وقبل انعقاد الاجتماع، التقى وزيرا خارجية الصين وباكستان وزير خارجية طالبان كلا على انفراد.
كما عقد وزير الخارجية الصيني لقاء مع رئيس وزراء طالبان الملا محمد حسن أخوند ونقل إليه مخاوف بلاده وهواجسها.
وهذه المرة الثانية التي يزور فيها وزيرا خارجية الصين وباكستان، كابل بعد إعادة جماعة طالبان سيطرتها على أفغانستان عام 2021.
وكان وزير الخارجية الصيني قد زار كابل عام 2022، بينما زارها وزير الخارجية الباكستاني قد بضعة أشهر.
المطالبة بمكافحة الإرهاب
وأهم مطلب صيني وباكستاني أثير في الاجتماع مع طالبان، تمثل في مكافحة الإرهاب والمجموعات الإرهابية التي تنتشر في أفغانستان.
ودعا وزير خارجية الصين، خلال لقائه رئيس وزراء طالبان الملا محمد حسن أخوند، هذه الجماعة لتفهم الهواجس الأمنية الصينية وأن تولي أهمية خاصة لتبديدها.
وقال ان اهتمام طالبان بالمخاوف الأمنية الصينية، يسهم في التمهيد للمزيد من تنمية أفغانستان.
أما وزير خارجية باكستان، فقد طالب في الاجتماع الثلاثي مرة أخرى، طالبان بمكافحة المجموعات الإرهابية المنتشرة على الأراضي الأفغانية.
وكتب مبعوث باكستان الخاص إلى أفغانستان محمد صادق أنهم يطالبون بمكافحة “تحريك طالبان باكستان” و “جيش بلوش التحريري” والحركة الاسلامية التركستانية الشرقية” وسائر المجموعات الإرهابية الإقليمية والدولية.
وأكدت طالبان بدورها في بيانها أنه تم في هذا الاجتماع مناقشة مكافحة الإرهاب، لكنها لم تشر إلى مجموعة بعينها.
وفي هذا الخضم، فان الصين قلقة من أنشطة “الحركة الاسلامية التركستانية الشرقية” التابعة للأويغور الصينيين. لان السلطات الصينية، تعتبر هذه الحركة “منظمة إرهابية” وتشكل تهديدا لأمنها القومي.
كما ترى باكستان أن “تحريك طالبان باكستان” موجودة في أفغانستان، وتستخدم الأراضي الأفغانية لشن هجمات على باكستان.
طالبان تدعو للتعاون الاقتصادي
ويبدو أن طالبان وبدلا من مكافحة الإرهاب والاستجابة للهواجس الأمنية للصين وباكستان إلى جانب القضايا السياسية، أثارت في الاجتماع الثلاثي موضوع التعاون الاقتصادي.
وبعد أربعة أعوام من سيطرتها على أفغانستان، باتت طالبان تواجه عجزا في الموازنة، ولذلك بادرت خلال العام الجاري، إلى حذف عشرات الألوف من الوظائف من هيكليتها الإدارية والحكومية وخفضت رواتب الموظفين بنسبة 20 بالمائة.
وقالت وزارخة خارجية طالبان في بيانها حول اجتماع كابل الثلاثي أن وزير خارجيتها أمير خان متقي، دعا الصين وباكستان للتعاون الاقتصادي وطلب عدم ربطه بسائر القضايا والموضوعات.
وأضاف أن البلدان الثلاثة تمتلك إمكانات وطاقات اقتصادية لافتة، يجب توظيفها بصورة جيدة.
كما دعت طالبان، الصين وباكستان، لمواصلة تجارتهما معها وزيادة مستوى التبادل التجاري.
ورغم أنه ليس واضحا ما إذا كانت طالبان ستستجيب للمخاوف الأمنية للصين وباكستان أم لا، لكنه يبدو أن هذه الجماعة تسعى لتعزيز التبادل التجاري في مسعى لتقليص مشاكلها الاقتصادية من ناحية، ونيل رضا الصين وباكستان من ناحية أخرى.