Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

لماذا أسقط الشرع “حرب تشرين” وبدّلها بذكرى جُلوسه على عرش الأسد وكيف “وبّخه” الإعلام المصري واستحضر “العدو”؟.. هل “مُجاملة” تركيا ستُنسي السوريين “السفّاح العثماني”؟ وسنُسقط حتى فيروز!

لماذا أسقط الشرع “حرب تشرين” وبدّلها بذكرى جُلوسه على عرش الأسد وكيف “وبّخه” الإعلام المصري واستحضر “العدو”؟.. هل “مُجاملة” تركيا ستُنسي السوريين “السفّاح العثماني”؟ وسنُسقط حتى فيروز!

عمان- “رأي اليوم” :

يقول المُوالون للنظام الانتقالي الجديد في سورية، بأنهم يُريدون شطب كل ما يتعلّق بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وتصدير “الثورة” التي أطاحت يُفترض بـ”الديكتاتورية”، وصولًا لعلم الدولة الرسمي، وشعارها، لكن هذا الشطب وصل إلى حد فك ارتباط الذاكرة السورية بمُنجزات تاريخية لا علاقة لها بنظام الأسد الأب، والابن، بل تتعلّق بسورية نفسها كوطن يقول المُعترضون.

الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، والذي يقول إنه يتمسّك بوحدة الأراضي السورية، أصدر “مرسومًا”، يتعلّق بالعطل الرسمية في البلاد، ولكن هذا المرسوم لم يمر على السوريين مُرور الكرام، وسقط منه سهوًا أو عمدًا يتساءلون حرب تشرين التحريرية، وعيد الشهداء، وحضر مكانهما، عيد التحرير وهو كانون الأول (ديسمبر) 2024 يوم سُقوط نظام الأسد، وعيد الثورة آذار 2011 وهو الشهر الذي انطلقت فيه “الثورة” ضد الدولة السورية السابقة.

حرب تشرين لم يخضها النظام السوري السابق، بل خاضها رجال الجيش العربي السوري، وحينها استعاد الجيش الذي جرى حلّه تمامًا بعد سُقوط الأسد، مرصد جبل الشيخ، وهو المرصد الذي تحتلّه إسرائيل اليوم، ودُحرت منه على يد رجال الجيش السوري السابق في السبعينات، وعادت لها دون مُقاومة بعد سُقوط نظام الأسد الابن.

ووضع السوريون علامات استفهام كبيرة حول أسباب إسقاط هذه الحرب، وهذا النصر السوري على إسرائيل، فهذا النصر لا يعود للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وحده، وإنما هي ذكرى حرب تشرين التحريرية (6 تشرين الأول 1973).

الإعلام المصري التفت من جهته لفعلة “سورية الجديدة” هذه، وعلّقت عليها الإعلامية المصرية لميس الحديدي قائلة: “سوريا اتخذت قرارًا غريبًا اليوم بإلغاء ذكرى النصر، الذي يوافق السادس من أكتوبر، وإلغاء العطلة الرسمية فيها، رغم أن الجيش السوري الأول كان محاربًا على جبهة الجولان، وكانت مصر الجيش الثاني والثالث حينها”.

وتابعت مُتسائلة بنبرة النقد: “وكأن النظام السوري يرغب في محو ذكرى السادس من أكتوبر التي شارك فيها علنًا ضد العدو الإسرائيلي الذي لا زال يحتل الجولان، وجبل الشيخ، ويتمدد قرب العاصمة دمشق بأريحية تامة”.

يبدو هذا النقد المصري للنظام السوري الجديد، لافتًا، بل ومُحرجًا لنظام الشرع، وتأكيدًا على عروبة مصر، وعداوتها الراسخة، رغم السلام، لإسرائيل، حيث اختتمت الحديدي حديثها بالقول”لِكُلٍّ اختياراته، أما نحن في مصر، فهذا يوم نصرنا على العدو، وسيبقى كذلك، وسنظل نُعلّم أولادنا أن هذا هو العدو حتى قيام دولة فلسطينية، وسنظل نعلّمهم أن يوم 6 أكتوبر هو ذكرى النصر، وسيظل عطلة رسمية واحتفالًا بالنصر”.

