في هذا المقال إستند عالم اللسانيات و المفكر الأمريكي #ناعوم_تشومسكي على
” وثيقة سرية للغاية” يعود تاريخها إلى العام 1979 و تم العثور عليها سنة 1986 عن طريق الصدفة ، وتحمل عنواناً مثيراً :
(silent weapons for quiet war)
” الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة ” وهي عبارة عن كتيب أو دليل للتحكم في البشر والمجتمعات، ويرجح المختصون أنها تعود إلى بعض دوائر النفوذ العالمي التي عادة ما تجمع كبار الساسة و الرأسماليين و الخبراء في مختلف المجالات .
و في هذا المقال ” استراتجيات التحكم و التوجيه و التضليل العشر “، يضعنا شومسكي أمام طرق ذكية تعتمدها دوائر النفوذ في العالم عبر وسائل الإعلام من أجل التلاعب بجموع الناس و توجيه سلوكهم والسيطرة على أفعالهم وتفكيرهم في مختلف بلدان العالم .
١- إستراتجية الإلهاء أو التسلية :
The strategy of distraction
” حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية ، اجعلوه مفتونا بمسائل لا أهمية حقيقية لها “.
هذه المقتطفات من كتيب أو دليل ” الأسلحة الصامتة لخوض حرب باردة ” هي التي جعلت شومسكي يرى بأن وظيفة وسائل الإعلام هي الهاء الجماهير عن الوصول إلى معلومات حول القضايا الهامة و التغيرات التي تقررها النخب السياسية و الاقتصادية عن طريق وسائل الترفيه المختلفة و التي تروج لمصالح الفئات المسيطرة في المجتمع كما تقول النظرية النقدية قي دراسة الاتصال.
#ومنه، أن ما تقدمه وسائل الإعلام حسب هذا المقتطف هو عبارة عن ” الهاء الناس عن البحث عن الحقيقة” فمن خلال الثقافة الجماهيرية التي تقوم وسائل الترفيه بنشرها، ينجح أصحاب النفوذ السياسي والاقتصادي في تحقيق أهدافهم .
٢- إستراتجية إفتعال المشاكل و تقديم الحلول:
Create problems , then offer solution
هذه الإستراتجية التي تسمى ” المشكلة ، التفاعل ، الحل ” أريد أن أربطها بفكرة أن محتوى وسائل الإعلام هو كبناء لغوي من الرموز التي يتم اختيارها بعناية، من بين الإطار المرجعي لفكرة الصفوة المهيمنة و أهدافها، حيث يتم التفكير في افتعال مشكلة، لكي تصير حديث الناس في المجتمع و نشرها عن طريق مضامين وسائل الإعلام حتى يندفع الجمهور ليطلب حلا لها، مثل العنف و الأزمات الاقتصادية، وهنا تتحرك آلة النفوذ من أجل تقديم الحلول المبرمجة مسبقاً و هكذا تثبيت شعار ”الهيمنة”.
٣- إستراتجية التدرج:
The gradual strategy
وهنا نأخذ فكرة ” النيوليبرالية “ التي صاحبتها معدلات البطالة الهائلة و الهشاشة في البنية التحتية للمجتمع ، و التي لو لم يتم تمريرها تدريجيا و على مراحل في سنوات متعددة للجمهور لأحدثت ثورة عند الناس. فالجمهور عنيد يقاوم جهود المنتجين في وسائل الإعلام الذين يفرضون خبراتهم عليه من خلال المحتوى، و لهذا إستراتجية التدرج إستراتجية ناجعة في تقبل فكرة ما من عدمه.
٤- إستراتجية التأجيل:
The strategy of distraction
هذه الإستراتجية تتلاعب بالوقت بشكل جيد حيث تفرض على الجمهور بأن يعتقد بكل سذاجة كما قال شومسكي أن” كل شيء سيكون أفضل غدا ” و هكذا تقوم وسائل الإعلام بتمرير قرارات مؤجل تنفيذها حتى يحين الوقت و يعتاد الجمهور عليها.
٥- مخاطبة الجمهور على أنهم أطفال:
Go to the public as a little child
في هذه الإستراتجية يرى شومسكي أنه كلما كان الهدف تضليل المشاهد إلا و تم اعتماد لغة صبيانية عن طريق الإعلانات و الملصقات التي تستعمل في الأصل لغة صبيانية هي في الأصل لغة لأطفال مازالوا يعيشون مرحلة النمو العقلي و الفكري و هكذا يكون رد فعل البالغين كرد أطفال صغار لأن وسائل الإعلام غرست فيهم ذلك.
٦- مخاطبة العاطفة بدل العقل :
Use the emotional side more then the reflection
إن الأمر الذي لا شك فيه هو أن العاطفة تتغلب على العقل في كثير من الأحيان عند العديد من البشر وهذا ما تستفيد منه وسائل الإعلام من خلال أسلوبها الكلاسيكي في استخدام سلاح العاطفة من خلال التحدث عن الانتماء أو الدين أو العادات التي يمتلك الناس التزاما عميقا تجاهها ، فيدخل الأفراد في حالة من اللاوعي و عدم التفكير إذا ما تم التعدي على أي من هذه المعتقدات التي تثير عندهم المخاوف و الانفعالات.
٧- إغراق الجمهور في الجهل و الغباء:
Keep the public in ignorance and mediocrity
وهذه الإستراتجية هي شكل من أشكال تعزيز علاقات اللامساواة و القهر التي يعتمد عليها النظام الاقتصادي الرأسمالي حيث تهدف إلى إبقاء الجمهور غافلا عن التقنيات و الاستراتجيات التي تستعمل من أجل السيطرة عليه و تبدأ هذه الإستراتجية من نوعية التعليم التي تقدمها المدارس الحكومية و التي يدرس فيها أبناء العامّة.
٨- تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة :
To encourage the public to complacent with mediocrity
و هنا وسائل الإعلام هي المسؤولة بشكل كبير على تدهور مستوى الذوق الثقافي العام و العامل المحفز على ارتكاب الجريمة و العنف و الشذوذ ا