Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مشهد السيدة رقية بالقاهرة

مشهد السيدة رقية
بالقاهرة . مصر
————————

يقع مشهد السيدة رقية بجانب قبتي سيدي الجعفري والسيدة عاتكة على الجهة الغربية لشارع الخليفة أمام قبة شجرة الدر على يمين المتجه لميدان السيدة نفيسة.

نبذة تاريخية عن الأثر ووصفه :
أنشأت السيدة علم الأمرية زوجة الخليفة الآمر بأحكام الله الفاطمي مشهد السيدة رقية فى سنة 1133م. وينسب هذا المشهد تارة للسيدة رقية إبنة الرسول (ص) وتارة أخرى للسيدة رقية بنت الإمام على ابن أبى طالب من أسماء بنت عميس الخنعمية المعروفة بأم حبيب الصهباء التغلبية التى أُسِرَت في حرب الردة من قبل خالد ابن الوليد حيث اشتراها منه علي وأنجب منها رقية وعمر وعبد الله وجعفر وعثمان. وهو مشهد رؤيا، أما السيدة رقية بنت الإمام علي فقد دفنت بالشام. وقد روي أن الحافظ عبد المجيد رأى فى منامه السيدة رقية متلففة، فبنى لها هذا المشهد.

يتكون المشهد من سقيفة ببائكة ذات ثلاث عقود مدببة تتقدم المدخل الذي يتوسط محرابين ذى طاقية مضلعة على شكل محارة مشعة تتوسطها جامة دائرية.

يفضي المدخل إلى حجرة المشهد التي يعلوها القبة وتتوسط جناحين مفتوحة عليهما من خلال عقدين مدببين محمولين على أعمدة.

هذا التصميم المعمارى يشبه مشهد الجيوشي بالمقطم والذى يتكون من ساحة مكشوفة تؤدى إلى سقيفة ومنه إلى المشهد. ومن المرجح أن مشهد السيدة رقية كان يسبقه ساحة مكشوفة أيضاً، وهذا واضح من تسمية علي باشا مبارك لها بتكية السيدة رقية ووصفه أنه في وقته كان يوجد مساكن للصوفية وجنينة صغيرة بالمشهد، وأنه كان يعمل لها مقرأة وحضرة كل أسبوع ومولد كل عام.

تحمل قبة المشهد على أركان مقرنصة مماثلة لتلك التي بقبتي السيدة عاتكة والجعفري،

بينما زين الفراغ ما بين الأركان بحنية مسطحة على هيئة إطار الأركان الحاملة (ترفل).

أما عنق القبة الثماني الأضلاع فقد فرغ بنوافذ ثلاثية الفتحات (ترفل)، والتى تعتبر تطور للوحدات ما بين أركان قبتي عاتكة والجعفري.

ويعتبر المحراب الأوسط في حجرة المشهد أحد أكبر المحاريب في العصر الفاطمي (5،53 × 2،95 م). وهو بشكل عقد مكسور زخرف بأشكال مضلعة تنبثق من رصيعة. هذه الزخرفة كانت منتشرة في الفن المعماري الفاطمي، حيث نجدها في مسجد الأقمر (القاهرة، 1125) والذي تنبع من زواياه ثلاثة صفوف من مشكوات صغيرة تمتد حول العقد. ونجد في ركنيات العقد زخرفة بشكل غصون نباتية ذات
سيقان رفيعة تلتف حول سعيفات وتنتهي بسعوف. كما نجد فوقها نقوشا بالخط الكوفي المضفر مع أطراف حروف تشبه عنق الإوز، وهي مقعرة بطريقة تؤدي باعوجاجها البصري إلى تسهيل قراءتها عن بعد. ونجد هذه الميزة في مسجد الحاكم (990-1012) وأقدم من ذلك في مسجد بوفتاتة، السوسة، تونس (838-841) والمسجد الكبير (850).

ويوجد في الجزء العلوي شريط زخرفي بأشكال هندسية متشابكة، كتلك التي نجدها على مئذنة مسجد الحاكم وأيضا على العديد من المحاريب الفاطمية.

أما بالنسبة للمحاريب الأخرى والأصغر حجما في المشهد فلها نفس الزخرفة. وأخيرا يوجد محراب خشبي متنقل نُقل من مشهد السيدة رقية ومؤرخ في (1154-1160)، وهو محفوظ الآن في متحف الفن الإسلامي في القاهرة ويحتوي على زخرفة بأشكال نجوم وأشكال سداسية.

وتغطي القاعات الجانبية والرواق سقوف مسطحة من الخشب، مما يدل حسب كروزويل على أن الفن المعماري في مصر يبحث عن انفصاله عن الفن المعماري السوري. فالجزء الأوسط تعلوه قبة مضلعة ترتكز على رقبة مثمنة فُتح فيها 16 نافذة متعددة الفصوص وتقوم على دلايات. ولا نرى هذا النموذج إلا في القاهرة في مسجد سنان باشا (1571).

يتميز المشهد بزخارفه المعمارية الغنية من الجص والتي تشبه إلى حد كبير زخارف جامع الأقمر بشارع المعز، وتتمثل في المحاريب ذات الطاقية المضلعة على شكل محارة مشعة تتوسطها الجامات الدائرية (الميداليونات) المزخرفة بأسماء الرسول وعلي وأخرى منقوشة بزخارف الأرابيسك، وأشرطة الكتابة الكوفية المزهرة حول عنق القبة والمحاريب.

وقد قام الشريف حسين ابن أبو بكر الحسيني بإعادة بناء مشهد السيدة رقية فى سنة 844هـ/1440-1م، كما قام الأمير عبد الرحمن كتخدا بترميم المشهد إلى جانب مشاهد أخرى بالشارع فترة السبعينيات من القرن الثاني عشر الهجري، أما الخديوي عباس الأول فقد رمم المشهد وقام بتوسيع تكيته، كما قامت ابنته أيضاً بتوسعتها أكثر.

ويعتبر مشهد السيدة رقية مع ضريحي السيدة عاتكة وسيدي الجعفري حلقة من سلسلة مشاهد أهل البيت التي اصطف عدد منها على جانبي شارع الخليفة، وأصبحت مزاراً لمريديهم. وحتى وقت قريب كان يقام مولد للسيدة رقية ثانى يوم بعد مولد السيدة نفيسة، إلا أنه أوقف بعد تدهور المشهد بفعل المياه الجوفية.

لا يتوفر وصف للصورة.
لا يتوفر وصف للصورة.
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
لا يتوفر وصف للصورة.