لم يتوّقّف مرسوم الشرع فقط على إسقاط حرب تشرين من الذاكرة السورية، بل امتد لشطب عيد الشهداء اليوم الوطني 6 من أيار عام 1916، وهو اليوم الذي يُخلّد إعدام العثمانيين لعدد من النخب السورية واللبنانية الوطنية على يد جمال باشا السفاح في ساحة المرجة، وذلك بعد مُطالبتهم العلنية البطولية بالاستقلال، والحرية.

وكان يتفنّن السفاح العثماني في تعذيب ومعاقبة معارضيه في شتى أنواع العذابات والآلام، وذلك بوضعهم على “الخازوق”.

وعند ذِكر العثمانيين، وجرائمهم ضد الشعب السوري، سيحضر لأذهان السوريين، أن نظامهم الجديد، حليف لتركيا، وهي الداعم الأوّل له في إسقاط نظام الأسد، وبالتالي يخدم القرار مُجاملة الحليف التركي، وحذف كل ما يُمكن أن يُسيء لتركيا العثمانية، وهي التي احتلّت البلاد العربية 4 قرون.

المرصد السوري لحقوق الإنسان (مُعارض لنظام الأسد)، أعرب من جهته عن استغرابه الشديد وأسفه العميق إزاء قرار السلطات الجديدة إلغاء عطلتَي السادس من أيار والسادس من تشرين، وهما مناسبتان تحملان رمزية وطنية راسخة في وجدان السوريين.

وحذّر المرصد من أن العبث بالذاكرة الوطنية أو محاولة إعادة صياغة التاريخ لخدمة الحاضر، يشكل خطراً حقيقياً على الهوية السورية الجامعة، وعلى القيم التي توحّد السوريين في مواجهة الاستبداد والاحتلال بكل أشكاله.

وألغى المرسوم الجديد، 4 مناسبات كانت تعدّ عُطلاً رسمية وهي “ثورة الثامن من آذار”، و”عيد المعلم”، و”حرب تشرين”، و”عيد الشهداء”.

وشملت القائمة أعيادًا دينية ووطنية، من بينها: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد رأس السنة الهجرية، وعيد الميلاد، وعيد الفصح للطوائف المسيحية الشرقية والغربية، وعيد الجلاء، وعيد العمال.

يحدث هذا، في حين أعلن بالتزامن رئيس مجلس التعليم العالي في تركيا (YÖK)، البروفيسور الدكتور إيرول أوزفار، عن مشروع جديد يقضي بتأسيس “جامعة الصداقة التركية – السورية” في العاصمة دمشق.

وأشار أوزفار إلى أن اتفاقية تأسيس الجامعة ستُوقّع خلال الأيام المقبلة، مع خطة لافتتاح فرع لها في مدينة حلب. وذلك بحسب ما نقلت وكالة (DHA) التركية.

بكُل حال، لا يُمكن فصل هذه القرارات في شطب حرب تشرين، وإلغاء شُهداء العثماني، عن وجود نيّة صريحة عند حكّام دمشق الجدد بإنهاء سورية التي عرفها العرب والغرب، وفكرها المُقاوم، وكونها دولة مُواجهة مع إسرائيل، وتقديم سورية الجديدة “العلمانية الإسلامية” التي تقوم كما يقولون على الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بل إن إحدى الدعوات وصلت إلى المُطالبة بعدم الاستماع لفيروز كونها جزء من صباح “سورية الأسد” الذي اعتاده الشعب السوري، واستبدالها بإنشاد ديني يليق بـ”سورية الحُرّة” بحسب وصفهم! .

 

رأي اليوم

 

 

سوريا : الشرع يلغي عطلتي حرب تشرين وعيد الشهداء.. ما الدوافع؟

أثار قرار رئيس السلطة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع بإلغاء مناسبتي حرب تشرين وعيد الشهداء من قائمة المناسبات الوطنية التي يحتفى بها جدلا كبيرا بين السوريين.

