حملت مداخلات زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه حقل الغاز المصري “حقل ظهر” رسائل صريحة بالتهديد والوعيد إلى المصريين الذين خرجوا في ثورة 25 يناير من جهة، ومنافسيه أو من يفكر في منافسته من جهة أخرى، تحت مزاعم الحفاظ على أمن مصر واستقرارها.
وقال السيسي: “الكلام اللي اتعمل من 7 سنين مش هيتكرر تاني في مصر، واللي منجحش ساعتها، هتنجحوه دلوقتي، باين عليكوا متعرفونيش صحيح، لا والله أمنك واستقرارك يا مصر تمنه حياتي أنا وحياة الجيش”.
“نيرون مصر الجديد”
رئيس حزب الأصالة، إيهاب شيحة، وصف حالة السيسي خلال كلامه بالمضطرب والمنفعل، و”بدا مثل نيرون أو الحاكم بأمر الله”. وقال لـ”عربي21“: “بدلا من الحديث عن مستقبل مشرق إذا به يخرج مهددا متوعدا، وقد يطلب تفويضا آخر، ومشيرا لثورة يناير بشكل سلبي جدا يكشف موقفه الحقيقي منها؛ فأعلنها بوضوح أن ما حدث من سبع سنين لن يتكرر ولن يسمح بتكراره”.
اقرأ أيضا:
ناشطون يتفاعلون على التواصل الاجتماعي مع “تهديدات السيسي”
وأضاف: “جاء الخطاب محاولة لإثبات السيطرة على الأمور التي بدا من خلال كلامه أن هناك أزمة حول الأحداث الأخيرة داخل منظومته بسبب اعتقال (الفريق) عنان، وبدت واضحة في تهديداته غير المبررة، ومحاولة إثبات أنه هو الضامن لأمن مصر، وأن أمنها ثمنه حياته في محاولة لتصدير الخوف، والرضا بالحالة المتردية للشعب”.
وتابع: “عموما الخطاب وأداء السيسي يؤكد لكل ذي عينين مدى هشاشة نظامه خاصة بعد ترشح عنان ومحاولة دعمه من بعض القوى، والغريب أنه اقتصر المخاطر على البلاد بمخاطر داخلية فقط ممن أسماهم الأشرار، ملمحا لكل من تسول له الترشح، ومعللا ذلك بعدم إدراك أحد غيره لمعنى الدولة”.
واختتم بالقول: “إجمالا فرسالة السيسي واضحة: لا ثورة ولا ترك لكرسي الحكم مطلقا، فنحن إذن أمام شخصية قذافية بامتياز مع فارق أن القذافي وصل لهذه الحالة في 40 سنة حكم”.
رسالة إلا الكرسي
وفند مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، خلف بيومي، كلمات السيسي، قائلا: “لقد حملت تهديدا يعبر حالة من الخوف تسيطر عليه من تكرار أحداث 25 يناير مرة أخرى فتطيح به وبمن معه”، مشيرا إلى أنها “جاءت بعد إجراءات تعسفية تضمنت إغلاق المجال السياسي”.
مضيفا لـ”عربي21” أن “هذه الرسائل ليست هي الأولى فقد سبقتها رسائل خاصة بعدم تفريطه في كرسي الحكم، ولا شك أن تكرار الرسائل يعبر عن ضعف عام في مؤسسات الدولة، وافتقاد السيسي لظهير شعبي يحمله لكرسي الحكم الذي يحلم به”.
بدوره؛ قال النائب السابق، نزار محمود غراب، لـ”عربي21“: “باختصار.. السيسي لا يملك مشروعا سياسيا ولا اقتصاديا ولا تنمويا؛ إنما يملك مشروعا أمنيا قمعيا لحماية قوى الاحتلال الدولي وتنفيذ أجندتهم وتحقيق مكاسب لصالح شخصه وخدام مشروعه فقط”.
الهاربون من 30 يونيو
المحلل السياسي، سيد أمين، رأى أن رسالة السيسي “موجهة هذه المرة إلى الهاربين من ائتلاف 30 يونيو، أو من يسمون أنفسهم بالقوى المدنية التي تريد مقاطعة الانتخابات، وتسعى لكشف فقدان الشرعية للعالم”.
وأضاف لـ”عربي21“: “لقد جرب السيسي سياسة الترويع طيلة السنوات الخمس الماضية، ووجدها السياسة الأنسب لضمان استمرار حكمه؛ ولذلك قرر أن يكثف منها وذلك كنوع من تشديد الحزم وتكبير حاجز الخوف وتيئيس نفوس المعارضة من إمكانية الخلاص منه”.
اقرأ أيضا:
السيسي يلوح بتفويض جديد.. “ما حدث لن يتكرر” (فيديو)
لافتا إلى أن “السيسي يخشى هذه القوى رغم قلة أعدادها لأنه يدرك أن الغرب لن يسمح له بسحقها كما سحق القوى الإسلامية كبيرة العدد؛ وبالتالي فإن أي صوت لهم سيكون مؤثرا في الغرب وهذا قد يفقده كرسيه وربما حياته”.
رسالة للمتربصين بالجيش
الناشط الأكاديمي المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، أحمد عبد الباسط، أكد أن كلام السيسي حمل رسالة جديدة، قائلا: “خطاب السيسي اليوم وطلب تفويضه موجه للجيش وقياداته وليس للشعب مطلقا”.
موضحا أن “السيسي قضى على الشعب وعلى التظاهرات منذ تفويضه الأول، لكن خطاب اليوم وخاصة جزئية (تمنه حياتي أنا / الكلام اللي إتعمل من 7 أو 8 سنين مش هيتكرر تاني في مصر) وطلب تفويض آخر ضد الأشرار (وليس الإرهاب) هو موجه لضباط الجيش الصغار والقيادات التي ربما استشعر غضبها بعد اعتقال عنان”.