شفقنا :
باحث أفغاني لشفقنا: تغيير منهج طالبان تغيير تكتيكي
وقال الدكتور سيد آصف كاظمي في حوار خاص بشفقنا حول أسلوب التعامل المزدوج التي تتبناها القوى الإقليمية والدولية في التعامل مع القضايا السياسية في أفغانستان: صحيح أن الحكومة الأفغانية هي الممثل الرسمي والشرعية الرسمية والحكومات والأوساط الدولية تعترف بها، لكن هناك العديد من الدول التي تعتبر طالبان أيضاً جماعة لها نصيب كبير في التطورات في أفغانستان إذ سمحت لها بفتح مكاتب في بلدانها وتقوم بإجراء اللقاءات والمفاوضات معها. كما يلتقي المبعوث الأمريكي خليل زاد بحركة طالبان. لا تعطي الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية أهمية كبيرة للحكومة المركزية الأفغانية وتدخل في مفاوضات مباشرة مع طالبان. وهكذا، يبدو أن الحكومة المركزية في أفغانستان تفقد استقلالها تدريجياً في التطورات الجارية في أفغانستان، ويعترف اللاعبون الإقليميون والدوليون بتيارين مؤثرين في التطورات في أفغانستان. وهكذا، يتكرر الوضع الذي كان سائداً إبان تأسيس حركة طالبان في أول الأمر.
وأضاف: يمكن القول إن الظروف السائدة على حركة طالبان تختلف عن طالبان كما ظهرت أول مرة. لم تكن طالبان تتفاوض في البداية مع الدول والمجتمع الدولي على هذا النطاق، بينما هي الآن تتفاوض كما تقلل تطرفها بشكل طفيف. ومع ذلك، وعلى الرغم من كون طالبان الآن جماعة سياسية، إلا أنها في الحقيقة تمثل فكرة وإيديولوجيا وفكر سلفي، ولا يمكنها ان تنفصل عنه. ومع ذلك، تعاني من نهج متناقض اليوم، إذ لا تتنازل عن بعض أفكارها وهذا ما يشكل معضلة تكتيكية لها.
كما اعتبر كاظمي بان الحركة وفي نظرة شمولية تدعي فكرة سياسية جديدة مؤسسة على الأفكار الدينية لأهل السنة قائلاً: إذا نظرنا إليها على نطاق أوسع، فإن طالبان تبحث عن فكرة سياسية جديدة ضد إيران. نجحت جمهورية إيران الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (رحمه الله) في جانب الفقه السياسي في إرساء نموذج لحكومة دينية تسمى ولاية الفقيه والحكومة الإسلامية في العالم. في المقابل، فإن الحكومة الإسلامية الموجودة في الفكر السني لم تنجح بعد في تطبيق النموذج الذي يطمح إليه على أرض الواقع. وان ظهرت في مصر في عهد محمد مرسي أو على يد داعش في سورية والعراق، لكن في يومنا هذا انهم يحاولون بان يؤسسون نموذجاً سياسياً لحكومة دينية في أفغانستان.