 وقد وصلت تداعيات الجدل إلى خارج البلاد وخصوصا في الشق المتعلق بحرب تشرين التي عاش فيها السوريون “أخوة السلاح” مع شقيقتهم الكبرى مصر.

البعض رأى في القرار حقا لسلطة انتصرت واختارت أن تطوي بانتصارها هذا سردية تاريخية صاغها النظام السابق بمداد من أيديولوجية قومية علمانية لا تستقيم مع توجهات السلطة الحالية وآخرون رأوا فيها قطيعة فظة مع الذاكرة السورية وسلوكا تفوح منه رائحة الكيدية السياسية تجاه نظام بائد لا يمكن لهذه السلطة أن تحصي له فضيلة واحدة فأولى بها إذا ألا تتقاطع معه في أية مناسبة حتى لو وجدت لهذه المناسبة حوامل شعبية وفكرية يمكن أن تنظر لها أو تقرأها من زاوية تختلف عن تلك التي كان النظام السابق ينظر منها.

وبين هذين الرأيين تبرز وجهة نظر تقول بأن إلغاء الاحتفال بحرب تشرين وعيد السادس من أيار يتصل برغبة السلطة الحالية في دمشق بتقديم بوادر حسن النية تجاه إسرائيل التي حاربها السوريون في تشرين وتجاه تركيا التي ثار رجال السادس من أيار في وجه هيمنتها على سوريا فدفعوا حياتهم ثمنا لموقفهم هذا.

للقطيعة مع إرث البعث
يشير المحل السياسي جمال رضوان إلى أن السوريين يعرفون أن طريق الجيش الإسرائيلي إلى دمشق كانت مفتوحة في نهاية حرب تشرين وأن النصر على إسرائيل لا يعدو كونه ” دجلا سياسياً” مارسه حزب البعث على مدى عقود طويلة.

وفي حديثه لـ “RT” لفت رضوان إلى أن السوريين يجب أن يعوا هذه الحقيقة جيداً ولا يأخذوا على الحكومة تصحيحها لمسار التاريخ الذي أراد حزب البعث كتابته على مزاجه ووفق رؤيته المنحازة إلى مصالحه. مشيراً إلى أن الأمر ينسحب كذلك على ما يسمون بـ ” شهداء السادس من أيار” حيث تكفي دراسة موضوعية جادة لكشف خيانتهم لوطنهم وسيرهم في مشروع غربي لا يريد الخير للأمة فأوغر صدر العرب من خلال هؤلاء على الأتراك العثمانيين وبدأت من بعدها عملية تغيير الخرائط وتفتيت الدولة الإسلامية التي أرقت الغرب حين رفض السلطان العثماني عبد الحميد إعطاء دولة لليهود في فلسطين فرد الغرب على موقفه هذا بإذكاء العصبية القومية بين العرب والأتراك وكان ” قتلى أيار” رأس الحربة في ذلك كما قال.

وختم رضوان حديثه لموقعنا بالاشارة إلى أن كل مجزرة ارتكبها نظام الأسد بحق الأبرياء تستحق عيدا وطنياً أهم بكثير من حرب تشرين والسادس من أيار اللذين بكا” المنافقون ” بسبب إلغاء الاحتفال بهم كأعياد للدولة.

من جانبه يرى الداعية الإسلامي حذيفة الضاهر أن الحكومة السورية قد أعادت ضبط التاريخ السوري المعاصر على إيقاع الحقيقة بعدما قامت بإلغاء الاحتفال بحرب خسرها العرب وزعموا أنهم انتصروا فيها فيما كان السوريون يحتفلون بعيد يسمى زوراً عيد الشهداء في الوقت الذي كان فيه هؤلاء “الشهداء” مجرد عملاء للاستخبارات الغربية، تحركهم من أجل ضرب “الخلافة الإسلامية الراشدة” التي أشاعت العدل بين الشعوب المنضوية في حكمها.

وفي حديثه لـ ” RT” شدد الضاهر على أهمية القطيعة مع إرث الأسد بكل تفاصيله الدقيقة لأنها وفق قوله شكلت مرحلة انحراف في مسيرة الأمة وتزوير للحقائق التاريخية التي دلست على العلاقة بين السوريين وبين دول جارة وشقيقة مثل تركيا التي عاشوا معها ضمن وعاء الإسلام الجامع.

