Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

شركات كبرى تستبدل موظفيها بالذكاء الاصطناعي

 شفقنا :
مخاوف العمال حول العالم تصبح حقيقة، إذ بدأت شركات كبرى عدّة بالتخلي عن موظفيها وعمالها واستبدالهم بالذكاء الاصطناعي، لتعظيم أرباحها عبر خفض الإنفاق على العمالة. بعض الشركات أعلنتها صراحة، إلّا أن الغالبية تسعى لعدم الربط ما بين عمليات التسريح الضخمة والاستعانة بالذكاء الاصطناعي خوفاً من ردات فعل سلبية من المستهلكين.

ويشعر آلاف العمال حول العالم بتهديد وجودي، وأضحى انعدام الأمن الوظيفي واقعاً والبطالة تشهد موجات من الصعود، والأسوأ من كل ذلك أن الذكاء الاصطناعي لا يزال بدائياً، والمستقبل يحمل الكثير من المصاعب التي ستطاول سوق العمل.

ويُظهر أحدث استطلاع أجرته شركة كيه.بي.إم.جي للمديرين التنفيذيين في الولايات المتحدة والذي نشرت نتائجه في سبتمبر/أيلول، أن 78% من المديرين التنفيذيين إنهم يتعرضون لضغوط شديدة من مجالس الإدارات والمستثمرين لإثبات أن الذكاء الاصطناعي يوفر المال ويعزز الأرباح. وكتب خبراء الاقتصاد في بنك أوف أميركا في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أن المهن التي من المرجح أن تتأثر هي المهن التي تحلّ فيها الأتمتة مكان الوظائف في المستويات المبتدئة.

وفي جولة لـ”العربي الجديد” على المواقع المتخصصة ومراكز الأبحاث، تبين أن عدداً من الشركات الكبرى اعترفت بالفعل باستبدال عمالها بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بعض الشركات التي من المحتمل أن تشارك أو تخطط للمشاركة في هذا الاتجاه.

في ما يلي بعض الشركات التي قامت بالفعل باستبدال العمال بالذكاء الاصطناعي:

غوغل: 30 ألف موظف

في عام 2024، أعلنت غوغل Google عن خطة لخفض ما يصل إلى 30 ألف وظيفة خلال السنوات المقبلة خاصة من قسم مبيعات الإعلانات لديها بعد نشر أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل Performance Max، التي تُؤتمت إنشاء الإعلانات وإدارتها، وفق موقع جاست ثينك المتخصص. وتخطط الشركة لتركيز مواردها على الذكاء الاصطناعي.

ووصف الرئيس التنفيذي لغوغل، سوندار بيتشاي، أدوات الذكاء الاصطناعي، بأنها من “أعمق التحولات” التي أثرت على الشركة على الإطلاق. وستُسهم عمليات تسريح الموظفين في تمويل أبحاث الذكاء الاصطناعي المُوسّعة وتطوير المنتجات.

يو بي إس: 22 ألف موظف

أعلنت شركة شركة الشحن والخدمات اللوجستية العالمية يو بي أس UPS في أوائل عام 2025، عن خطط لتسريح 20 ألف عامل، مسجلةً بذلك إحدى أكبر عمليات تسريح القوى العاملة في تاريخها الممتد على مدار 116 عاماً، وفق “فوربس”.

وأشارت الرئيسة التنفيذية كارول تومي إلى أنّ التقنيات الجديدة، بما في ذلك التعلم الآلي، مكّنت من تنفيذ هذه التخفيضات من خلال أتمتة مهام مثل إعداد العروض لفرق المبيعات، والتي كانت تتطلب في السابق خبراء تسعير بشريين. وأدى ذلك إلى تقليل ساعات العمل بنسبة 10%، وارتفع الطلب في عمليات البيع بنسبة 79%، ما يؤثر على تزايد الأرباح، مع خفض تكاليف العمالة بين 25% و40%.

نستله: 16 ألف موظف

قالت شركة نستله، أكبر شركة أغذية في العالم، الأسبوع الماضي إنها ستخفض نحو 16 ألف وظيفة حول العالم خلال العامين المقبلين في إطار جهودها لخفض التكاليف، بما في ذلك من خلال الأتمتة. وأوضحت نستله التي تقف وراء علامات تجارية مثل كيت كات ونسكويك في بيان، أن معظم عمليات التسريح، حوالى 12 ألف وظيفة، ستؤثر على المهنيين ذوي الياقات البيضاء مع استهدافها “الكفاءة التشغيلية”، بما في ذلك من خلال أتمتة العمليات واستخدام الخدمات المشتركة.

