إلى كل موال فُطر على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام
بمناسبة عيد الغديرالاغر
تنصيب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
خليفة بعد النبي محمد صلّ الله عليه وآله
في هذه المناسبة
التي تتجلى فيها معاني الأخوة بين الموالين
وهي أفضل النعم التي من الله بها على عباده
وهو من أعظم الأعياد*·~-.¸¸,.-~*..عيد الولاية..*·~-.¸¸,.-~*يقول الله عز وجل:
فما كمل الدين وماتمت النعمة وما رضي الله الإسلام ديناً حتى
تمت البيعة لأمير المؤمنين (عليه السلام). ونزل جبرائيل من
قبل الله مهنئاً لرسول الله (ص) من قبِل الله عز وجل بتتويج
الإمام علي علية السلام الخلافة والولاية.
وروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه إنه قال رسول الله (ص):
( يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي. وهو اليوم الذي أمرني الله بنصب أخي
علي بن أبي طالب، علماً لأمتي، يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي
أكمل فيه الدين، وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً ).
محمد النبي أخي وصنوي
وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي
يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي
منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها
فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طرا على
ما كان من فهمي وعلمي
فأوجبت لي ولايته عليكم
رسول الله يوم غدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل لمن
يلقى الإله غدا بظلمي
واقعة الغدير:
لما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله نسكه أشرك علياً في هدية وقفل الى المدينة معه المسلمون حتى إنتهى الى المعروف بغدير خم وليس بموضع إذ ذاك يصلح للمنزل لعدم الماء فيه والمرعى، فنزل صلى الله عليه وآله في الموضع ونزل المسلمون معه.
وكان سبب نزوله في هذا المكان، نزول القرآن عليه بتنصيب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام خليفة في الأمة بعده، وكان قد تقدم الوحى إليه في ذلك من غير توقيف له، فأخره لحضور وقت يأمن فيه الأختلاف منهم عليه.
آية التبليغ:
وعلم الله عز وجل أنه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس الى بلدانهم وأماكنهم وبواديهم، فأراد الله أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين عليه السلام وتأكيد الحجة عليهم فيه.
فأنزل عليه: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ…) المائدة:67 .
يعني في إستخلاص علي عليه السلام والنص بالإمامة عليه:
(وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ…)المائدة:67 .
فأكد الفرض عليه ذلك وخوّفه من تأخير الأمر فيه وضمن له العصمة ومنع الناس منه.
امتثال الأمر:
فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله في المكان الذي ذكرناه لما وصفناه من الأمر له بذلك وشرحناه، ونزل المسلمون حوله وكان يوماً قائضاً شديد الحر، فأمر صلى الله عليه وآله بدوحات هناك فقمّ ما تحتها وامر بجمع الرحال في ذلك المكان ووضع بعضها فوق بعض، ثم امر منادي فنادى في الناس: الصلاة جامعة.
فأجتمعوا في رحالهم إليه وإن أكثرهم ليلف ردائه على قدميه من شد الرمضاء، فلما إجتمعوا صعد صلى الله عليه وآله على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فرقى معه حتى قام عن يمينه.
ثم خطب في الناس فحمد الله واثنى عليه ووعظ فأبلغ بالموعظة ونعى الى الأمة نفسه فقال:
إني قد دعيت ويوشك أن أجيب وقد حان مني خفوف بين أظهركم وإنّي مخلفٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
ثم نادى بأعلى أصواته ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟ قالوا: ألهم بلى، فقال لهم على النسق من غير فصل وقد أخذ بضبعي أمير المؤمنين عليه السلام فرفعها حتى بان بياض إبطيهما:
فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأنصر من نصره، وأخذل من خذله.
ثم نزل صلى الله عليه وآله وكان وقت الظهيرة فصلى ركعتين ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الفرض فصلى بهم الظهر، وجلس صلى الله عليه وآله في خيمته وأمر علياً عليه السلام أن يجلس في خيمة له بإزائه ثم امر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً فيهنئوه بالمقام ويسلموا عليه بأمرة المؤمنين.
