الجديد :
شن القيادي في حركة حماس د.صالح الرقب هجوماً حاداً على عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د.وليد القططي وصل إلى حد وصفه بـ”المغفل”،و اتهامه بـ “التشيع” ،و”المكر والخبث” ،و”السعي إلى هدم الدين”، بسبب مقال للأخير تناول فيه صحيح الإمام البخاري.
وكتب القططي قبل أيام مقالاً بعنوان “رواه البخاري” ،قبل أن يتبعه بحديث إذاعي قال خلاله أن صحيح البخاري هو من “التراث” وليس الدين ،وهو جهد بشري غير معصوم من الخطأ،داعياً إلى تجديد الخطاب الديني ومراجعة التراث الثقافي في الإسلام.
وقال القططي في مقاله :”رغم اتفاق غالبية العلماء بأنَّ صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد القرآن الكريم، فهذا لا يمنحه العصمة من الخطأ، فقد اختار الإمام البخاري بطريقة علمية دقيقة حوالي سبعة آلاف حديث نبوي نصفها تقريباً مُكرر، من بين مئات آلاف الأحاديث الأخرى التي جمعها، ومن الجائز عقلاً وشرعاً، وعلمياً ومنطقياً، وجود أحاديث صحيحة قد تركها، وأحاديث غير صحيحة قد أخذها بغض النظر عن عددها”.
وأضاف القططي :”فرضية الخطأ في صحيح البخاري نابعة من طبيعتة البشرية غير المعصومة من الخطأ والنسيان والنقص في العمل البشري، دون أن تُبطلَ الأصل في صحة الكتاب بجملته بما اُنبعُ في جمعه من منهجية علمية مُحكمة، وفرضية الخطأ موّجهة إلى العمل الذي قام به البخاري، وغير موّجهة بالطبع إلى نصوص الأحاديث النبوية عندما يثبت صحتها سنداً ومتناً. فلا يجوز تقديس الرواية المنسوبة إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – بمجرد نسبتها إليه بجهد بشري غير معصوم من الخطأ والنسيان، أو الغفلة والنقصان”.
ورد الرقب على مقال القططي وتصريحاته الإذاعية في سلسلة منشورات عبر صفحته على موقع “فيسبوك” ،قال فيها:”التهجم على صحيح البخاري هدفه هدم الدين نفسه، ولكن بأسلوب ماكر وخبيث لا يخدع الا المغفلين الضالين.. وكلام من خرج في إذاعة القدس يهاجم صحيح البخاري متناقض وجاء به من جراب معممي الشيعة الإمامية. فلم يأتي بجديد. وفيه من المخالفات مما سأوضحه تباعًا في منشوراتي اليوم وغدًا”.
وأضاف الرقب:”صاحب المقال نفسه لمَّا خرج في إذاعة القدس قال: “المقال يحتاج إلى متخصصين”، فسؤالنا المشروع: فكيف إذن نشره للعوام، وخرج يتحدث عنه في إذاعة القدس ليسمعه الجميع؟!!.وكلام من خرج في إذاعة القدس يهاجم صحيح البخاري متناقض وجاء به من جراب معممي الشيعة الإمامية، والمستشرقين والليبراليين الطاعنين في السنة النبوية، فلم يأتي بجديد”.
ونشر الرقب منشوراً اخر قال فيه:”رد على صاحب المقال ومن خرج في اذاعة القدس يتهجم على صحيح البخاري: هناك من يتلاعب بالألفاظ فتحت مصطلح “تجديد الخطاب الدين” يتهجم على صحيح البخاري، وتناسى هذا المغفل ان صحيح البخاري أصح كتاب للسنة النبوية التي هي المصدر الثاني للتشريع وتلقي العقيدة بعد المصدر الأول القرآن الكريم وليست خطابا دينيا يحتاج لتجديد… آفة هذا وأمثاله أنهم يهرفون بما لا يعرفون”.
وتابع أستاذ العقيدة في الجامعة الإسلامية :”الخطاب الديني:يكاد ينحصر المعنى في مجمل التعريفات التي تناولته حول: السعي لنشر دين الله عقيدة وشريعة وأخلاقاً، ومعاملات وبذل الوسع في ذلك، لتعليم الناس ما ينفعهم في الدارين وبذل أقصى الجهد والطاقة من أجل خدمة هذا الدين الحنيف وامتثالا لأمر الله تعالى وامر رسوله صلى الله عليه وسلم” ،مضيفاً:”وبالتالي من الغلط الشنيع ادخال القران الكريم والسنة في الخطاب الديني.. فالخطاب وسيلة لتبليغ ما فيهما إلى الناس.. والتجديد في الخطاب الابداع في الوسائل والطرق التي تمكن تفهيم الناس وتعليمهم بكل يسر وسهولة”.”
و واصل الرقب منشوراته حول الموضوع ،بالقول:”هل يجوز القول: أصح الكتب بعد القرآن الكريم؟ نقول نعم بجواز ذلك. وقد قاله من قبل كبار علماء الأمة.. ذلك أن الإمام البخاري في صحيحه لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة ، بل هو يروي عن شيوخ ثقات ، في أعلى درجات الحفظ والضبط والأمانة عن مثلهم إلى أن يصل إلى الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقل عدد بين البخاري والنبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الرواة ، فاعتمادنا على صحيح البخاري لأن الرواة الذين نقل عنهم اختارهم بعناية تامة . فهم في أعلى درجات الثقة ، ومع هذا فكان لا يكتب حديثا في هذا الصحيح حتى يغتسل ، ثم يصلي ركعتين يستخير الله في هذا الحديث ثم يكتبه ، وقد استغرق تأليفه لهذا الكتاب ستة عشر عاما ، وقد تلقته أمة الإسلام بالقبول ، وأجمعوا على صحة ما ورد فيه ، وقد عصم الله هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة . وقد قال الإمام النووي رحمه الله في مقدمة شرح مسلم (1/14) : “اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم ، وتلقتهما الأمة بالقبول ، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد“..”.
والإمام البخاري (أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري 20 يوليو 810 م – 1 سبتمبر 870 م) هو أحد أهم علماء الحديث عند المسلمين السنة ،و له مصنّفات كثيرة أبرزها كتاب “الجامع الصحيح”، المشهور باسم “صحيح البخاري”، الذي يعد أوثق الكتب الستة الصحاح والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم،وقد أمضى البخاري في جمعه وتصنيفه ستة عشر عاماً.
و نشأ البخاري يتيماً وطلب العلم منذ صغره ورحل في أرجاء العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء العلماء وطلب الحديث وسمع من قرابة ألف شيخ، وجمع حوالي ستمائة ألف حديث.
واختلف المؤرخون حول أصل البخاري، عربي أم فارسي أم تركي،كما اشتهر شهرة واسعة وأقرّ له أقرانه وشيوخه ومن جاء بعده من العلماء بالتقدّم والإمامة في الحديث وعلومه، حتّى لقّب بأمير المؤمنين في الحديث، وتتلمذ عليه كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم، وهو أول من وضع في الإسلام كتاباً مجرّداً للحديث الصحيح.
وفي أواخر حياته ،سافر إلى سمرقند بأوزبكستان،ومرض وتوفي في إحدى قراها.
مقال د.وليد القططي : “رواهُ البخاري”..اضغط هنا