DW :
اقترح حزب الخضر الألماني شطب مصطلح “العرق” من القانون الأساسي الذي يُعد بمثابة دستور لألمانيا، لأن هذا المفهوم تمييزي وغير ملائم للعصر، إنها فكرة صائبة وجيدة كما يرى فولكر فيتينغ.
وهذا ما أكد عليه مرة أخرى رئيس جامعة فريدريش شيلر في يينا وعلماء آخرون السنة الماضية. فمصطلح “العرق” ليس إلا تركيبة عنصرية، كما ورد في “إعلان يينا”. وعوض ذلك طالبوا بعدم مواصلة استخدام التعبير والعمل ضد التمييز العنصري. فتصنيف البشر إلى “أعراق” لم يعد له في يومنا هذا أساسا علميا. ولذلك وجب إلغاء “العرق” من القانون الأساسي! فالخضر أثاروا في الجدل الحالي حول العنصرية نقاشا سليما في الوقت المناسب.
لا يوجد إلا عرق واحد ـ البشر
في الفقرة 3 من القانون الأساسي يرد أنه لا يحوز ظلم أحد بسبب “أصله وعرقه ولغته ووطنه وأصله”. لكن ماذا يعني هذا؟ هل “السود” و”البيض” و”الصفر” مجموعات متجانسة “أعراق” أو نماذج؟ لا بل هم ببساطة بشر.
البشرة أو الأصل كأساس لتعريف مجموعات مختلفة غير معقول وتعسفي. ومفهوم “الأعراق” كان دوما مرتبطا بمصالح اجتماعية وسياسية ويعني في صلبه أن الصفات الخارجية لمجموعات عرقية يتم ربطها مع طبيعة وخاصيات هؤلاء الناس. وهذا أدى في الغالب إلى القمع والتمييز والعنف عبر التاريخ. فالصورة الذاتية للأوروبيين البيض كانت لوقت طويل تمثل “التفوق” و”التحضر”. والنتيجة كانت العبودية والتهجير والقتل الجماعي.
وإذا ما تم شطب مصطلح “العرق” من القانون الأساسي، فإن ذلك لن يجسد بالطبع نهاية العنصرية المؤسساتية أو اليومية في المانيا. لكن ذلك سيكون بمثابة رمز قوي في الكفاح ضد العنصرية التي يعايشها الكثير من الناس ـ أيضا في المانيا ـ يوميا.
الاتحاد المسيحي وواجبه
وفي الخارج سبق وأن حصل ذلك، في فرنسا وفنلندا والسويد تم منذ مدة طويلة شطب مصطلح “العرق” من الدساتير. ومنذ مايو/ أيار قامت ولاية بريمن بفعل ذلك. ففي دستور الولاية يتم الحديث الآن عن “التمييز العنصري”.
والآن جاء دور جمهورية المانيا الاتحادية. ومن أجل ذلك وجب على الاتحاد الذي يضم الحزبين المسيحيين المحافظين إعطاء دفعة ـ إذا ما كان ينعت نفسه بالمسيحي. وسيكون ذلك جيدا، لأن حزب البديل من أجل المانيا الذي تفكر مجموعات فيه بشكل عنصري سيتم فضحه. وهو الحزب الوحيد الذي يعارض بقوة وبالاجماع شطب المصطلح العنصري “العرق” ـ هذه الكلمة التي أضحت من علبة العُثة أو صندوق العُث.
فولكر فيتينغ