هل الماسونية دمرت العالم العربي؟

شفقنا- الماسونية هي ذلك العالم الخفي الذي يسيطر على الارض ومقدراتها ويتحكم بمصير السكان وخصوصا المسلمين من جاكرتا الى طنجة .

وتقوم الماسونية بتنفيذ الخطط وصرف المليارات لتدمير الدول العربية فقط وتفتيتها وجعل الفرقة بينها والسيطرة على مقدراتها ومنعها من النهوض والتفوق العلمي والمعرفي وسيادة المجتمعات، اليس هذا ما هو مزروع في عقولنا، اذا رسب طلاب الثانوية او الجامعة يقولون مؤامرة ماسونية، اذا فشلت ثورة عربية يقولون مؤامرة ماسونية، واذا نجحت ايضا مؤامرة، وتحولت الحروف السبعة لهذه الكلمة اشبه بلعنة الفراعنة على امتنا، ولكن السؤال لماذا المؤامرات الماسونية جميعها علينا ولتدميرنا نحن فقط، وليست على الغرب مثلا؟ كما تقولون ان الماسونية لا دينية وهي ضد الاديان السماوية، اذا لماذا لا تدمر الغرب ايضا، لماذا فقط العرب ؟

اولا لنكن على علم بان اي شخص لديه لحية وكتاب فتاوى واحاديث نبوية حتى لو كانت ضعيفة وغير صحيحة، يمكنه ان يدمر امة باكملها، ما جرى في سوريا والعراق وليبيا، خير مثال هل ذلك، اليست رؤوية الملائكة تقاتل الى جانب “ثوار سوريا” هي من الفتاوى التي دفعت مئات الالاف من الشباب العربي والاسلامي يأتي الى سوريا لقتل شعبها وتدميرها، فهل تستطيعوا ان تقولوا هذا الشيخ الذي قال هذه الفتوى ماسونية مثلا؟ او من دفعه لقولها ماسونية؟ الفتوى الشهيرة “ومالو” اليست ايضا من الفتاوى التي سهلت القتل في سوريا اليست فتاوى الصلاة والصوم وتكفير من لا يصلي مثل الفرقة الفلانية او الشيخ الفلاني، هي التي دفعت العراقيين والسوريين لقتل بعضهم البعض؟ اذا الماسونية ليست بحاجة لصرف المليارات لتدمير شعوب مستعدة لتدمير نفسها ذاتيا مثل الاشعال الذاتي بدون اي تعب وجهد.

ثانيا لماذا الماسونية ستقوم بصرف المليارات ووضع الخطط لتدميركم حتى لا تقودوا العالم، فهل فعلا تستطيعوا ان تقودوا العالم؟ شاهدنا “داعش” عندما اتت الى المنطقة واحتلت بعض المدن، كيف كان الارهاب الفكري والديني والاخلاقي، شاهدنا عودة البشرية اكثر من 1500 سنة الى الوراء، الى عصر ما قبل الجاهلية حتى، انتم شوهتم الدين. الاسلام يمتلك الالاف المبعدين والفلاسفة امثال اخوان الصفاء، وابن رشد، والفارابي، وابن سينا، وابن حزم الاندلسي، وابن الهيثم، وصدر الدين الشيرازي، والاصمعي، وجلال الدين الرومي، هل كفرتم بكل هؤولاء وبدأتم تطبقوا قاعدة باي قدم يدخل المرء الى الحمام؟

ثالثا من يشن الحرب علينا وعلى امتنا هي المؤسسات المالية الاميركية، التي لديها ثلاثة قواعد تمشي عليها للاستفادة من الحروب، الاولى هي استدانة الدول لتمويل حروبها وجلب الحلفاء او اسكات المنظمات الدولية، الثانية شراء الاسلحة اثناء الحرب، الثالثة اعادة الاعمار، وبذلك تكون هذه المؤسسات قد وضعت يدها على الدول وما حولها، ومنذ بداية “الربيع العربي” وحتى الان، لم يبقى معمل اسلحة في العالم لم يعمل ويبيع ويورد السلاح لمنطقتنا، وهذا الامر لم يكلف المؤسسات المالية وواشنطن مليارات الدولارات لاشعال الازمات بمنطقتنا، ولكن كلفهم شيخ يحمل كتاب فتاوى وشباب جاهل، لا يعصون شيخهم ما امرهم، ويفعلون ما يؤمرون.

