Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

شرطة الجزائر تعتقل “إماماً ساجداً” أقام صلاة الجمعة وتُفرّق المُصلّين.. “الإمام” قاوم الاعتقال فهل أخطأت الشرطة بإنفاذ القانون في زمن كورونا أم كان عليها تركه إكمال صلاته؟.. المنصّات تتجادل وهذا “ظُلم في بلدٍ مُسلم” عُنوان جدلي يأخذ الواقعة إلى طريقٍ آخر وماذا عن صيحات “الله أكبر”؟

 عمان- “رأي اليوم” :

لا يبدو على الشعوب العربيّة، والإسلاميّة، أو في غالبها، أخذ فيروس كورونا القاتل على محمل الجد، حيث ملايين الإصابات حول العالم، والوفيات في تصاعدٍ مُرعب، حتى دول الحالات الصفريّة، دخلت هي الأخرى في مرحلة الانتشار المُجتمعي، وهو ما يعني التعايش، حتى انتهاء هذه الجائحة، بإيجاد لقاحها، وفي غير ذلك تبقى اجتهادات، أو ترّهات.

 

الشعب الجزائري، واحد من الشعوب العربيّة والإسلاميّة، التي تُقدّم العبادات فيما يبدو على الصحّة، حيث صلاة المُسلمين، لا بُدّ أن تُقام في وقتها، خمس مرّات، ودون الالتفات حتى إلى مسألة التباعد الاجتماعي، هذا على الأقل ما بدا في المشهد القادم من بجاية، والمُتعلّق بإقامة صلاة الجمعة.

 

إمام، أو مواطن جزائري، قرّر فيما يبدو إقامة صلاة الجمعة خارج المسجد، وهو ما وثّقته العديد من المقاطع المُتداولة على المنصّات الافتراضيّة، مع الإشارة إلى أنّ سلطات الجزائر تسمح بإقامة الصلوات الخمس في المساجد، عدا صلاة الجمعة، لتفادي التجمّعات والاحتكاك، وتحقيق التباعد الاجتماعي.

 

وعلى إثر قيام الرجل الظاهر في المقطع “الإمام”، بإمامة صلاة الجمعة، كما ظهر في المقطع، وخلفه عدد من المُصلّين غير المُلتزمين بالتباعد كما أظهر المقطع المُتداول، حضرت الشرطة الجزائريّة بسيّارتها، وتوجّه عناصرها الذين التزموا بارتداء الكمامة نحو الإمام “الساجد” والذي رفض الانصياع بدوره لمُحاولة القبض عليه من قبل عُنصرين شرطة، حيث جرى تفريق المُصلّين، واقتياد الإمام إلى مخفر الشرطة، وسط صيحات “الله أكبر” من المُتواجدين.

الاعتقال بحد ذاته، لم يكن الأمر الأساسي الذي أثار حفيظة المُتواجدين، والمنصّات الجزائريّة، بل طريقة الاعتقال التي طالت “الإمام”، حيث كان ساجدًا في صلاته، وجرى قطعه عنها، وعدم إكمالها، ورأى الممتعضون من الشرطة، أنه كان عليها على الأقل تركه يُكمل صلاته، وإن كان مُخالفاً لقانون إقامة صلاة الجمعة.

وبحسب المقاطع المُتداولة، وأثناء تفريق الشرطة للمُصلّين، صرخ بعضهم بأن هذا ظلم في بلد مُسلم، لكن في مُقابل ذلك، وجد بعض آخر أن تفريق الشرطة للمُتواجدين كان لمصلحتهم، وتجنيبهم الإصابة بفيروس كورونا، جرّاء التجمّعات، وليس لأجل منع الصلاة بحد ذاتها، كما لم يصدر عن العنصرين تصرّف عنيف خلال اعتقال الإمام، والذي رفض الاعتقال، وأصر على استكمال صلاته.

وحاولت بعض الأصوات الإسلاميّة في الجزائر، إلى أخذ الحادثة إلى منحى سياسي وإسلامي، وتوجيه اللوم إلى السلطة في البلاد، على اعتبار أنها تُحارب الدين الإسلامي، وترغب بنشر العلمانيّة في البلاد، فيما لم يصدر عن السلطات حتى كتابة هذه السطور تعليق يُوضّح مُلابسات واقعة الاعتقال، والجدل الافتراضي الذي صاحبها.