Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

لماذا رفعت واشنطن جائزة القبض على الرئيس مادورو إلى “50 مليون دولار” وماذا يعني إعلان الأخير نشره 4.5 مليون مُسلّح في كُل فنزويلا؟.. “تاجر مخدرات” تُهمة أمريكية جاهزة والعدالة “نفطية” والأمنيات مصير كالأسد!

عمان – “رأي اليوم” :

تُمعن الولايات المتحدة الأمريكية في إظهار العداء العلني لكُل من يُعلن السّير في طريق يُعاكس سياساتها، ويرفض استعمارها الحديث في هذا العصر، ومن هؤلاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، حيث جائزة أمريكية وصلت إلى 50 مليون دولار “للقبض” عليه، وفي خطوة تتجاهل حصانته كرئيس، والتدخّل المُباشر الفج في شؤون فنزويلا الداخلية، والتعدّي على سيادتها المُخالف للقوانين الدولية.

ومِن غير المعلوم لماذا يكون الرئيس مادورو مطلوبًا للقبض عليه، في حين يبقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طليقًا، وهو مطلوب بجرائم حرب، للمحاكم الدولية، خاصّةً أن واشنطن ترفع شعار تطبيق العدالة بخصوص فنزويلا ورئيسها الاشتراكي.

وأعلنت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي عن رفع جائزة معلومات حول مادورو إلى قيمة 50 مليون دولار مقابل القبض على الرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو.

وكانت المُكافأة المعروضة مُقابل تقديم معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو 25 مليون دولار.

وتزعم واشنطن على لسان وزيرة عدلها، إن مادورو يُشكّل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، وكشفت عن أن واشنطن صادرت أكثر من 700 مليون دولار من الأصول المرتبطة بمادورو بينها طائرتان و9 مركبات.

ويبدو أن الرئيس الفنزويلي عازمٌ على مُواجهة تهديدات الولايات المتحدة التي تستهدفه شخصيًّا، حيث أعلن الرئيس مادورو أنه سينشر في سائر أنحاء البلاد 4.5 ملايين عنصر ميليشيا مسلّحين للتصدّي “لتهديدات” الولايات المتحدة التي نشرت قوات في منطقة البحر الكاريبي.

ويُواصل الرئيس مادورو دوره بشكلٍ لافت كزعيم مُقاومة في مواجهة صريحة مع “الإمبريالية الأمريكية”، مُستعيدًا خطاب الرئيس الراحل هوغو تشافيز.

وقال مادورو مُتحدّيًا في خطاب عبر التلفزيون الرسمي “هذا الأسبوع، سأفعّل خطة خاصة تتضمّن أكثر من 4.5 ملايين عنصر ميليشيا لضمان تغطية كامل أراضي البلاد”، ثمّة هُنا استعراض قوّة فنزويلي.

وتُقدَّر الميليشيا، التي أسّسها الرئيس الراحل هوغو تشافيز عام 2009 كذراع شعبي رديف للجيش النظامي، رسميًّا بنحو 5 ملايين شخص، أي ما يقارب سدس سكان البلاد البالغ عددهم 30 مليون نسمة.

مُثير للشفقة، وسخيف، هذه هي الكلمات التي عبّرت عنها كراكاس ردًّا على رفع المُكافأة المالية للقبض على الرئيس مادورو، فيما قال وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل في بيان “هذه المكافأة المثيرة للشفقة هي أكثر غطاء دخاني سخيف رأيناه على الإطلاق”.

وتتّهم وزارة العدل الأميركية ومكتب المدّعي العام الفدرالي في نيويورك مادورو بالوقوف وراء كارتل تقول إنّه أرسل مئات الأطنان من المخدّرات إلى الولايات المتحدة على مدى عقدين، بقيمة مئات الملايين من الدولارات.

وقبل أيام أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن نشر آلاف الجنود والبحارة والمدمرات الحربية في البحر الكاريبي، في خطوة مستفزة اعتبرت عرض قوة موجهة ضد كاراكاس، الأمر الذي دفع بالرئيس الفنزويلي لاستعراض قوّة جيشه الرديف.

لا بد من الإشارة إلى أن فنزويلا ترتبط بتحالفات وثيقة مع روسيا وإيران.

وحينما ترفع واشنطن جائزتها للقبض على مادورو، تحضر للأذهان كيف تراجعت عنها في سياق القبض على أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع حاليًّا)، ولكنّها للمُفارفة ترغب صراحة بالصّدام وإسقاط مادورو، بل وقالت إدارة ترامب إنها “تُريد أن يسلك مادورو طريق الدكتاتور السوري الذي سقط مؤخرًا بشار الأسد. لكن مستشاري ترامب يقولون إن تغيير النظام لا يعني بالضرورة العمل العسكري وفقا لموقع أكسيوس الأمريكي.

ويبدو أنّ تُهمة تجارة المخدرات جاهزة لكل من يُعادي واشنطن وسياساتها في المنطقة؛ فالرئيس مادورو متهم أمريكيًّا بأنه “أحد أكبر تجار المخدرات في العالم”، وكذلك كان الأسد الرئيس السوري السابق.

وتمتلك فنزويلا أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، ما يعني أنّ واشنطن لها نوايا أخرى طامعة، لا تعكس رغبة في تطبيق العدالة بقدر ما يهدف إلى شيطنة القيادة الفنزويلية حيث يجري التعامل مع الرئيس الفنزويلي وكأنه زعيم تنظيم تُوضع عليه الجوائز للقبض عليه في سابقة خطيرة، قد تُمهّد لتدخّل سياسي أو عسكري مُحتمل في المُستقبل.

وتعرّض الرئيس مادورو، لخمس مُحاولات اغتيال، وهي التي أعلنتها كاراكاس، ولطالما اتهم الرئيس الفنزويلي الولايات المتحدة والمعارضة بمحاولة الإطاحة به، في كل محاولة اغتيال سواء صراحة، أو التورط في التخطيط لها مع شركاء.

وقبل عدّة أشهر، حقّق حزب الحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي فوزًا ساحقًا في الانتخابات التشريعية والإقليمية، التي أجريت وسط دعوات تحريضية من المعارضة لمُقاطعتها، حيث وصفتها بالمهزلة الضخمة.

وقد حصل الحزب الذي يؤيد الرئيس نيكولاس مادورو على 23 من أصل 24 منصب حاكم ولاية، وأغلبية مقاعد الجمعية الوطنية، وفقًا للنتائج التي أعلنها المجلس الوطني للانتخابات، لتجري الرياح ليس كما تشتهي سُفُن أمريكا.

وتشهد فنزويلا، الغنية بالنفط، أزمة اقتصادية وسياسية خانقة منذ سنوات، وذلك بسبب استمرار العقوبات الأميركية والدولية المفروضة على نظام الرئيس مادورو.