وسيجري الاستغناء عن 4000 وظيفة إضافية في قطاعَي التصنيع وسلسلة التوريد، في إطار إجراءات تحسين الإنتاجية. وسيبلغ إجمالي عدد الوظائف التي سيجري تسريحها حوالى 6% من إجمالي القوى العاملة في نستله.

أمازون: 14 ألف موظف

قال الرئيس التنفيذي للشركة آندي غاسي، إنّ أمازون Amazon تخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي “لتقليل إجمالي القوى العاملة في الشركة، مع تحقيق مكاسب في الكفاءة من خلال استخدامه على نطاق واسع في جميع أنحاء الشركة”.

في أكتوبر/تشرين الأول 2025، أعلنت أمازون عن خططها لخفض 14,000 وظيفة في الشركة، وذكرت رويترز، يوم الاثنين، أنّ ما يصل إلى 30 ألف وظيفة في أمازون قد يجري شطبها.

وفي مذكرة للموظفين حول هذه التخفيضات، أشارت بيث غاليتي، نائبة الرئيس الأولى لتجربة الأفراد والتكنولوجيا، إلى فوائد الذكاء الاصطناعي في تمكين الشركة من العمل بكفاءة أكبر، قائلةً: “يُعدّ هذا الجيل من الذكاء الاصطناعي أكثر التقنيات تحويلاً منذ الإنترنت، وهو يُمكّن الشركات من الابتكار بوتيرة أسرع بكثير من أي وقت مضى (في قطاعات السوق الحالية والجديدة كلياً). نحن مقتنعون بأننا بحاجة إلى تنظيم أكثر مرونة، لنتمكن من التقدم بأقصى سرعة ممكنة لعملائنا وأعمالنا”.

مايكروسوفت: 9 آلاف عامل

أكدت شركة مايكروسوفت Microsoft في يوليو/تموز الماضي أنها ستقوم بتسريح ما يصل إلى 9 آلاف عامل، وقد وضعت شركة مايكروسوفت خططاً للاستثمار بكثافة في الذكاء الاصطناعي، وتنفق 80 مليار دولار (68.6 مليار جنيه إسترليني) في مراكز بيانات ضخمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

وقال متحدث باسم الشركة لبي بي سي: “نحن نواصل تنفيذ التغييرات التنظيمية اللازمة لوضع الشركة في أفضل وضع لتحقيق النجاح في سوق ديناميكية”، وستعادل التخفيضات 4% من القوة العاملة العالمية لشركة مايكروسوفت التي يبلغ عددها 228 ألف موظف.

مجموعة لوفتهانزا: 4 آلاف وظيفة

في سبتمبر/أيلول، أعلنت مجموعة لوفتهانزا Lufthansa أنّها ستلغي 4 آلاف وظيفة بحلول عام 2030، مشيرة إلى اعتماد  الذكاء الاصطناعي والرقمنة وتوحيد العمل بين شركات الطيران الأعضاء.

قالت الشركة إنّ معظم الوظائف المفقودة ستكون  في ألمانيا، وسيكون التركيز على الأدوار الإدارية بدلاً من التشغيلية. وجاءت خطط التسريح حتى مع إعلان الشركة عن طلب قوي على السفر الجوي وتوقعها أرباحاً أكبر في السنوات المقبلة.

بروكتر إند غامبل: 7 آلاف موظف

خطط شركة بروكتر آند غامبل Procter & Gamble لتسريح 7000 موظف خلال العامين المقبلين، وهو ما يعني خفض حوالى 15% من قوتها العاملة غير الصناعية جزءاً مما تسميه الدفع نحو “التحول الرقمي والأتمتة”، وفق “ياهو فايننس”.

يأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه الشركة، المُصنّعة لمنتجات منزلية أساسية مثل منظف تايد، ومناشف باونتي الورقية، وحفاضات بامبرز، تباطؤاً في الاقتصاد العالمي وما تصفه بـ”بيئة عمل صعبة”.

