الوقت :
ذكرت بعض المصادر الميدانية المتواجدة في شمال غرب سوريا، أن الجماعات الارهابية المدعومة من تركيا تواصل انتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوقيع عليها مع الجانب الروسي في العاصمة الروسية موسكو قبل عدة أيام ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أن الجماعات الارهابية قامت بشن عدد من الهجمات على مختلف المحاور وقامت باستهداف مواقع تابعة لقوات الجيش السوري بشكل متكرر خلال الأيام القليلة الماضية.
وحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد اقتحمت عناصر إرهابية يوم الجمعة الماضي بلدة “داديخ” الواقعة في جنوب شرق محافظة إدلب، ولفتت تلك المعلومات إلى أن أبطال الجيش السوري لم يظلوا مكتوفي الايدي بل إنهم ردوا بقوة وشجاعة على تلك الهجمات الغادرة وذكرت تلك المعلومات أيضا أن الجماعات الارهابية قامت يوم السبت الماضي بشن 6 هجمات صاروخية على مواقع تابعة للجيش السوري واقعة بالقرب من مدينة إدلب.
وفي صعيد متصل، ذكرت بعض المصادر الاخبارية أن الجماعات الارهابية قامت يوم الأحد الماضي بنقض اتفاقية وقف إطلاق النار في شمال شرق مدينة اللاذقية، وشمال غرب محافظة حلب والمناطق المحتلة في أدلب، وقامت على التوالي لأكثر من مرة بمهاجمة مواقع الجيش السوري المتمركزة في تلك المناطق وإلى جانب انتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار من جانب الجماعات الإرهابية، قام الجيش التركي بإرسال عشرات الجنود إلى جانب مائة دبابة وعربة مدرعة وغيرها من المعدات العسكرية، بما في ذلك قاذفات الصواريخ وعدد من الصواريخ الباليستية و … إلى المناطق المحتلة من محافظة “إدلب” السورية. وفي هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أن قافلة تابعة للجيش التركي دخلت خلال الايام القليلة الماضية الأراضي المحتلة عبر معبر “كفرلوسين” الحدودي الواقع شمال غرب محافظة “أدلب”؛ ووفقًا لتلك التقارير الاخبارية، فقد نقلت الحكومة التركية أكثر من 400 مركبة عسكرية وعربات مدرعة ودبابات على مدار الأيام الثلاثة الماضية.
ووفقًا لتلك التقارير الاخبارية، فإن الحكومة التركية تحاول الاستفادة إلى أقصى حد من اتفاقية وقف إطلاق النار لتقديم الكثير من الدعم وجميع أنواع المعدات العسكرية للجماعات الإرهابية الموالية لها والتي تلقت خلال الفترة الماضية الكثير من الضربات الموجعة من قبل أبطال الجيش السوري. ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها، فقد نشرت الحكومة والجيش التركي حتى الآن حوالي 3300 مركبة عسكرية ودبابة وغيرها من المعدات العسكرية في المناطق المحتلة في شمال غرب سوريا لإنقاذ الجماعات الإرهابية الموالية لها.
ووفقًا لمصادر ميدانية، بلغ عدد قوات الاحتلال التركية في المناطق المحتلة في مدينة حلب وإدلب وحماة حوالي 8500 جندي، لكن هذه القوات التركية الكبيرة لم تتمكن من منع قوات الجيش السوري من التقدم وتحرير الكثير من المناطق التي كانت قابعة تحت سيطرة الجماعات الارهابية في الأشهر الأخيرة. وتُظهر التطورات الميدانية أن أنقرة تسعى إلى ترميم الخطوط الامامية المنهارة للإرهابيين وتعويض فشلهم والهزائم التي تلقوها في الشهرين الأخيرين على أيدي أبطال الجيش السوري وقامت باستغلال اتفاقية وقف إطلاق النار، وإرسال الكثير من المعدات العسكرية لتلك الجماعات الارهابية الموالية لها.
