Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

راديو مونت كارلو : الإمام الأكبر يشتكي من حصار إعلامي على الأزهر

MCD :

الإمام الأكبر يشتكي من حصار إعلامي على الأزهر

الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب – فيسبوك

اشتكى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مما يمكن وصفه بحصار إعلامي لمواقف الأزهر وقال في لقاء تم بثه على الفضائية المصرية:” إننا لو أردنا أن نرد بمقال على مقال يشتم الأزهر لا يسمح لهذا المقال بالنشر … إلا بعد عناء شديد”، وأضاف في إشارة إلى القنوات التلفزيونية “إذا أردنا أن يخرج واحد ثاني في القناة ليتحدث، فبصعوبة شديدة وكثيرا ما يرفض، كان هناك حملة على الأزهر الشريف وهذه الحملة لا تصب … والله … إلا في فلسفة داعش ونظام داعش وحرب داعش”.

 مونت كارلو
اقرأ أيضاً :

ىالخليج أونلاين :

شيخ الأزهر عُرف بمخالفته آراء وتوجهات السيسي، في أكثر من مناسبة

لم تكن العلاقة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب، يوماً ما، جيدة رغم الصور البروتوكولية، والاجتماعات التي يشاركان فيها، فالخلافات بدأت من الأيام الأولى للانقلاب العسكري، ثم ظهرت للعلن في أكثر من مناسبة.

وعمِل نظام السيسي “القمعي وفق شهادات لمؤسسات حقوقية دولية”، على التضييق وممارسة الاضطهاد ضد أكبر مؤسسة دينية مصرية وإسلامية، بسبب الخلافات مع توجهات النظام وأفكاره.

وفي أكثر من مناسبة، أظهر “الطيب” معارضته للسيسي علناً وفي حضوره، وهو ما جعله في دائرة الاستهداف الإعلامي، حتى نطق شيخ الأزهر، السبت 30 نوفمبر 2019، كاشفاً عن تعرُّضه لاضطهاد غير مسبوق، ومنعه من نشر أي مواد صحفية أو تلفزيونية.

مواقف الخلاف

وكان الموقف الأول الذي أظهر شيخ الأزهر فيه معارضته للسيسي، هو عدم موافقته على فض اعتصام رابعة في (أغسطس 2013)، الذي ارتكبت خلاله مجازر ضد الإنسانية، وقُتل مئات من المتظاهرين المناصرين للرئيس المنتخب محمد مرسي، وفق إفادات دولية.

وبعد فض الاعتصام، خرج “الطيب” بمؤتمر صحفي، شدد فيه على حرمة الدماء، ورفضه إقحام الأزهر في الصراع السياسي، واستخدام العنف بديلاً عن الحلول السلمية، وهو ما أغضب نظام السيسي عليه.

كذلك تصدَّى الأزهر بقيادة “الطيب”، لدعوات السيسي الغريبة إلى تجديد الخطاب الديني، وتحميله المؤسسة الدينية الأكبر في البلاد مسؤولية مواجهة ما سمّاه التطرف والطائفية، وهو ما رفضه شيخ الأزهر، من خلال تأكيده ثوابت التراث الإسلامي، ورفضه المساس بها.

وبرز الخلاف بين الأزهر والنظام المصري بصورة علنية، عندما أفصح السيسي عن ضيق صدره بعدم انصياع الأزهر الرسمي لرغباته المتعلقة بـ”تجديد الخطاب الديني”، مخاطباً إياه، في 24 يناير 2017، بقوله: “تعبتني يا فضيلة الإمام”، وذلك رداً على موقف “الطيب” الرافض للطلاق الشفهي.

وطالب السيسي حينها الأزهر بتغيير قانون الطلاق، خاصة مع تزايده بمصر، في حين رفضه شيخ الأزهر.

وخلافاً لمقترح السيسي، خلصت هيئة كبار العلماء بالأزهر، في بيان، حينها، إلى صحة “وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانه وشروطه، من دون اشتراط إشهاد أو توثيق”.

وفيما بدا أنه مخالفة لرأي السيسي المعلن في تلك القضية، قالت الهيئة في بيانها: إن “العلاج الصحيح لهذه الظاهرة يكون برعاية الشباب وحمايتهم من المخدرات بكل أنواعها، وتثقيفهم عن طريق أجهزة الإعلام المختلفة”.

كذلك، شنّ شيخ الأزهر هجوماً ضمنياً حاداً على السيسي؛ فتحدّث عن تردي أوضاع حقوق الإنسان وحال البلاد والعباد، مشيراً إلى آلاف القابعين في السجون بلا ذنب.

وتساءل الطيب: “هل حقوق الإنسان الأوروبي هي النموذج الذي يجب أن يعمم على العالم؟ وهل يجب على المسلمين جميعاً أن يبيحوا الشذوذ الجنسي والإجهاض، أو هي حقوق الإنسان الشرقي المتدين بدينٍ له حقوق تختلف عمّا يدَّعيه أنصار حقوق الإنسان في الغرب، الذي أدار ظهره للدين منذ قرون؟”.

