Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مُحلِّلٌ إسرائيليٌّ : حماس حققت أهداف السنوار الأصليّة ونجحت بالمكان الذي أخفقت فيه السلطة الفلسطينيّة المتعاونة مع إسرائيل وأفرغت السجون من أهّم المعتقلين وستبقى لاعبًا أساسيًا بالمشهد الفلسطينيّ بعد الحرب

الناصرة – “رأي اليوم” :

قال الكاتب الإسرائيليّ حاييم ليفنسون، في صحيفة (هآرتس) العبريّة إنّه “بعد أكثر من عاميْن على اندلاع الحرب في غزة، يبدو أنّ نهايتها باتت وشيكةً. وعلى الرغم من أنّ تفاصيل المرحلة الثانية من الانسحاب لمّا تُكشف بالكامل بعد، فقد أصبحت الصورة العامة واضحةً”.

وأشار إلى أنَّه: “خلافًا لما يروّجه معسكر نتنياهو، لم يُغيّر رئيس الحكومة وجه الشرق الأوسط. صحيح أنّ حياة الإسرائيليين انقلبت رأسًا على عقب، فقدَ كثيرون أبناءهم وأقاربهم، وتعرّض آخرون للإصابة والخسارة، لكن على المستوى الإقليميّ لم تُهدم أيّ دولةٍ، ولم تولد قوة جديدة، ولم تُمحَ أيديولوجيا لتحلّ محل أخرى. الفوضى القديمة ما تزال هي نفسها وعلى حالها”.

وأضاف: “حتى اليوم الأخير من الحرب، حافظت حركة حماس على بنيتها التنظيمية وقيادتها السياسية، ومنظومة القيادة والسيطرة داخل غزة. ولم تشهد صفوفها أيّ انشقاقٍ، ولم يظهر تنظيم بديل، ولم تُجرِ الحركة مفاوضات استسلام أوْ صفقات جانبية. أمّا الميليشيات الإسرائيليّة في القطاع، فوجودها يبدو هشًّا، إذ سيُقضى عليها فور توقف الجيش عن حمايتها. حماس، من جهتها، ستعرف كيف تبقى لاعبًا أساسيًا في المشهد الفلسطيني بعد الحرب”، طبقًا لأقواله.

علاوة على ما جاء أعلاه، رأى الكاتب الصهيونيّ أنَّ الحركة تنهي المعركة وفي يدها إنجازان مركزيان، أولهما إعادة القضيّة الفلسطينيّة إلى صدارة المشهد الدوليّ، فقد كان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو يحلم بدفن القضية الفلسطينيّة، وتفتيت الشعب الفلسطينيّ إلى كياناتٍ صغيرةٍ، وبناء شبكة علاقاتٍ مع الدول العربيّة تتجاوزهم، مؤكدًا أنَّ مسؤول المكتب السياسي السابق في حركة حماس الشهيد يحيى السنوار خرج لكسر هذا الواقع، ونجح”.

المُحلِّل تابع قائلاً إنّ “اليوم، عادت القضية الفلسطينيّة لتصبح الملف الأكثر حضورًا على أجندة العالم، وقد انضم إليها ملايين المؤيدين الجدد. إسرائيل وجدت نفسها محاصرة سياسيًا في أوروبا الغربية، بينما ظلّ نتنياهو يردّد أنّ إقامة دولة فلسطينية هي جائزة للإرهاب”، على حدّ زعمه.

ورأى ليفينسون أنَّ السنوار، في المقابل، قرأ المزاج الغربيّ بدقةٍ أكبر، وأنّ وقف إطلاق النار الراهن يشكّل العودة الرسمية للقضية الفلسطينيّة إلى الطاولة الدولية، وهذه المرّة مع أفقٍ حقيقيٍّ لدولةٍ مستقلةٍ يرعاها الرئيس الأمريكيّ ترامب نفسه.

أمّا الأمر الثاني، بحسب الكاتب، هو تحرير الأسرى الفلسطينيين، لافتًا إلى أنَّه: “في الوعي الفلسطينيّ، الأسرى هم الوجه الآخر للأسرى الإسرائيليين، واستعادتهم قضية وطنية أولى. والسلطة الفلسطينيّة، على الرغم من تعاونها مع إسرائيل، عجزت عن تحقيق ذلك، فيما نجحت حماس حيث فشلت السلطة، وها هي توشك أنْ تُفرغ السجون الإسرائيلية من أبرز المعتقلين”.

وخلُصَ الكاتب الصهيونيّ إلى القول في تحليله إنّ: “القوة العسكرية تُنتج نشوةً مؤقتةً، لكنّها لا تصنع نصرًا. إذ إنّ الإنجاز الحقيقيّ هو في الترجمة السياسية لما تحقّق ميدانيًا. إسرائيل أثبتت مجددًا أنّها ضعيفة في هذه الترجمة، لأنّها غارقة في صراعات السياسيين الفاشلين وتناقض المصالح والعجز المزمن عن اتخاذ القرار”، طبقًا لأقواله.

على صلةٍ بما سلف، قال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (معاريف) العبريّة، آفي أشكنازي، إنّ “النقاش الدائر حيال تفكيك سلاح (حماس) فليس إلا حديثًا نظريًا بعيدًا عن الواقع. فلا أحد يمتلك معطياتٍ دقيقةٍ عن حجم الأسلحة والذخائر التي ما تزال في حوزة حماس والجهاد الإسلاميّ، وليس حيال امتداد شبكة الأنفاق التي واصلت التنظيمات استخدامها طوال الحرب”.

وأكَّد أنَّ حماس، صباح أمس السبت، لم تتحول من نمرٍ إلى خروفٍ، لذلك، يرى أنّه على دولة الاحتلال مواصلة الرقابة الدائمة والضربات الوقائيّة لمنع الحركة من إعادة بناء قوتها.

ولفت المُحلِّل أشكنازي إلى أنّ جيش الاحتلال يجب أنْ يُبقي قواته في جهوزيةٍ عاليّةٍ، عبر مناوبات وتثبيت الخطوط الدفاعيّة لمنع تراجع المعنويات. وفي الوقت نفسه، يجب منح القيادات الميدانية صلاحيات فورية للردّ من دون انتظار قرارات المستوى السياسيّ، إذ علّم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 إسرائيل ألّا تستهين بعدوّها أوْ بقدراته، على حدّ تعبيره.