عمان – “رأي اليوم” :
وحدها إسرائيل، هي المُستفيدة، مِن أنْ ينزلق العراق إلى اقتتالٍ داخليّ، فهي مُنزعجة من الفصائل المُوالية لإيران، وتُريد إشغالها بأحداث داخلية، حتى وإن كانت لا ارتباط مُباشر لها بها.
وهدّد نتنياهو فعليًّا، الجمعة، بالقضاء على من وصفهم قادة “الميليشيات في العراق” في حال تم الاعتداء على إسرائيل، مبيّناً أن تل أبيب نجحت في ردع هذه “الميليشيات”.
وقال نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ “نظام الأسد في سوريا قضينا عليه، والميليشيات في العراق ردعناها، وقادتها إذا اعتدوا على إسرائيل سنقضي عليهم أيضا”.
علامات استفهام عريضة، تُوضع، حول توقيت تصدير مُعطيات حول وجود نوايا لاغتيال مقتدى الصدر، الأمر الذي دفع بسرايا السلام التابعة له للانتشار بمحافظة البصرة، واللافت أنه يجري ربط هذا التهديد بالنائب ياسر المالكي.
المالكي نفى من جهته الادّعاءات، واعتبرها محاولة لبث الفتنة متعهدًا بتتبّع المتورطين قضائيًّا، فيما البلاد على بعد أسابيع من إجراء انتخابات تشريعية.
وبثّت حلقة لبرنامج تلفزيوني، قدّمه الإعلامي علي فاضل، ادّعاءات بوجود “مُحاولة” لاستهداف زعيم التيار الصدري باستخدام طائرة مسيّرة، وأن النائب ياسر المالكي يقف وراء هذا المخطط بالتعاون مع عدة من فصائل شيعية مسلحة.
ثمّة هُنا مُحاولة لدفع العراقيين إلى اقتتال شيعي- شيعي، حيث البصرة محافظة مراكز نفوذ شيعي.
ووجّه المالكي سريعًا رسالةً إلى من أسماهم “الأخوة الصدريين” مُتسائلاً عن المعقولية في اتهام من تربطهم به علاقات ومشتركات أيديولوجية بارتكاب عملٍ يستهدف شخصية يُقاربونها عقائديًّا، وأعلن عزمه على اتخاذ إجراءات قانونية ضد من نشروا هذه الاتهامات.
وجاء في البيان الذي نشره المالكي أن هذه الادعاءات تهدف إلى “خلق فتنةٍ جديدةٍ يستفيدُ منها مشغِّلُوهُ — الأعداءُ من الصهاينةِ وأتباعهم.
مقتدى الصدر سبق أن أعلن رفضه المشاركة في الانتخابات، والتهديد بقتله فيما يبدو سيدفع أنصاره للثأر، وبالتالي مشهد عراقي غير مستقر، والذهاب نحو حرب أهلية.
وشنّ زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، هُجومًا حادًّا على الأصوات التي انتقدت قراره بمقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة.
وذهب الصدر للتحدّي، وظهر علنًا الاثنين، وذلك خلال زيارة إلى مرقد والده المرجع الراحل محمد صادق الصدر في مدينة النجف.
ونشر مكتبه الإعلامي صُورًا تُوثّق لحظة وصوله إلى المرقد، حيث ظهر وهو يترجّل من مركبته مُحاطًا بعدد من مرافقيه، وسط توافد مرصود للمواطنين الذين حرصوا على استقباله وإلقاء التحية عليه.
وسبق للإعلامي الذي نشر تحذيره من اغتيال الصدر، أن نشر تسريبات صوتية نُسبت إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، تضمّنت أوصافًا بذيئة بحق الصدر، منها وصفه بـ”الجاهل”.
ورد رئيس “هيئة الحشد الشعبي” فالح الفياض، على كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي توعّد فيه بالقضاء على قادة الفصائل في العراق، حيث أكد قدرة البلاد على ردّ أي عدوان والدفاع عنه، معتبراً أن نتنياهو، تجاوز كل الخطوط الحمّر والقانون الدولي، وبات تحدياً لدول المنطقة.
وأضاف: “إننا لسنا تحت حكم نتنياهو أو أي شخصية أخرى، والعراق يمتلك وسائل رد وحلفاء وأصدقاء إذا ما تعرض لأي عدوان”.
المشهد في العراق حاليًّا، هو توتّر بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، إلى جانب العقوبات المفروضة على إيران والتصعيد الإسرائيلي ضد الفصائل، قد يؤدي إلى تأجيل أو تعطيل الانتخابات التشريعية، وبالتالي مخاوف من ذهاب البلاد إلى اقتتال داخلي، وحدها إسرائيل ستكون المُستفيدة منه.
ولا يزال الصدر يتمتّع بنفوذٍ هائل في ظل وجود مئات الآلاف من أنصاره الذين يمكنهم تنظيم احتجاجات، ومن شأن تحركه أن يُزيد بشدة من المخاطر في الصراع على السلطة داخل الأغلبية الشيعية في العراق.
يُذكر أنه في عام 2016، اقتحم أنصار الصدر البرلمان داخل المنطقة الخضراء الحصينة في بغداد بعد أن ندّد بالفشل في إصلاح نظام المحاصصة السياسية الذي يُلقى باللوم عليه في الفساد المستشري نظرا لاستغلال القادة السياسيين له من أجل تعيين أنصارهم في وظائف رئيسية.