Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

البرهان يرفض لقاء روتو في إشبيلية.. ويجري مباحثات غير مباشرة مع حفتر في العلمين | «الدعم السريع» ترفض الهدنة الإنسانية في الفاشر | إدريس يعين 3 وزراء آخرين في حكومته| حميدتي رئيسًا لـ«تأسيس» والحلو نائبًا

مدى مصر :
البرهان يرفض لقاء روتو في إشبيلية.. ويجري مباحثات غير مباشرة مع حفتر في العلمين | «الدعم السريع» ترفض الهدنة الإنسانية في الفاشر | إدريس يعين 3 وزراء آخرين في حكومته| حميدتي رئيسًا لـ«تأسيس» والحلو نائبًا

يستمر الصراع العسكري في السودان للشهر السابع والعشرين، فيما تجر البلاد إلى أتون انقسامات مركبة، وتنافس على الشرعية ومناطق النفوذ بما في ذلك تصاعد احتمالية قيام حكومة موازية في غرب البلاد بقيادة قوات الدعم السريع وسط استمرار تأثير التدخلات الإقليمية على الصراع المحتدم.

خلال الأسبوع الماضي، أجرى رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، زيارتين خارجيتين إلى كل من إشبيلية في إسبانيا والعلمين في مصر. حيث وصل البرهان يوم الأحد إلى إسبانيا بدعوة من رئيس وزرائها والأمين العام للأمم المتحدة للمشاركة في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية.

وركز البرهان في كلمته أمام المؤتمر على تعيينه رئيس وزراء مدني من أجل المضي في عملية تحول ديمقراطي في البلاد، كما أكد أن شعبه لا يزال متمسكًا بالأمل رغم الحرب الضارية.

وعلى هامش المؤتمر، رفض البرهان مقترحًا من جهات خارجية، بعقد لقاء مع الرئيس الكيني، وليام روتو، وفقًا لمصدر في مجلس السيادة، ناقلًا عن البرهان قوله إنه آن الأوان لكينيا أن تلتزم بحسن الجوار وتغليب مصلحة دول إيقاد وجوار السودان حتى عبور هذه المرحلة.

وفي العلمين المصرية، أجرى البرهان مباحثات غير مباشر مع قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، بوساطة مصرية، حول اتهامات الجيش السوداني لقوات حفتر بمساندة قوات الدعم السريع في اقتحام منطقة المثلث الحدودية مع مصر وليبيا. وبينما نفى حفتر الاتهامات السودانية، أكد البرهان أنهم يمتلكون معلومات حول التدخل الليبي. وأبلغ مصدر رفيع المستوى بوزارة الخارجية السودانية «مدى مصر» أنه تم الاتفاق على استمرار المحادثات غير المباشرة بين الجانبين.

داخليًا، عين رئيس الوزراء كامل إدريس، ثلاثة وزراء جدد في حكومته، مع ترقب أن يكتمل التشكيل الوزاري في غضون الأيام المقبلة.

في المقابل، أعلن تحالف تأسيس الذي يضم حركات مسلحة وقوى سياسية وتهيمن عليه قوات الدعم السريع عن تشكيل هيئته القيادية من 31 عضوًا في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، واختارت محمد حمدان دقلو «حميدتي» رئيسًا، وقائد الحركة الشعبية-شمال، عبد العزيز الحلو، نائبًا له.

البرهان يرفض مقترح عقد قمة ثنائية مع روتو في إسبانيا 

جانب من زيارة رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح برهان، في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية.

في ثالث زيارة له إلى أوروبا منذ وصوله إلى السلطة في 2019، بعد فرنسا وبريطانيا، حطت طائرة رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، يوم الأحد الماضي، في مطار إشبيلية الإسباني من أجل المشاركة في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، حيث استقبله ملك إسبانيا، فيليب السادس.

