الناصرة – “رأي اليوم” :
ذكر موقع “غلوبس” الاقتصاديّ-العبريّ، نقلاً عن محافل رفيعةٍ في تل أبيب، ذكر أنّ إسرائيل ومصر يدرسان فكرة إقامة منشأة تسييلٍ بريّةٍ لسواحل البحر الأحمر في منطقة سيناء يُمكِن من خلالها تصدير الغاز إلى الأسواق في آسيا.
وقال الموقع إنّ الحديث يدور حول مبادرةٍ مُشابهةٍ لتلك التي قدّمتها في السابق شركة خط أنبوب أوروبا-آسيا التي طلبت إقامة المنشأة على مقربة من إيلات (أم الرشراش)، لكنّها أُهملت بسبب معارضة وزارة البيئة في الكيان، وبحسب الموقع فإنّ الفكرة هذه المرّة تتحدّث عن إقامة المنشأة في الجانب المصريّ من الحدود، ما سيسمح بالتغلب على معارضة هذا المشروع الضخم، ذلك لأنّ تأخير مثل تلك الأفكار لاعتباراتٍ بيئيّةٍ في مصر غير وارد.
ولفت الموقع إلى أنّ الهدف من إقامة المنشأة في البحر الأحمر هو فتح إمكانية تصدير غاز الكيان ومصر المُسيّل إلى السوق في شرق آسيا، من جملة البلدان، الهند، الصين، اليابان، كوريا الجنوبية ودول أخرى، التي تشكل حوالي 70 بالمائة من سوق الغاز المسيل العالمي، تبلغ كلفة إقامة منشأة التسييل البرية بحجمٍ مُتوسّطٍ ما بين 10 و 15 مليار دولار.
وعن منشأ الفكرة، ذكر الموقع أنّها طُرحت خلال زيارة وزير الطاقة الإسرائيليّ يوفال شتاينتس إلى مصر الأسبوع الماضي، للمشاركة في مؤتمر وزراء الطاقة في المنطقة. ورأى الموقع أنّ الفكرة تشير إلى ارتقاء درجة في العلاقات بين حكومة الاحتلال وحكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول الغاز في الأراضي المحتلّة.
وأضاف الموقع أنّ التغيير هذه المرة ليس فكريًا فقط، إنمّا طال بالطريقة التي حصل فيها اللقاء، إذْ أنّ شتاينتس الذي جرت لقاءاته السابقة مع مسؤولين مصريين تحت غطاء السريّة في شققٍ خاصّةٍ وفي دولٍ ثالثةٍ حظي هذه المرة باستقبالٍ رسميٍّ تضمّن حفاوة غير مسبوقة من جانب المضيفين، لجهة إقامة مؤتمر صحافي مع الرئيس السيسي وزيارة مصوّرة للأهرامات في الجيزة.
وفي تحليل ساقه الموقع للتغيير الذي طرأ على لقاءات شتاينتس، قال إن البروفايل الإعلاميّ المرتفع الذي مُنح للزيارة نابع من الرعاية الأمريكيّة لـ”صفقة القرن” والمؤتمر الاقتصادي في البحرين قبل عدّة أسابيع، لافتًا إلى أنّه إضافةً للفكرة الجديدة، ناقش شتاينتس مع نظيره وزير الطاقة المصريّ طارق الملا تنفيذ اتفاق تصدير الغاز من حقليْ تمار ولفيتان إلى منشأتيْ الغاز السائل التي تعمل في مصر وتوسيعهما المحتمل في المستقبل.
وعن حضور وزير الطاقة الأمريكيّ ريك بري في كلّ اللقاءات، قال الموقع إنّه ساهم في التودد المصري غير الاعتياديّ لكيان الاحتلال. وفي هذا السياق نقل الموقع عن عوديد عيران، وهو سفير تل أبيب الأسبق في الأردن والاتحاد الأوروبيّ، واليوم يعمل باحثًا في معهد أبحاث الأمن القومي، نقل عنه قوله إنّ هذه هي المرّة الأولى التي نُشاهِد فيها مندوبًا أمريكيًا بهذا المستوى الرفيع في منتدى كهذا، بحسب تعبيره.
وكانت شركة “ديليك” الإسرائيليّة للغاز الطبيعيّ والنفط أعلنت العام الماضي رسميًا أنّها توصلّت لاتفاقٍ مع شركة “دولفينوز” المصريّة، وبحسب الإذاعة العبريّة الرسميّة في تل أبيب، فإنّ الحديث يجري عن قيام الشركة الإسرائيليّة ببيع المصريين 64 مليار متر مكعّب لفترة تصل إلى 10 أعوام، حيث تصل قيمة الصفقة بينهما إلى مبلغ 15 مليار دولار.
وكانت مجلة “إيكونوميست” البريطانيّة قالت إنّ مصر يمكنها أنْ تُساعد إسرائيل في التخلص من فائض الغاز الطبيعي بعد اكتشاف حقل ليفاتان قبالة سواحلها في البحر المتوسط. ولفتت إلى أنّ إسرائيل التي كانت تستورد الغاز الطبيعيّ من جيرانها العرب، أصبحت تُواجِه معضلة تصدير الفائض عن حاجتها.
فإسرائيل التي ظلّت منذ نشأتها تعاني من نقص الموارد الطبيعية أصبحت تمتلك كميات هائلة من الغاز الطبيعي لا تعرف كيف تستخدمها لأنه، وفقًا لأقل التقديرات، يكفي احتياجاتها المحلية لمدة 40 عامًا، وفقًا للمجلة.
وتأمل الحكومة الإسرائيليّة في تحقيق عائداتٍ ماليّةٍ، لم تكن منتظرة، بتصدير الفائض عن حاجتها إلى الخارج، وفقًا للمجلة التي أشارت إلى أنّ الإنتاج المتوقع من حقل ليفاتان يصل إلى 9 مليار متر مكعب سنويًا. ووقعت الأردن اتفاقًا مع إسرائيل لاستيراد كمية من الغاز الطبيعي، لكن إسرائيل تريد إرسال الغاز الطبيعي إلى أوروبا ليكون بديلاً عن الغاز الروسي، لكن الجغرافيا والسياسة ربما تجعل هذا الأمر صعبًا، تقول المجلة.
واختتمت قائلةً إنّ وصول الغاز الإسرائيليّ إلى أوروبا يتطلّب عبور الأراضي اللبنانيّة أوْ السوريّة التي مزّقتها الحرب الأهليّة، وكلا الدولتين لا تعترف بإسرائيل.