عربيي 21 :
بدأت محكمة ألمانية الإثنين محاكمة أعضاء خلية “إرهابية” من النازيين الجدد المعادين للإسلام، متهمين بالتخطيط لهجمات دامية في البلاد.
ويمثل ثمانية من عناصر المجموعة المعروفة بـ”ثورة كيمنتس” تتراوح أعمارهم بين 21 و32 عاما، أمام القضاء بتهمة “تشكيل تنظيم إرهابي يميني متطرف”، حسب المدعين الفدراليين.
وبعد عام تقريبا من توقيف معظم المشتبه بهم في عمليات دهم منّسقة، تبدأ المحاكمة وسط حراسة مشددة في دريسدن عاصمة ولاية ساكسونيا، أحد معاقل اليمين المتطرف في البلاد.
وتشير تقارير إلى تصاعد توجه اليمين المتطرف الألماني إلى المزيد من الراديكالية والعمل المسلح.
وكان حزب “البديل لألمانيا” المعادي للمهاجرين والإسلام، حصل على 27.5 بالمئة من الأصوات في الانتخابات المحلية في ولاية ساكسونيا في وقت سابق من الشهر الجاري، بفارق بسيط عن حزب ميركل الذي حاز 32 بالمئة من الأصوات.
وقالت متحدثة باسم المحكمة الإقليمية العليا إنّ المشتبه بهم متهمين “بالتجمع لتحقيق أهدافهم السياسية، زعزعة أسس الدولة، عن طريق أعمال عنف خطيرة”.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين سعوا إلى تنفيذ “هجمات عنيفة وعمليات مسلحة” ضد المهاجرين و”خصوم” سياسيين ومراسلين وأعضاء في المؤسسات الاقتصادية في البلاد.
اقرأ أيضا: متطرفون يعتدون على أحد المساجد في هولندا (صور)
وتعتقد السلطات أن أعضاء التنظيم كانوا يحاولون الحصول على أسلحة نصف آلية لتنفيذ حمام دم العام الماضي في برلين في 3 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حين تحيي ألمانيا يوم الوحدة الوطنية.
وتأمل الأجهزة الأمنية أن تكشف المحاكمة، التي من المقرر أن تستمر حتى نيسان/ أبريل 2020 على الأقل وستشهد الاستماع إلى 75 شاهدا، ما الذي تم تخطيطه بالضبط ونطاق شبكة التنظيم المتطرف.
وينتمي المتهمون إلى أوساط النازيين الجدد والحليقي الرؤوس في مدينة كيمنتس، التي كانت مسرحا لأعمال عنف عنصرية في الشوارع واحتجاجات لليمين المتطرف بعد مقتل مواطن ألماني طعنا في آب/اغسطس 2018.
والشهر الفائت، حكم على شاب سوري بالسجن لمدة 9 سنوات ونصف بعد إدانته بعملية القتل.
وانتشرت أخبار جريمة القتل حينها خلال ساعات من وقوعها على مواقع التواصل الاجتماعي وأدت إلى خروج حشود من المشاغبين من مشجعي كرة القدم والمتطرفين من ممارسي الفنون القتالية والنازيين الجدد إلى شوارع كيمنتس.
وأطلق المتهمون مجموعة دردشة على الإنترنت باسم “ثورة كيمنتس” في مطلع أيلول/ سبتمبر 2018.
وقال المحققون إنّه في أيلول/ سبتمبر الفائت قام خمسة من المشتبه بهم “مسلحين بزجاجات وقفازات ملاكمة وأجهزة صعق كهربائية بمهاجمة وإصابة العديد من السكان الأجانب” في كيمنتس.
وأفادوا أنّ “التحقيقات كشفت أن الاعتداءات كانت اختبارا لأحداث خطط لها أحد المتهمين في 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2018”.
وأوضحت التحقيقات أن المتهمين “أرادوا تحقيق ما يتخطى (عمل) الاتحاد الاشتراكي القومي”، وهي مجموعة متطرفة من النازيين الجدد تم كشفها عام 2011، قتلت 10 أشخاص وزرعت ثلاث قنابل.
إلا أنّ السلطات قالت إنّها تمكنت من تفكيك الخلية اليمينية قبل أن تتمكن من تنفيذ مخططها.
اقرأ أيضا: آلاف المتظاهرين في دريسدن الألمانية ضد اليمين المتطرف
وتم القبض على معظم المتهمين في 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، بينما تم القبض على زعيمهم المزعوم الكهربائي كريستيان كايلبرغ البالغ 32 عامًا، بعد أسبوعين لمهاجمته المهاجرين في كيمنتس.
وباتت ولاية ساكسونيا موطنا للعديد من التنظيمات المتطرفة ويتركز فيها حاليا مشاكل ألمانيا الشرقية سابقا من كراهية للأجانب وإحباط حيال “النخب”.
والعام الفائت، صدرت أحكام بالسجن بحق ثمانية من أعضاء تنظيم يميني متطرف أدينوا بالإرهاب ومحاولة القتل بشأن سلسلة تفجيرات استهدفت لاجئين ونشطاء مناهضين للفاشية.
وتأتي المحاكمة بعد ثلاثة أشهر من قتل السياسي المحلي فالتر لوبكي رئيس إقليم كاسل (شمال شرق فرانكفورت) وهو سياسي ألماني داعم لاستقبال اللاجئين.
وأكّدت النيابة العامة الفدرالية الألمانية المكلفة الجرائم ذات الدوافع السياسية والدينية المتطرفة حينها العثور على “أدلة كافية” تشير إلى وجود دوافع يمينية متطرفة في جريمة قتله.
وحذّر وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر هذا الشهر من تزايد خطر مسلحي اليمين المتطرف الذي وصفه بأنه “تهديد كبير بمستوى الإسلام الراديكالي”.
وفي عطلة نهاية الأسبوع، كشف سيهوفر أنّ الشرطة عثرت على 1091 سلاحا من بينها متفجرات وأسلحة نارية خلال تحقيقات في جرائم مرتبطة باليمين المتطرف العام الماضي، وهو أكثر بكثير من عدد الأسلحة المصادرة في العام 2017 والبالغ 676 سلاحا.