رابعا ليست منطقتنا فقط المستهدفة بل حتى اوروبا ولكن الفرق بيننا وبين الاوربيين، انهم يفكرون واجبروا واشنطن على دعمهم للنهوض اما نحن فواصلنا الغباء، فبعد الحرب العالمية الثانية، ارادت الولايات المتحدة ابقاء القارة الاوروبية بدمارها وانهاكها اكثر فاكثر، ولكن الثعلب الانكليزي رئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرشل، خدع الرئيس الاميركي هاري ترومان، بفكرة الستار الحديد الذي يريد زعيم الاتحاد السوفيتي جوزيف استالين انشائه وضم اوروبا الشرقية له، فما كان من واشنطن غير انها اجبرت على دعم اعادة اعمار القارة الاوروبية لجذب الدول التي يسيطر عليها الشيوعيون لتنضم لتحالف واشنطن واسمي هذا المشروع بـ “مشروع مارشال”، ونفس الامر فعلته اليابان مع الولايات المتحدة بعد استسلامها في نهاية الحرب، ونفس الامر قامت به كوريا الجنوبية، حيث ان جميع الدول ارعبوا واشنطن بالسوفيت والمد الشيوعي واجبروها على اعادة اعمار دولهم.

اما نحن فلا تزال واشنطن ترعبنا كل مرة بشخص، في اول الامر كان عبد الناصر هو العدو وانه سيحتل السعودية ودول الجزيرة العربية، ومن ثم تحولت الانظار الى المشاريع القومية التي ستسقط الممالك العربية، وخلال هذه الفترة دفعت الدول الغنية بالنفط المليارات لواشنطن لحمايتها، ومن ثم اتى صدام حسين، وتحول الى فزاعة اميركا بوجه العرب، والان ايران، وفي كل مرة يأتي العم سام ليأخذ اموالنا ويترك الفتات لشعوبنا المتعبة والممزقة.

الولايات المتحدة لا تريد دولا ذات قرار سيادي، وبدون ديون خارجية وتعتمد على نفسها في كل شيء وتقول لا لواشنطن وتقف ضد مشاريعها في المنطقة، كما كانت سوريا قبل الحرب عليها، ولذلك سخرت كل شيء لخدمة مشروع تدميرها وتقزيم دورها وادخالها في دوامة اعادة الاعمار والديون الدولية، ولم تكن هذه الحرب بمخطط ماسوني، بل بمخطط اقتصادي سياسي ليس اكثر، وليس بادوات ماسونية، بل ادوات دينية طائفية والان قومية من منطقتنا لاننا شعوب جاهزة للاقتتال في اي لحظة.

الرئيس الاميركي جون فتزجرالد كنيدي، اغتيل بعد خمسة اشهر من توقعيه قراره الشهير رقم ١١١١٠ ضد البنك الفيدرالي الاميركي اكبر مؤسسة احتيال مالي في العالم، واول قرار اتخذه خلفه ليندون جونسون، هو اللغاء القرار، اذا الامر ليس ماسوني بل الامر اقتصادي.

*إبراهيم شير- كاتب وإعلامي سوري-العالم

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمستقبل العالم الإسلامي و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم على الكلمة وتفاصيل مواردها ومراد الله تعالى منها في كل موضع بكتاب الله في أول عمل فريد لن يتكرر مرة أخرى .

شاهد أيضاً

حاخام “يبارك” جنودا متهمين بالاعتداء جنسيا على أسير فلسطيني

الأناضول : شفقنا : أعرب الحاخام مئير مازوز، صاحب النفوذ الكبير في السياسة الإسرائيلية، عن …