مندوب السودان قال إن مجرد سماع هذا الممثل يتحدث عن الأوضاع في السودان يُعدّ إهانة لمجلس الأمن واستخفافًا بدموع الأطفال اليتامى والنساء الأرامل في السودان وبمعاناة شعبٍ يُقتل ويُهجّر كل يوم بسلاحٍ وأموالٍ مصدرها بلاده
دعا مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، مجلس الأمن الدولي إلى التحلّي بالمسؤولية الأخلاقية والسياسية، والتصريح علنًا بالدور «المخرّب» الذي لعبته دولة الإمارات في تمويل وتسليح قوات الدعم السريع التي «ترتكب المذابح بحق السودانيين وتزعزع أمن السودان والمنطقة بأسرها».
جاء ذلك خلال كلمة إدريس في مستهلّ حق الرد بجلسة مجلس الأمن، الخميس، حول أحداث مدينة الفاشر، حيث أعرب عن «أسفه البالغ لأن يُسمح لممثل دولةٍ تلطّخت أيديها بدماء الأبرياء في السودان بأن يخاطب المجلس الموقّر وكأنها دولة حريصة على السلام أو الاستقرار».
وأضاف أن «مجرد سماع هذا الممثل يتحدث عن الأوضاع في السودان يُعدّ إهانة لمجلس الأمن واستخفافًا بدموع الأطفال اليتامى والنساء الأرامل في السودان وبمعاناة شعبٍ يُقتل ويُهجّر كل يوم بسلاحٍ وأموالٍ مصدرها بلاده».
وأكد إدريس وفقا لما نقلته الوكالة السودانية للأنباء، أن «النظام في أبوظبي لعب ولا يزال يلعب الدور الأخطر في العدوان على السودان، عبر تحريض وتزويد مليشيا الدعم السريع بالسلاح والمال والمعدات، إلى جانب حملات التضليل الإعلامي والدبلوماسي التي تسعى لتبييض وجه تلك المليشيا»، مشيرًا إلى أن «الدعم السريع» أصبح «وكيلًا محليًا يخضع للسيطرة الفعلية من قِبل نظام أبوظبي».
وأوضح أن صحيفتي وول ستريت جورنال والغارديان نشرتا خلال الأيام الماضية تقارير تكشف بعض تفاصيل «العدوان الإماراتي على السودان» عبر رعايتها وتسليحها للمليشيا، مبرزًا حجم تدخلها في إشعال الحرب وتمويل الجرائم التي ارتُكبت في الفاشر ودارفور والخرطوم ومناطق أخرى.
كما أشار إلى ما بثّته قناة ليبية حول رصد أكثر من عشر طائرات عسكرية يوميًا بين 25 و26 أكتوبر الجاري، كانت تقوم برحلات بين الإمارات وشرق ليبيا «ناقلة شحنات أسلحة مرتبطة بدعم لوجستي وعسكري للمليشيا الإجرامية بالتزامن مع تفاقم الهجمات في الفاشر».
ولفت إدريس إلى ما أكّده مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل، الذي أظهر من خلال صور الأقمار الصناعية وقوع عمليات قتل جماعي بالمستشفى السعودي في الفاشر بين 26 و28 أكتوبر، إلى جانب إفادات لجان شبابية محلية أكدت أن جميع المرضى في المستشفى «تمت تصفيتهم بطرق فظيعة على يد مليشيا الدعم السريع».
وأكد على أن ما تقوم به الإمارات «يمثل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية ولقرارات مجلس الأمن، خاصة تلك التي تحظر دعم الجماعات المسلحة الإرهابية والخارجة عن القانون»، متسائلًا: «كيف يُعقل أن تتحدث دولة عن السلام في هذه القاعة، بينما هي تملأ طائراتها بالذخيرة وتُرسلها إلى من يقتلون النساء والأطفال ويغتصبون الفتيات وينهبون المدن؟».
وفي أبريل 2023، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، ومقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
والأربعاء، أقر قائد “قوات الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث “تجاوزات” من قواته بالفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وحاليا، باتت “الدعم السريع” تحتل كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق والولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وارتكبت قوات الدعم السريع الأحد، بعد اقتحامها مدينة الفاشر وسيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة، آخر مواقع الجيش في دارفور، انتهاكات جسيمة ضد المدنيين وعمليات قتل جماعي ما تسبب في كارثة إنسانية خانقة وعزلة كاملة للمدينة عن العالم الخارجي، وسط إدانات دولية متزايدة للوضع المتدهور.
التغيير
وول ستريت : تقارير أميركية تتهم الإمارات بتزويد الدعم السريع بطائرات مسيّرة وأسلحة متطورة
تقارير صادرة عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية وذراع الاستخبارات في وزارة الخارجية الأميركية تشير إلى تصاعد تدفق الأسلحة والمعدات العسكرية من الإمارات إلى قوات الدعم السريع منذ الربيع الماضي..
التغيير: وكالات
اتهمت تقارير استخباراتية أميركية، كشفت عنها صحيفة وول ستريت جورنال، دولة الإمارات بتقديم إمدادات عسكرية متزايدة لقوات الدعم السريع في السودان، بما في ذلك طائرات مسيّرة صينية متطورة، ما أسهم في تأجيج النزاع وإطالة أمد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وبحسب الصحيفة، فإن تقارير صادرة عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية وذراع الاستخبارات في وزارة الخارجية الأميركية تشير إلى تصاعد تدفق الأسلحة والمعدات العسكرية من الإمارات إلى قوات الدعم السريع منذ الربيع الماضي.
وتشمل الإمدادات — وفق مسؤولين أميركيين — طائرات مسيّرة صينية الصنع، وأسلحة خفيفة، ورشاشات ثقيلة، وآليات عسكرية، ومدفعية، وقذائف هاون وذخائر.
وتزامن ذلك مع اتهامات واسعة لقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وإبادة، من بينها الحملة العسكرية الأخيرة في شمال دارفور، حيث خضعت مدينة الفاشر لحصار استمر 18 شهراً، أدى إلى قطع الغذاء والدواء عن عشرات آلاف المدنيين، قبل أن تتمكن القوات من السيطرة على قاعدة عسكرية رئيسية في المدينة.
ووفقاً للصحيفة، أشارت التقارير الاستخباراتية إلى أن استمرار تدفق السلاح أثار استياءً واسعاً داخل الأوساط الأميركية التي تسعى لفرض وقف لإطلاق النار، إذ انتهت أحدث جولة محادثات ترعاها واشنطن الأسبوع الماضي دون نتائج.
ونقلت الصحيفة عن كاميرون هادسون، المسؤول السابق عن ملف السودان في الإدارة الأميركية، قوله: “الحرب كانت ستنتهي لو لم يكن هناك دعم إماراتي. الدعم العسكري الضخم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع هو ما يبقيها في المعركة”.
وارتكبت قوات الدعم السريع بعد اقتحامها مدينة الفاشر وسيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة، آخر مواقع الجيش في دارفور، انتهاكات جسيمة ضد المدنيين وعمليات قتل جماعي ما تسبب في كارثة إنسانية خانقة وعزلة كاملة للمدينة عن العالم الخارجي، وسط إدانات دولية متزايدة للوضع المتدهور.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا مفتوحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص، مع تفاقم الانتهاكات ضد المدنيين في دارفور والخرطوم وكردفان، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والخدمية في معظم الولايات.
المصدر: الحرة















