بيروت ـ “رأي اليوم” :
وقّع وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، أمس في دمشق، اتفاقية تعاون عسكري مع نظيره السوري على عبدالله أيوب في خطوة أثارت اهتمام عواصم عدة، وتحديدا تل أبيب وواشنطن.
الاتفاق حسب مصادر مطّلعة من الجانبين السوري الإيراني تحدّثت لـ”رأي اليوم” له شقّين الأول عسكري وأهم ما فيه هو تزويد إيران لسورية بمنظومات دفاع جوي متطوّرة من طراز باور 373 و خرداد 3. ما يعني أن القرار من كلا الحليفين هو تغيير قواعد الاشتباك في الأجواء السورية، وتفعيل التصدّي السوري للغارات الإسرائيلية المتكررة على الأرضي السورية. خاصّةً أنّ دمشق ورغم تزويد الروس لها بمنظومة الدفاع الجوي “إس 300” إلا أنها لم تستعملها حتى الآن في صد الغارات الإسرائيلية، وربّما بقرار روسي يُراعي التفاهمات بين موسكو وتل أبيب.
وهُنا يبدو أن دمشق وطهران تجاوزتا الفيتو الروسي على استعمال “إس 300” ضد الطائرات الإسرائيلية بإيجاد بديل لها على الأرض السورية، فيما تذهب المصادر إلى ما هو أبعد من إطار التصدّي للغارات المتكرّرة. وتؤكّد أنّ إيران تُحصّن جبهات متعدّدة استعدادًا لمُواجهةٍ شاملةٍ في المنطقة، وأنّ نصب منظومات دفاع جوي في سورية هي في هذا السياق، ولكن يُطرح تساؤلٌ هُنا حول ردّة الفعل الإسرائيلية حيال ذلك. وهل ستُقدم إسرائيل على ضرب المنظومات الإيرانية حال نصبها وقبل تفعيلها؟ أم توقف الغارات تحسّبًا من رد فعل عسكري مباشر؟
أمّا عن الشّق السياسي فيتعلّق بالمُحاولات والضغط الأمريكي الإسرائيلي المُتواصل لإخراج إيران من سورية تمهيدًا لفك التحالف الاستراتيجي بينهما، وإعادة ترتيب الدور السوري في الإقليم بما يؤدّي إلى خُروجها من محور المقاومة، وهو الشرط الأمريكي الجوهري في رفع الحصار عن سورية والسماح بفتح العلاقات العربية معها و عودة اللاجئيين السوريين والبدء بإعادة الاعمار.
تقول المصادر لـ”رأي اليوم” إنّ الاتفاق العسكري السوري الايراني وجّه رسالة قوية لهذا المسعى، وأكّد على قوة ترابط هذا التحالف مهما كلّف الأمر، وهي رسالة مُزدوجة من الجانب السوري تقول إنّ الرئيس بشار الأسد يرفض الطلب الأمريكي ويعمل على ما هو مُعاكس له ومن الجانب الإيراني رسالة تقول إنّ طهران باقية في سورية بطلبٍ من الحكومة السورية الشرعية، وستمضي في تقوية الجانب العسكري السوري. إذًا هي رسالة تحدّي في ظرفٍ دقيقٍ تمر به المنطقة يُنذر بصدامٍ عسكريٍّ وشيك.