Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

هجوم مانشستر يقلق يهود بريطانيا وستارمر يتعهد بالقضاء على معاداة السامية

مونت كارلو :

وعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ببذل كل ما في وسعه للقضاء على معاداة السامية وحماية يهود بريطانيا بعد مقتل شخصين في كنيس يهودي بشمال إنجلترا، وحذر من “الكراهية المتزايدة” لليهود، مؤكدا أن على بريطانيا العمل على هزمها، في تصريحات أدلى بها بعد الهجوم أمام كنيس في مانشستر والذي أوقع قتيلين، ما أثار مخاوف اليهود الذين يواجهون بالفعل زيادة كبيرة في وقائع معاداة السامية وظهر ذلك في صدور تحذيرات عن ضرورة إبقاء الأبواب مغلقة وتجنب التجمعات في الأماكن العامة.

في موقع إطلاق النار في معبد هيتون بارك في مانشستر، المملكة المتحدة، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2025. © بيتر بيرن/أسوشيتد برس
وعاد ستارمر مبكرا من قمة أوروبية في كوبنهاجن بعد هجوم مانشستر الذي نشر الخوف في مجتمع يعاني أصلا من ارتفاع حاد في حوادث معاداة السامية.

ووصف المهاجم بأنه “شخص حقير” مدفوع برغبة في مهاجمة اليهود “لأنهم يهود”.

وقال “إلى كل يهودي في هذا البلد، أود أن أقول هذا: أعرف مقدار الخوف الذي ستشعر به في داخلك أعرفه حقا”.

وأضاف “وبالنيابة عن بلدنا، أعبر عن تضامني، ولكن أيضا عن حزني لأنكم ما زلتم مضطرين للتعايش مع هذه المخاوف. ينبغي ألا يفعل أحد ذلك. لا أحد”.

وزوجة ستارمر يهودية، وسبق له الحديث عن ارتباطه بهذه الديانة.

وعندما تولى زعامة حزب العمال لتيار يسار الوسط عام 2020، تعينت عليه معالجة معاداة السامية في صفوفه بعد أن اتهمت هيئة مراقبة المساواة بريطانيا الحزب بالتمييز ضد اليهود ومضايقتهم.

لكن حكومته أثارت غضب الحكومة الإسرائيلية باعترافها بدولة فلسطينية، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن السلطات البريطانية لم تكبح جماح معاداة السامية و”سمحت لها بالاستمرار”.

وشكا قادة يهود في بريطانيا من تنظيم مسيرات مؤيدة للفلسطينيين بانتظام في لندن منذ أن بدأت إسرائيل بتدمير قطاع غزة، مما أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، عقب هجوم على إسرائيل في أكتوبر 2023 قاده مسلحون من حماس، وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن ذلك الهجوم تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.

وأكد ستارمر أن الحكومة ستنشر المزيد من رجال الشرطة خارج المعابد اليهودية في بريطانيا، وأنه سيبذل قصارى جهده لطمأنة الجالية اليهودية.

وقال “أعدكم بأنني سأبذل كل ما في وسعي لأضمن لكم الأمن الذي تستحقونه”.

وشكل الهجوم أحدث عمل عنف يستهدف يهود بريطانيا منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة على قطاع غزة والتي جاءت ردا على هجمات أكتوبر تشرين الأول 2023 التي شنها مسلحون بقيادة حماس.

وقالت فيكي، التي لم تفضل الكشف عن اسم عائلتها، لرويترز قرب موقع الهجوم على الكنيس اليهودي في مانشستر “أنا يهودية، وأشعر برعب شديد… لا أشعر بالأمان”.

وقائع معاداة السامية تزيد في بريطانيا

في أنحاء بريطانيا، وصل عدد الأفعال التي جرى الإبلاغ عنها العام الماضي على أنها معادية للسامية إلى ثاني أعلى رقم في التاريخ الحديث.

وذكرت مؤسسة يهودية تقدم استشارات أمنية أن هجوم حماس والحرب التي تلته ساهما في تأجيج حدوث آلاف الوقائع، بما في ذلك حالات شهدت هجمات عنيفة وتهديدات.