وحول إلغاء الاحتفال بحرب تشرين أكد الداعية الإسلامية أن هذه الحرب كانت حرب “تحريك” للمسارات السياسية باعتراف الرئيس المصري الراحل أنور السادات وليست حرب تحرير كما زعموا مشيراً إلا أن السادات صحح المسار حين عقد صلحا مع الإسرائيليين فيما راح “الأسدان” يزاودان على عموم السنة في هذا الشأن فلم يجنحا إلى السلام بل تأخر هذا السلام كثيراً نتيجة لسياستها المراوغة بينما كان الرئيس الشرع واضحاً منذ البداية بشأن رغبته في السلام مع إسرائيل كما فعلت مصر وعدد كبير من الدول العربية.

وختم الضاهر حديثه لموقعنا بالاشارة إلى أن إلغاء ذكرى حرب تشرين في سوريا ربما يكون رسالة سلام ترسلها السلطة الحالية إلى إسرائيل بأن السوريين يريدون السلام وليس الحرب وليس هنالك ما يصير في ذلك وفق الداعية الإسلامي.

عبد الرحمن ريا ابن رئيس فرع الأمن العسكري السابق عبده ريا كتب على صفحته محاولا الفصل بين بطولة فردية وخيانة منظومة حاكمة في حرب تشرين كما قال:
” في خضم الاستقطاب الحاصل حول 6 تشرين وحربها، ورغم الايمان الكامل بشجاعة أفراد جيشنا، لكنها بطولات فردية، اما المنظومة العسكرية. فقد هُزمت هزيمة نكراء، والذي أنقذنا هو الجيش العراقي عندما وصلت اسرائيل إلى سعسع. من السذاجة الاعتقاد أن خائناً كالأسد يمكنه أن يقود معركة ننتصر بها على اسرائيل”.

 غضب في الشارع
قرار الشرع بإلغاء الاحتفال بحرب تشرين وعيد الشهداء اشعل اعتراضاً كبيراً في الشارع السوري وشهدت صفحات التواصل الاجتماعي حملات تشكيك بدوافع القرار وخلفياته. حيث كتب السياسي السوري زيد العضم قائلاً:

“من الواضح أن سلطة دمشق اختارت أن
تُرضي تركيا وإسرائيل معًا، فقررت إلغاء عطلتَي السادس من أيار والسادس من تشرين”.

ولفت العضم إلى أن ما لا تدركه هذه السلطة هو أن شهداء 6 أيار لم يُعدموا عبثًا، بل لأنهم رفضوا الخضوع للمؤامرات التي كانت تُحاك من قبل سلطة الاتحاد والترقي، وواجهوا الموت بثبات وشرف
وأضاف بأنه “حين تلغي سلطة دمشق يوم الشهداء، فإنها تغتال ذكراهم مرّة أخرى لكنها لن تستطيع محو التاريخ، ولا كسر ذاكرة أمة تعرف من خانها ومن وقف ليحميها” .
وكتب مدير التجمع الوطني السوري ماهر الزعبي المعروف بـ “ماعوط حوران” على صفحته الشخصية:

“كيف لي أن أفرح باعتماد تاريخ 18/3/2011 تاريخ انطلاق ثورتنا وتثبيت هذا التاريخ بسجلات الدولة الرسمية وفي نفس الوقت أتغاضى عن حمل القيادة السياسية لممحاة عبثية وشطبها لتاريخ 6 أيار عام 1916 تاريخ نضوج الوعي الوطني السوري باستشهاد ثلة من الرجال السوريين الوطنيين على يد جمال باشا السفاح؟

كيف لي أن أكون في المتر الأول ثوريآ أُهلِل وأُكبِر لاعتماد تاريخ الثورة السورية المباركة من بوابة درعا، وفي المتر الثاني مباشرةً أغض النظر عن قضم مرحلة عطرة من تاريخ سورية إرضاء للمخابرات التركية أحفاد جمال باشا السفاح؟”

الإعلامي السوري ماهر شرف الدين أشار إلى أن ما يجري هو “ظلم كبير جدا بحق التاريخ النضالي الكبير لسنَّة سوريا”، ولفت شرف الدين إلى أن
* التاريخ سيسجل بأن “النظام العلوي” خاض حرباً لتحرير الأرض… بينما “النظام السنّي” منعَ الذكرى السنوية لهذه الحرب!