واتخذ “الطيب” هيئة كبار العلماء كمنصة للاحتماء بها من النظام، وبات يصدر باسمها بيانات وتصريحات وفتاوى تصادم اتجاه الدولة، بل تصادم تصريحات السيسي مباشرة.

وفي ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي أواخر (نوفمبر 2018)، ظهرت مبارزة كلامية بين السيسي و”الطيب”.

وخلال خطابه انتقد “الطيب” مَن يُشكّكون في صحة الحديث النبوي الشريف؛ نظراً إلى أنه يُشكل أساس الشريعة الإسلامية في جزء كبير منها.

وقال “الطيب”: “في حين يتقدَّم القرآن على الحديث، إلا أن الأحكام ذات الطابع القانوني الواضح في القرآن أقل بكثير، وأحياناً أكثر عمومية في طبيعتها، بالمقارنة مع الحديث”.

ويبدو أن حديث شيخ الأزهر لم يرُق للسيسي، إذ تحدَّث بشكل غاضب وارتجالي، قائلاً: “الإشكالية بعالمنا الإسلامي حالياً ليست في اتباع السُّنة النبوية من عدمه، لكن المشكلة هي القراءة المخطئة لأصول ديننا”.

وأضاف السيسي حينها مخالفاً لحديث “الطيب”: “مَن أساء إلى الإسلام أكثر: الدعوة إلى ترك السُّنة النبوية أم الفهم المخطئ؟”.

آخر فصول الخلافات والمبارزات الكلامية بين الرجلين، وقعت في 7 نوفمبر 2019، خلال الاحتفال بالمولد النبوي، وكانت حول أيهما أخطر على الدول والمجتمعات: الظلم أم الإرهاب.

وخلال كلمته، حذَّر شيخ الأزهر من خطورة الظلم وتداعياته على المجتمع، قائلاً: “النبي -صلى الله عليه وسلم- حذَّر من الظلم في خطبة الوادع ثلاث مرات؛ لأثره التدميري على الأفراد والأسر والدول والمجتمعات، وحذَّر منه القرآن الكريم في 190 آية، كما حذَّر النبي منه في سبعين حديثاً من أحاديثه الشريفة”.

بدوره أوضح أن “عزيمته من حديد في مواجهة الإرهاب الذي ينشر الخراب والدمار”، متابعاً: “لن تتقدم الأمم بهذه الطريقة، وإن الإرهاب لن ينتهي إلا بتكوين قناعة ومناعة ضد الفكر المتطرف”.

هجوم إعلامي

ولم يكتفِ السيسي بمعارضة ومهاجمة “الطيب”، لكنه وظَّف عدداً من الوسائل الإعلامية المحسوبة على الدولة، لمهاجمته والإساءة إليه، إذ تصدرت صورته مجلة “روز اليوسف” الحكومية أواخر نوفمبر 2018، تحت عنوان “الفقيه الذي عذَّبنا.. وهذه معاركك الحقيقية يا فضيلة الإمام”.

كذلك، شن وزير الثقافة الأسبق جابر عصفور، في مقال بصحيفة “الأهرام” الحكومية، هجوماً على شيخ الأزهر، بسبب مخالفته لتوجهات السيسي خلال حديثه عن السُّنة النبوية، واصفاً حديث الرئيس بأنه “عقلاني، على خلاف حديث (الطيب) الرافض للاجتهاد أو النظرة الرحبة”.

كذلك، كشف “الطيب” عن تعرُّض الأزهر لاضطهاد وحصار إعلامي غير مسبوق من قِبل القنوات والصحف اليومية الصادرة في البلاد والتي تسيطر على غالبيتها الدولة، وعدم السماح لهم بنشر أي مقال، أو إجراء أي مقابلة تلفزيونية بسهولة.

وقال “الطيب”، خلال لقاء مسجَّل بثته القناة الأولى، أمس السبت: “إننا لو أردنا أن نردَّ بمقال على مقال يشتم الأزهر لا يُسمح لهذا المقال بالنشر إلا بعد عناء شديد، ولا يرى النور”.

وأضاف: “إذا أردنا أن يخرج واحد ثاني في القناة ليتحدث، فبصعوبة شديدة وكثيراً ما يُرفض، كانت هناك حملة على الأزهر الشريف وهذه الحملة لا تصبُّ -والله- إلا في فلسفة داعش ونظام داعش وحرب داعش”.

بعد حديث شيخ الأزهر الأخير، شن الإعلامي المصري المقرب من جهاز المخابرات العامة، محمد الباز، هجوماً لاذعاً على “الطيب”، متهماً إياه بنشر أحاديث غير دقيقة ومزعجة.

وينص الدستور على أن الأزهر هيئة مستقلة تتمتع بشخصية اعتبارية، ويظل شيخ الأزهر في منصبه حتى سن الثمانين، ثم يعود من جديد لشغل مقعده في هيئة كبار العلماء، ويُنتخب شيخ جديد من أعضاء الهيئة، ولا يحق لرئيس البلاد عزله أو تغييره كما كان يحدث سابقاً.

الخليج أون لاين