"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مصر : جدل صاخب بعد نقل آثار من أماكنها الأثرية في “الأقصر” إلى ميدان “التحرير”.. وسيم السيسي: يرسخ الهوية المصرية في قلب العاصمة.. ممدوح حمزة: قرار مدمر! عباس منصور: ما يحدث تدمير لتاريخ مصر لصالح إسرائيل وهو توجه صهيوني لكسر أكثر المناطق صلابة في الحضور المصري.. ودعوى قضائية لإلغاء القرار

 القاهرة – “رأي اليوم” :

أثار قرار نقل 4 تماثيل من تماثيل الكباش من الفناء الأول “صالة الاحتفالات” خلف صرح نختانيبو بالكرنك، بغية استخدامها في تزيين ميدان التحرير بالقاهرة جدلا هائلا  في أوساط المثقفين والمعنيين بالتاريخ المصري .

المتابعون للأمر انقسموا إزاء ما يحدث إلى فريقين:

أحدهما مؤيد لما يحدث بحجة ترسيخ الهوية المصرية في قلب العاصمة المصرية.

والآخر يصف ما يحدث بالأمر الجلل، مؤكدا أن هناك بواعث سياسية وحضارية أخرى من ورار القرار الصادم .

كل من الفريقين ساق حججه، وقدم براهينه للإقناع بوجهة نظره.

 برأي عالم المصريات الشهير د. وسيم السيسي فإن نقل “الكباش” يرسخ الهوية المصرية في قلب العاصمة المصرية، مشيرا إلى أن

الرئيس عبد الفتاح السيسي يوقن أن مصر لن تموت  مادام تاريخها العظيم حاضرا في وعي الشعب وأمام أعينهم.

وردا على سؤال عن تخوفات من نقل الآثار المصرية من أماكنها، قال السيسي: “أعظم الآثار تم نقلها الى اللوفر في باريس ولندن وهولندا، وليس للتخوفات ما يبررها، وقد تم نقل تمثال رمسيس من ميدان رمسيس ولم يحدث له شيء!” .

وأشاد السيسي بالمتحف الكبير الذي يتم إنشاؤه مؤكدا أنه سيكون أعظم المتاحف على الكرة الأرضية، واصفا الانتقادات لنقل الآثار بأنها غيرة من مصر.

وقال السيسي إن الصهيونية العالمية  نهبت آثار العراق وسورية بعد ساعات من سقوطهما، لدحض أي حقائق تخص عظمة الحضارة العربية.

وأكد السيسي أن الآثار المصرية القديمة أكبر شاهد على  أكاذيب بني إسرائيل، مشيرا الى أن  إظهار الآثار به فائدة أن الناس ستراها رأي العين.

وذكر د. وسيم بقول الشاعر الإغريقي: “هزمناهم ليس حين غزوناهم.. بل حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم”، مؤكدا أنه من المهم للمصريين أن يتذكروا ويذكروا تاريخهم العظيم بما فيه من ثراء.

حضن التاريخ الآمن!

أما د. ممدوح حمزة فقد علق على  نقل الأكباش بقوله: “الذي أخذ قرار نقل الأكباش من حضن تاريخها الآمن إلى بيئة مدمرة من التلوث وبالأخص عادم السيارات لا يعلم آثار ولا طبيعة الصخور وأن الحجر الرملي المنحوت منه الكباش ضعيف بالمقارنة بالجرانيت المنحوت منه تمثال رمسيس الذي تم نقله من ميدان رمسيس خوفا عليه من التلوث كما قالوا تبرير ا لنقله ” .

كسر مصر

أما الأديب عباس منصور فيؤكد أن قرار نقل الآثار والعبث بها هو توجه صهيوني لكسر أكثر المناطق صلابة في الحضور المصري، وهو تاريخها الموثق الذي لا تتوفر لأي أمة أو شعب تاريخ مثله بمثل هذه الدقة في التوثيق.

وأضاف منصور أنهم يريدون محو الأماكن الأثرية وإعادة صياغتها بما يتفق مع الرواية التوراتية، محذرا من خطورة إقامة معارض أثرية  لقطع ومقتنيات ليست منها سوى نسخة واحدة، لافتا إلى أن القانون القديم كان يمنع نقل الآثار من أماكنها وتم تغييره .

وقال إن ما يتم نقله ليس مقتنيات أثرية، بل الأثر نفسه الشاهد على وقائع مذكورة في الكتب المقدسة، مشيرا الى أنه

في علم الآثار يجب أن نفرق بين المقتنيات كالأوني والحلي وبين البنية الأساسية كالبيوت والطرق والمعابد والجبانات.

ووصف عباس منصور ما يحدث بأنه تدمير  لتاريخ مصر لصالح إسرائيل، وأنهى قائلا: “خارطة مصر الفرعونية بمعابدها وقراها ومدنها محفوظة بطريقة محرفة في كتب اليهود المقدسة.. نقل الآثار من مواضعها يؤكد تحريفات اليهود”.

دعوى قضائية

من جهته أقام علي أيوب المحامي، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، طالب فيها بوقف وإلغاء قرار عملية نقل 4 تماثيل الكباش من الفناء الأول “صالة الاحتفالات” خلف صرح نختانيبو بالكرنك، بغية استخدامها في تزيين ميدان التحرير بالقاهرة.

واختصمت الدعوي التي حملت رقم 15792 لسنة 74 قضائية، كل من رئيس المجلس الاعلى للآثار، ووزير الآثار والسياحة.

أقام علي أيوب المحامي، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، طالب فيها بوقف وإلغاء قرار عملية نقل 4 تماثيل الكباش من الفناء الأول “صالة الاحتفالات” خلف صرح نختانيبو بالكرنك، بغية استخدامها في تزيين ميدان التحرير بالقاهرة.

واختصمت الدعوي التي حملت رقم 15792 لسنة 74 قضائية، كلا من رئيس المجلس الاعلى للآثار، ووزير الآثار والسياحة.

 واستندت الدعوى لنصوص الدستور والقانون وكذا ميثاق فينيسيا واتفاقية اليونسكو 1970، والتي تنص على وقف القرارات المتعلقة بتغيير أماكن أي من القطع الأثرية المصرية التي لا تقدر بثمن، والتي لا يجوز نقلها إلا لحمايتها مما قد يحدث من أخطار تهدد سلامتها.

وذكرت الدعوى أنّ هذا النقل يؤثر على القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن، ويخل بطبيعة المعلم الأثري الذي سيتم اقتطاع هذه التماثيل منه.