وجاءت مشاركة البرهان في المؤتمر ضمن عدد من قادة العالم بدعوة مشتركة من رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، حيث رافقه وكيل وزارة الخارجية ووزير الخارجية المناوب، حسين الأمين الفاضل.

وقال مصدر في مجلس السيادة لـ«مدى مصر» إن البرهان رفض مقترحًا من جهات خارجية -لم يسمها- لعقد قمة ثنائية مع الرئيس الكيني، وليام روتو، على هامش المؤتمر.

وأكد البرهان بحسب المصدر، أنه لا نقاش حاليًا في الشأن السوداني مع روتو، وأنه آن الأوان لكينيا أن تلتزم بحسن الجوار وتغليب مصلحة دول إيقاد وجوار السودان حتى عبور هذه المرحلة.

وكانت وزارة الخارجية السودانية قالت في بيان بتاريخ 24 يونيو الماضي، إن إصرار الحكومة الكينية على النهج الخطير وغير المسؤول بالتدخل في شؤون السودان يمثل تهديدًا جديًا للأمن والاستقرار الإقليميين، ولوحدة أراضي الدول الإفريقية ومؤسسة الدولة فيها.

وجدد البيان السوداني دعوته إلى كينيا للالتزام بميثاق الأمم المتحدة، والأمر التأسيسي للاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية ذات الصلة، بوقف جميع أشكال الدعم لـ«الدعم السريع» وإعادة تأكيد احترامها لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وكان السودان أعلن عثوره على ذخائر كينية في مستودع استولى عليه من قوات الدعم السريع في منطقة صالحة غربي العاصمة السودانية الخرطوم.

وقال البرهان في كلمته أمام المؤتمر إن السودان بدأ خطوات جوهرية نحو الاستقرار المدني والديمقراطي عبر تعيين رئيس وزراء مدني للحكومة الانتقالية، معتبرًا هذه الخطوة تعبيرًا واضحًا عن إرادة وطنية لإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس مدنية شاملة.

وأوضح البرهان أن البلاد تعيش ظرفًا استثنائيًا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مضيفًا أن الشعب السوداني رغم ذلك لا يزال متمسكًا بالأمل، ويعبّر عن رغبة قوية في الانخراط بالبناء مع المجتمع الدولي لإعادة إعمار الوطن وتحقيق السلام والتنمية.

خلال مباحثات غير مباشرة مع البرهان في مصر.. حفتر ينفي دعمه لقوات الدعم السريع 

الرئيس عبد الفتاح السيسي يستقبل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان

في محاولة لحل التوتر المتصاعد على المثلث الحدودي، والذي اقتربت فيها حرب السودان من الحدود المصرية، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي محادثات منفصلة في مدينة العلمين، الثلاثاء الماضي، مع قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، ورئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، بحسب مصدر رفيع بوزارة الخارجية السودانية، تحدث لـ«مدى مصر».

وشهد يونيو الماضي، سيطرة قوات الدعم السريع على الشريط الحدودي مع ليبيا بمساعدة من قوات موالية للجيش الوطني الليبي، وذلك بهدف تأمين خط إمداد جديد للأسلحة لمناطقها في دارفور، بعد أن أغلق خط الإمداد الرئيسي المستخدم سابقًا عبر تشاد.

وبعد سيطرتها على الخط الحدودي، وسعت «الدعم السريع» من انتشارها على طريق الصحراء الذي يربط السودان وليبيا حتى منطقة كرب التوم، التي تبعد حوالي 450 كيلو مترًا عن عاصمة الولاية الشمالية مدينة دنقلا.

ولكن تلك المنطقة تقع داخل المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، وهو نقطة ارتكاز لأنشطة التجارة والتهريب ومصدر قلق أمني للدول الثلاث.