ووقع هجوم مانشستر في منطقة يقطنها عدد كبير من اليهود. وقال صحفي من رويترز في موقع الهجوم إن بعد ساعات من الواقعة مرت سيارتان وعليهما أعلام فلسطينية وظهر بعض الملثمين وسمع صوتهم وهم يتمتمون بكلمة “يهود”.

وقال سيمون كاسل، وهو طالب يهودي يعيش بالقرب من الكنيس، لرويترز “لا أعرف كيف تأتي بعد السماع عن مثل هذا الهجوم المروع وتحاول إثارة غضب الناس وضحاياه”.

وحثت ذا كوميونيتي سيكيورتي تراست واسمها اختصارا سي.إس.تي، وهي مؤسسة خيرية تنسق الإجراءات الأمنية في مؤسسات اليهودية، اليهود على عدم التجمع خارج الأماكن المشتركة أو الكنس اليهودية الخميس، وإبقاء أبوابهم مغلقة. ويظهر أحدث تعداد سكاني سابق في 2021 وجود نحو 290 ألف يهودي.

وقالت الشرطة البريطانية إنها ستزيد من دورياتها حول الكنس اليهودية.

وقال لورانس تايلور قائد شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا “أريد أن أكون واضحا، الشرطة البريطانية تجمع قواتها. وهي تحشدها بسرعة”.

وتابع قائلا “تعمل قوات الشرطة على تكثيف الدوريات في أنحاء البلاد، وعند الكنس والمواقع اليهودية.. وعلى نطاق أوسع لتوفير الطمأنينة لجميع الفئات المتضررة في المجتمع”.

زيادة التمويل لحماية الجالية اليهودية

وقعت الحادثة قبل أقل من أسبوع من الذكرى السنوية الثانية لهجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

ووصفت السفارة الإسرائيلية في لندن الحادثة بأنها “مشين ومؤسف للغاية”.

وزاد عدد حوادث معاداة السامية ببريطانيا في 2024 بأكثر من المثلين مقارنة بالفترة نفسها قبل عامين، بحسب بيانات جمعتها لجنة مكافحة الإرهاب.

ومن بين 3528 واقعة جرى الإبلاغ عنها، كان 201 من هذه الحوادث، أي حوالي 6 بالمئة، عبارة عن اعتداءات أو هجمات جسدية أخرى. وقالت لجنة مكافحة الإرهاب إن نصف الحوادث تقريبا تضمنت خطابا تحريضيا حول الصراع بين إسرائيل وحماس، إلى جانب تعبيرات صريحة بلهجة معادية لليهود أو دوافع أو استهداف انطلاقا من معاداة اليهود.

وفي فبراير شباط من العام الماضي، وعدت الحكومة بتخصيص 70 مليون جنيه إسترليني (94 مليون دولار) لصندوق أمن مواقع الجالية اليهودية لتمويل تدابير مثل وضع كاميرات المراقبة وحراس الأمن وأنظمة الإنذار.

أفادت تقارير بأن معابد يهودية وحضانة أطفال في جولدرز جرين، وهي منطقة شمالي لندن ذات كثافة سكانية يهودية عالية، جرى تلطيخها ببقع من فضلات آدمية الشهر الماضي.

وقالت دينا، البالغة من العمر 46 عاما، والتي كانت تحضر صلاة في كنيس يهودي في جولدرز جرين، إنها ستطلب من ولديها بعد الهجوم ألا يعتمروا القبعة اليهودية في الأماكن العامة مثل مترو أنفاق لندن أو الحافلات.

وأضافت “سأطلب منهما إزالة أي علامات ذات دلالة”.

نتنياهو يندد

ودان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس الهجوم “الهمجي” الذي نفذ خارج كنيس يهودي في المملكة المتحدة فيما اتهم وزير الخارجية السلطات البريطانية بالفشل في التصدي لتصاعد معاداة السامية.

وقال نتانياهو في بيان “تشاطر إسرائيل الجالية اليهودية في المملكة المتحدة الحزن بعد الهجوم الإرهابي الهمجي في مانشستر.

وتابع: “كما حذرتُ في الأمم المتحدة: الضعف في مواجهة الإرهاب لا يجلب إلا المزيد من الإرهاب. وحدهما القوة والوحدة كفيلتان بهزيمته” وفق قوله.

مونت كارلو