الكاتب السوري الشهير رامي كوسا كتب على صفحته الشخصية ” اليوم، في ذكرى استشهاد أبطالنا في مواجهة الكيان المجرم، أقول إنّني حفيد هؤلاء، ووريث دمهم، وأنا ابن البلاد التي أرادوها حرة”.
و أضاف كوسا:

“حتّى لو تعاقبت على دمشق ألف سلطة، وحاول أزلامها النيلَ من ذكرى تشرين، بالقلم أو بالساطور أو بالكلاشن أو بالانتحاريين، سأظل أقول:
هذي لحظة شجاعتنا المجيدة، هذي لحظة شجاعتنا الملهمة، هذا إرثنا الذي يذكّر بأن هناك سوريين أحبوا هذه الأرض حتى افتدوها.
سأظلّ أذكّر، سأظلّ أذكّر”.
السياسي ورجل الأعمال فراس طلاس ابن العماد مصطفى طلاس الذي كان وزيراً للدفاع في حرب تشرين من العام 1973 كتب على صفحته الشخصية
” كل سوري في دواخله يعلم أن 6 تشرين هو انتصار للجيش السوري6 .
أتمنى ان يعاد الاحتفال بعيد 6 تشرين، وأن يصبح 21 مارس هو عيد الأم والنوروز.
السوريون يستحقون ذلك كردا وعربا”.
من جانبه نشر الفنان السوري وعضو مجلس الشعب السابق عارف الطويل صورة له مع والده بالزي العسكري وكتب أسفلها:
“رحم الله شهداء حرب تشرين من سوريا ومصر والوطن العربي
الصورة مع والدي الشهيد محمد وفا الطويل والذي نال شرف الشهادة في الحرب”

” غزل لإسرائيل وتركيا “
المحلل السياسي عباس علي رأى في حديثه لموقعنا أن السلطة الانتقالية في سوريا ومن خلال قيامها بإلغاء الإحتفال بمناسبتي حرب تشرين وعيد الشهداء ساهمت إلى حد كبير في زيادة الانقسام داخل المجتمع السوري المنقسم أصلا ومارست دكتاتورية احتكار الحاضر والماضي والمستقبل من خلال إدراكها بأن قسما كبيراً من السوريين لن يوافقها على إلغاء هاتين المناسبتين اللتين تصلان إلى منزلة القداسة عند قسم كبير من السوريين.
وأشار علي إلى أن السلطة في دمشق تصر على محاباة تركيا وإسرائيل حتى ولو كان ذلك على حساب الذاكرة الوطنية السورية.
فحرب تشرين كما يقول هي حرب التضحيات التي قدم فيها الجيش السوري آلاف الأبطال كشهداء صانوا الأرض والعرض والغاء الاحتفال بها هو انتقاص من شهادتهم وتضحياتهم وتبن للسردية الإسرائيلية التي تعلن ليل نهار بأن العرب لم ينتصروا في الحرب.

وبالنسبة لإلغاء عيد الشهداء يرى المحلل السياسي أنه بمثابة إقرار لتركيا بأن حكمها لسوريا والعالم العربي لم يكن احتلالا بل كان حكم الأخ لأخيه والأب لأسرته في حين يقول التاريخ بأن أسوأ مرحلة عاشها العرب كانت مرحلة الحكم العثماني الذي لم يقدم شيئاً للعرب سوى ” ثقافة الخازوق”. فيما تشرع الحكومة الحالية الأبواب أمام هيمنة تركية جديدة وشاملة في سوريا على النحو الذي كانته أيام حكم العثمانيين الذين انتفض شهداء أيار في وجههم.

 

 

المصدر: RT