صرحت الشركة بأنها تسعى إلى هيكل تنظيمي “أكثر مرونةً وتمكيناً ومساءلة”، كما ألمحت إلى احتمال “تخارجات من علامات تجارية”، لكنّها رفضت الكشف عن الأسماء التي قد تُستبعد.

سيسكو: 5900 موظف

أعلنت شركة سيسكو Cisco التكنولوجية في عام 2024 عن خططها لتسريح 7% من قوتها العاملة، أي ما يقارب 5900 موظف، في إطار توجه استراتيجي نحو مجالات عالية النمو مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. وقد دأبت الشركة على دمج الذكاء الاصطناعي في حلولها الشبكية، مثل التحليلات التنبؤية لإدارة الشبكات وأنظمة دعم العملاء الآلية.

سيلزفورس: 4000 موظف

سرّحت شركة البرمجيات الأميركية Salesforce “سيلزفورس” 700 موظف العام الماضي، أي ما يعادل حوالى 1% من قوتها العاملة العالمية. هذا بالإضافة إلى تخفيضات مماثلة شهدتها الشركة في 2023، إذ قلّصت عدد موظفيها بنسبة 10%.

في مقابلة بودكاست، صرّح مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة سيلزفورس، بأنّ الشركة تمكّنت من خفض عدد موظفي دعم العملاء من 9000 إلى 5000، بفضل تطبيق وكلاء الذكاء الاصطناعي. ووفقاً لبينيوف، لم تتمكن الشركة من الاتصال بأكثر من 100 مليون قائد على مدار الـ26 عاماً الماضية، بسبب نقص الموظفين، لكنّه يؤكد أن الشركة الآن، بفضل الذكاء الاصطناعي، قادرة على متابعة كل مكالمة.

إنتويت: 1800 موظف  

قامت شركة إنتويت Intuit شركة البرمجيات المالية المطورة لبرنامجي TurboTax وQuickBooks، بتسريح حوالى 1800 موظف في عام 2024، مؤكدةً أن هذه الوفورات ستُعاد استثمارها في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

ووصفت قيادة الشركة الذكاء الاصطناعي بأنه عنصر أساسي في استراتيجيتها المستقبلية، لا سيّما في أتمتة دعم العملاء، وتحليل البيانات، وإعداد الضرائب. ومن خلال استبدال العمالة البشرية بأدوات الذكاء الاصطناعي، تهدف إنتويت إلى تعزيز الكفاءة والحفاظ على القدرة التنافسية في قطاع التكنولوجيا المالية سريع التطور، وفق “فوربس”.

إنديد وغلاسدور: 1300 موظف

إنديد وجلاسدور Glassdoor وIndeed شركتا البحث عت الوظائف، مملوكتان لنفس الشركة الأم، ريكروت هولدينغز، التي قرّرت تسريح ما يزيد عن 1300 موظف، أي ما يعادل 6% من قوتها العاملة، نظراً للتغيّرات المستمرة في مواقع البحث عن الوظائف استجابةً للذكاء الاصطناعي.

في مذكرة موجهة إلى الموظفين، قال الرئيس التنفيذي إنّ شركته تهدف إلى “تبسيط عملية التوظيف باستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والبيانات لتقليل العمل اليدوي”.

فايفر: 250 موظفاً

في رسالةٍ إلى موظفيها، نشرتها الرئيسة التنفيذية ميشا كوفمان، أعلنت منصة Fiverr الإلكترونية أنها ستسرّح 250 موظفاً، أي ما يعادل حوالى 30% من قوتها العاملة. وأقدمت الشركة، التي تعتبر منصة للخدمات المستقلة حيث يمكن للعاملين المستقلين تقديم مهارات مثل التصميم الغرافيكي والبرمجة والكتابة، على ذلك التزاماً بمبدأ “الذكاء الاصطناعي أولاً”، الذي سيجعل من هذه التقنية جوهر عملياتها. ونتيجةً لهذه التسريحات، تعتقد كوفمان أن Fiverr ستصبح “أكثر مرونةً” و”أسرع”، وأضافت أن اعتمادها على الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى “زيادة الإنتاجية على نحوٍ ملحوظ، وتقليل مستويات الإدارة كثيراً”.