الناقلات على رفينيتيف أيكون ومصادر أن السفينة “فورشين” التي ترفع العلم الإيراني قد دخلت مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة لفنزويلا في الساعة 05:45 بتوقيت جرينتش، متخذة نفس مسار السفينة “فورست” التي رست بميناء البالتيو الفنزويلي، الاثنين، لتفريغ حمولتها من الوقود.

تأتي محاولات إيران الاستفزازية في وقت تعاني فيه البلاد من حالة من السخط والغضب تسود داخل أسواق إيران في ظل الانهيار المستمر للعملة المحلية وتسجيلها مستويات قياسية من التراجع أمام الدولار الأمريكي.

الريال الإيراني المريض

وسجل الريال الإيراني مستوى قياسيا جديدا أمام العملة الخضراء الإثنين الماضي، وتراوح سعر الدولار بين 290 ألفا و291.5 ألف ريال، بزيادة نسبتها 6% عن سعره في الأسبوع الماضي.

وتسود حالة من الخوف بين المتعاملين في طهران مع اقتراب موعد الانتتخابات الأمريكية، في ظل توقعات بتسجيل الدولار 500 ألف ريال في حال أعيد انتخاب الرئيس دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية.

وفي موضوع الفساد، حصل وزير الصناعة الإيراني الجديد علي رضا رزم حسيني على تصويت بالثقة من مجلس النواب رغم اتهامات علنية له بالتورط في فساد مالي خلال السنوات الماضية.

وفي جلسة برلمانية لم يحضرها الرئيس الإيراني حسن روحاني لثاني مرة بدعوى تحذيرات من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، أيد 175 نائبا الوزير الجديد مقابل معارضة من 80 نائبا وامتناع نائبين عن التصويت من إجمالي 264 صوتا، أمس الثلاثاء.

الجدير بالذكر أن رزم حسيني يعد المقترح البديل لروحاني لشغل منصب وزير الصناعة والتجارة والمناجم، بعد أن رفض البرلمان التصويت بالثقة لمرشحه السابق حسين مدرس خياباني، أغسطس/ آب الماضي.