ورغم ما كان يجمعهما من تحالف وثيق في السابق، شهدت العلاقات بين مصر -التي قدمت دعمًا مستمرًا للقوات المسلحة السودانية على مدار الحرب- والجيش الوطني الليبي، حالة من التباعد في الآونة الأخيرة. وأوضح مصدر ليبي مقرب من حكومة شرق ليبيا لـ«مدى مصر» أن جهود الوساطة الجارية هي بمثابة محاول من القاهرة لإعادة ترتيب علاقاتها مع قيادة شرق ليبيا، خاصة بعد ما وصفه بـ«فتور مؤقت» في التنسيق نتيجة تباين المواقف من الحرب في السودان.

لكن الاجتماع لم يسفر عن تعهدات ملموسة، إذ سعى حفتر إلى التنصل من أي علاقة له بـ«الدعم السريع»، بحسب المصدر في وزارة الخارجية السودانية والمصدر الليبي.

ونفى حفتر خلال المباحثات ضلوعه في أي أنشطة خاصة بـ«الدعم السريع»، مؤكدًا وقوف ليبيا مع وحدة أراضي السودان. كما أوضح أن دخول قوات سبل السلام التابعة له إلى المثلث الحدودي كان بسبب كمين معد مسبقًا لبعض المهربين، مشددًا على أنه لن يتدخل في ملف السودان سلبًا أو إيجابًا، بحسب المصدر في الحكومة السودانية.

وجاءت زيارة البرهان إلى مصر الثلاثاء، بشكل مفاجئ، بعد أن أجل زيارته إلى مصر نهاية مايو الماضي، بحسب مصدر رفيع المستوى في مجلس السيادة، أشار إلى أن الزيارة السريعة جاءت تلبية لدعوة من السيسي.

وقال مصدر دبلوماسي لـ«مدى مصر» إن البرهان أوضح للوساطة المصرية تتبع السودان لطبيعة التحركات العسكرية، وكيف استفادت «الدعم السريع» منها في الجانب الليبي، مشيرًا إلى أن البرهان أكد أن الجيش سيرد بشكل حازم على أي تهديد في هذه المنطقة.

 ورغم غياب نتائج ملموسة، توقع المصدر أن تستمر المباحثات بين الجانبين بشكل غير مباشر عبر وساطة مصرية رفيعة المستوى.

وبعيدًا عن ملف الحدود، ناقش البرهان والسيسي خلال لقائهما سبل تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في ملف الهجرة والعودة الطوعية، بحسب مصدر في السفارة السودانية في القاهرة. كما ناقش الجانبان جهود إعادة إعمار السودان وإمكانية عقد مؤتمر مشترك في ما يخص الدور المصري في إعادة الإعمار، خاصة في مجال البنى التحتية، حيث من المتوقع دخول شركات مصرية إلى السوق السوداني من أجل إعادة تشييد بعض المنشآت اللوجستية في الخرطوم.

وشدد اللقاء على ضرورة مواصلة التنسيق والعمل المشترك لحماية الأمن المائي، وضرورة احترام قواعد القانون الدولي بما يحقق المصالح المشتركة لدول الحوض كافة.

 إدريس يعين 3 وزراء آخرين في حكومته 

عين رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، يوم الخميس، ثلاثة وزراء ضمن حكومته قيد التشكيل التي أسماها «حكومة الأمل»، حيث عين الأستاذين بجامعة الخرطوم، عصمت قرشي عبد الله محمد وأحمد مضوي موسى محمد وزيرين للزراعة والري، والتعليم العالي والبحث العلمي، على الترتيب، فيما أسند وزارة الصحة إلى الطبيب معز عمر بخيت العوض.

وأكد إدريس أن التعيينات الجديدة جاءت بعد دراسة دقيقة للكفاءات والخبرات، وبذلك بلغ عدد الوزراء الذين كلفهم بحقائب وزارية خمسة. وكان إدريس عين الأسبوع الماضي وزيري الداخلية والدفاع.

