كشفت السلطات الباكستانية، ولأول مرة بشكل رسمي، ملابسات الانفجار الذي هزّ ميناء “رأس عيسى” النفطي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي في محافظة الحديدة، مؤكدة بذلك ما كان قد نشره موقع “إرم نيوز” مطلع الأسبوع الجاري عن عودة الانفجارات الغامضة إلى الميناء.
وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي أوضح، في بيان مقتضب عبر منصّة “إكس”، أن ناقلة غاز مسال تحمل العلم الباكستاني تعرضت يوم السابع عشر من سبتمبر الجاري لهجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية أثناء رسوها في الميناء، ما أسفر عن انفجار في أحد خزاناتها واندلاع حريق واسع النطاق، قبل أن يتمكن الطاقم من السيطرة عليه. غير أن الحادث لم ينته عند هذا الحد، إذ سارعت زوارق تابعة للحوثيين إلى الاقتراب من الناقلة وصعود مسلحين على متنها، ليتم احتجاز أفراد الطاقم كرهائن في ظروف غامضة.
وبحسب نقوي، فقد خضع أفراد الطاقم البالغ عددهم 27 شخصًا لاحتجاز قسري داخل السفينة، بينهم 24 باكستانيًا، وسريلانكيان اثنان، إضافة إلى نيبالي واحد، قبل أن تنجح جهود دبلوماسية مشتركة بين إسلام آباد وسفارتيها في السعودية وسلطنة عمان في التوصل إلى تسوية ضمنت إطلاق سراحهم، حيث غادروا بالفعل المياه اليمنية وعادوا إلى بر الأمان.
ورغم أن الوزير الباكستاني أشار بشكل صريح إلى تورط طائرة مسيّرة إسرائيلية في الهجوم، إلا أن تل أبيب لم تعلن مسؤوليتها رسميًا عن أي عمليات من هذا النوع حتى الآن، لتظل التساؤلات معلقة بشأن طبيعة هذه الضربات المتكررة وأهدافها.
وكانت مصادر يمنية قد أكدت في وقت سابق أن الميناء يشهد منذ أسابيع ضربات غامضة بطائرات مسيّرة مجهولة المصدر، أدت إلى سلسلة انفجارات وحرائق واسعة النطاق. وأوضح مدير عام شركة النفط اليمنية في الحديدة، المهندس أنور العامري، أن ناقلة غاز أخرى تعرضت لهجوم مماثل الأربعاء قبل الماضي، ما تسبب بمقتل أحد موظفي الشركة وسط تكتم من جانب الحوثيين الذين اكتفوا بجمع حطام بعض الطائرات المسيّرة دون كشف تفاصيل حول الحوادث.