وعلى صعيد متصل، أعرب “ألكسندر شاركوفسكي”، عن وجود انعدام ثقة لدى جميع الأطراف في الحل السلمي لمعضلة إدلب السورية وقال “شاركوفسكي”: “تركيا، مستمرة في نقل قواتها إلى محافظة إدلب السورية، على الرغم من اتفاقات موسكو”. ويشير الخبراء إلى أن أمن أنقرة يتأتى من عضويتها في الناتو وإلا، لأمكن اعتبار تصرفات تركيا تهورا، ذلك أنها عاجزة بمفردها عن مواجهة روسيا. وهنا تجدر الاشارة أنه على ما يبدو، أن أنقرة واثقة من عجز الجماعات الارهابية الموالية لها على الاستمرار طويلاً من دون دعمها، وسيكون عليها، عاجلاً أم آجلاً، مواجهة مصيرها مع قوات “بشار الأسد”.
وفي هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية أن الجماعات الإرهابية تخلت عن مئات الكيلومترات من الأراضي التي كانت تسيطر عليها في محافظات أدلب وحلب وحماة منذ أواخر ديسمبر / كانون الأول، وفي وقتنا الحالي تحاول تركيا كسب الوقت لتلك الجماعات الارهابية لاستعادة فرصتهم بالسيطرة على تلك المناطق مرة أخرى. ولفتت تلك المصادر الاخبارية إلى أن الجماعات الارهابية تحاول قدر المستطاع لإعادة احتلال المناطق المحررة حديثًا، بما في ذلك مدينة “سراقب” الاستراتيجية الواقعة في شرق محافظة “إدلب”.
وأكدت تلك المصادر الاخبارية على أنه بالتزامن مع تحركات الحكومة التركية، تقوم القوات السورية أيضا بتقوية مواقعها على خطوط التماس، بالإضافة إلى مراقبة الإرهابيين على جميع المحاور، وجعلت قواتها في حالة تأهب تام لأي هجوم قد تقوم به الجماعات الارهابية الموالية لتركيا. وذكرت تلك المصادر الاخبارية بأن مجموعات تابعة للقوات السورية قامت خلال الايام القليلة الماضية بتوفير الأمن في المناطق المحررة حديثًا وتطهيرها من الفخاخ والالغام المتفجرة، ومن ناحية أخرى، تواصل مجموعات أخرى عمليات البحث من نقطة إلى أخرى للكشف عن مخابئ الأسلحة والأنفاق التابعة للجماعات الارهابية.
وحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، تمكنت قوات الجيش السوري من التعرف على المقر الرئيسي لـ”الجولاني” أحد أبرز قادة جبهة النصرة الإرهابية خلال تطهيرهم بلدة “عنجارة” التابعة لمحافظة “حلب”. ولفتت تلك المعلومات إلى الحكومة التركية لا تزال تقوم بنقل العديد من العناصر الإرهابية، المعروفة باسم “درع الفرات”، من مواقع مختلفة، بما في ذلك “تل أبيض” وإيصالهم إلى المناطق المحتلة التابعة لها في محافظة “أدلب”.
ووفقًا لمصادر ميدانية، ازدادت النزاعات والاشتباكات بين الجماعات الإرهابية المعروفة باسم “درع الفرات” المتمركزة في المناطق المحتلة في شمال سوريا خلال الأيام الماضية حول تقسيم الغنائم، وهذا الامر خلق الكثير من المشاكل لـ”أنقرة”. ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى حدوث اشتباكات بين الجماعات الإرهابية المعروفة ب”فيلق المجد” واللواء الشمالي أثناء تقاسم الغنائم في قرية “الكفيفة” الواقعة على المشارف الغربية لـ”تل أبيض”، مما أسفر عن مقتل أربعة من تلك العناصر الارهابية، وهذا الامر دفع الجيش التركي إلى التدخل والتحرك لنقل الإرهابيين إلى المناطق المحتلة في محافظة “إدلب”.