ففعل الناس ذلك كلهم ثم أمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه ويسلمن عليه بأمرة المؤمنين ففعلن.
وكان فيمن أطنب في تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب وأظهر له من المسرة به وقال فيما قال: بخٍ بخٍ لك يا عليّ!! أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة!!
قصيدة بليغة:
وجاء حسان بن ثابت الى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله؟ فقال له: قل يا حسان على إسم الله فوقف على نشز من الأرض وتطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول:
يناديهم يـوم الغدير نبيهم بخم وأسمع بالرسول منـادياً
وقال فمن مولاكم ووليكم؟ فقالوا ولم يبدو هناك التعادياً
الهـك مولانـا وأنت ولينا ولن تجدن منا لك اليوم عاصياً
فقال لـه قم يا علي فـإنني رضيتك من بعدي إماماً وهادياً
فمن كنت مولاه فهـذا وليه فكونوا له أنصار صدق موالياً
هنـاك دعـا اللهم ولي وليه وكن للذي عادى علياً معادياً
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تزال يا حسان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك.
وذلك أشعار منع صلى الله عليه وآله على عدم ثبات حسان على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام كما ظهر أثره بعد وفاته صلى الله عليه وآله:
وايضاً للكميت الشاعر قصيدة في هذا المقام نذكر منها ثلاثة أبيات:
ويوم الدوح دوح غدير خم أبان له الولاية لو أطيعـا
ولكن الرجـال تبايعوهـا فلم أر مثلهـا خطراً منيعا
ولم أر مثل ذلك اليوم يوماً ولم أر مثلـه حقاً أضيعـاصعق الشرك بكصعق الشرك بك اليوم واغرب
حين اشرقت بخم ليس ترهب
اي يوم مثله يوم الغدير
انه العيد الحقيقي المذهب
انه الوحي من الله الرسول
يحمل البشرى وخير ليس ينضب
حامل من ربه خير كتاب
يا محمد بلغ الامر ورغب
قل لهم هذا هوى المولى الذي
من تولاه حريا لا يعذب
قالها والناس تنظر كفه
رافعا كف الذي منه تشرب
قائلا من كنت مولاه انا
فلتكن انت له مولا مقرب
فعلى التكبير من وسع شفاه
قد تمت نعمة الزمها الرب
جرجر الشيخ خطاه بامتعاض
خلته جرجر شيطان مخرب
بخبخ الشيخ وقد شهد الغدير
ان مولاه عليا قد تنصب
اي طود يا خير وصي
انك الحب الذي فينا تسرب
انك المولى الذي فرض الاله
حبه من فوق سبع ليس تعطب
انك المولى الذي عظمت خصاله
يغضب الله له اذ حين يغضب
فارسا في الحرب قد هز حصونا
انه الليث ومنه الشرك يرعب
هذه احد تراءة اين عمر
هذه الاحزاب فلت اين مرحب
قل لصفين عساك تذكريه
حين من بين الكفر يغلب
اسال المحراب ينبك جليا
عن صبور من حياض الله يسكب
اسال المحراب عن قدس عبد
حين جاءوك به تشد وتنحب
اسال المحراب يشهد باكيا
حين الفوك به شلوا وخصب
اسقني يا سيد الساقين اسقي
انه الكوثر هل لي منه اشرب
فسلام الله عليك أيها الوصي البر التقي.. السلام عليك أيها النبأ العظيم.. السلام عليك يا وصي رب العالمين.. السلام عليك يا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين.. طبت حياً وميتا.. السلام عليك وعلى الملائكة الحافين بقبرك الشريف.
نسأل الله أن يثبتنا جميعا على هذا النهج.. ويرسخ حب أهل البيت في قلوبنا.. لنجدد هذه الذكرى كل عام.. ونأمل أن نجدد هذه الذكرى في العام القادم ونحن في حال ٍ أفضل من هذا الحال…