وكان مصدر في مجلس الوزراء السوداني، قال لـ«مدى مصر» إن رئيس الحكومة، كامل إدريس، فرغ بنسبة كبيرة من اختيار الوزراء الذين سيقودون دفة العمل التنفيذي في الدولة.

وأكد المصدر أن إدريس سيعلن حكومته الجديدة خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أنه تم التوافق على أكثر من 15 وزارة من الوزارات المكونة للحكومة، فيما لم يتضح بعد إذا ما كان سيجري تعيين وزراء أطراف سلام جوبا في الفترة نفسها.

ومنذ تعيين إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء في مايو الماضي تصاعدت الخلافات في بورتسودان بسبب مطالبة أطراف اتفاق سلام جوبا بالحفاظ على مواقعهم بينما يسعى إدريس لتشكيل حكومة غير حزبية.

تحالف «تأسيس» يختار حميدتي رئيسًا لهيئته القيادية والحلو نائبًا

أعلن تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) الذي تهيمن عليه قوات الدعم السريع، من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، يوم الثلاثاء الماضي، عن هيئته القيادية المكونة من 31 عضوًا، حيث اختار قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي» رئيسًا، ورئيس الحركة الشعبية-شمال، عبد العزيز الحلو نائبًا له.

وتُعد تلك الخطوة مؤشرًا لقرب إعلان الحكومة الموازية لحكومة بورتسودان التي يسيطر عليها الجيش.

وتشكل تحالف السودان التأسيسي في فبراير ومارس الماضيين، وتهيمن عليه «الدعم السريع» ويضم حركات مسلحة وقوى سياسية بعد التوقيع على ميثاق نيروبي ودستور انتقالي.

وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف، علاء الدين نقد، في أول مؤتمر صحفي عقده التحالف، الثلاثاء، من مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع إن الاختيار جاء عقب مشاورات موسعة، اتسمت بالشفافية والجدية، وتم التوافق على تشكيل هيئة قيادية من 31 عضوًا.

لكن مصدرًا مطلعًا بالتحالف أكد أن وتيرة الخلافات حول نسب كل كتلة من المناصب الحكومية التي سوف تستحوذ عليها أدت إلى تأجيل إعلان الحكومة أكثر من مرة.

وبينما أكد مصدر ثان رفيع بالتحالف أن تكوين الهيئة القيادية يأتي من أجل تجاوز الخلافات وتعزيز الثقة بين مكونات التحالف، أوضح مصدر ثالث بالتحالف أن تشكيل هذه الهيئة يعود إلى الخلافات الحادة بين مكونات التحالف وتيارات أخرى داخل «الدعم السريع»، مؤكدًا أن الخلافات داخل «الدعم السريع» تزايدت، خاصة بعد استبعاد عدد من القيادات العسكرية والسياسية بولايات دارفور. وتحسب العناصر المستبعدة، وفقًا للمصدر، على عبد الرحيم دقلو، حيث وجهت له اتهامات من قبل المستشار السابق لحميدتي بالتحالف مع قيادات محسوبة على النظام السابق.

«الدعم السريع» ترفض الهدنة الأممية وتصعد هجماتها على الفاشر

رفضت قوات الدعم السريع الهدنة الإنسانية الأممية في الفاشر لمدة أسبوع، والتي وافق عليها رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، في 27 يونيو الماضي.

وقال مستشار قائد قوات الدعم السريع، عمران عبدالله، لـ«مدى مصر»، إن الهدف الأساسي من الهدنة الإنسانية هي إطالة أمد الحرب وفرصة لتسليح الفرقة المحاصرة، مشيرًا إلى أنه بخصوص الحديث عن معاناة المدنيين، فإن كل الشعب السوداني يعاني بسبب الحرب.

وزعم عبد الله عدم وجود مدنيين داخل مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور حاليًا، مؤكدًا أنه بعد تكوين تحالف تأسيس تم فتح طرق آمنة للمدنيين للخروج من الفاشر، وتوفير وسائل النقل إلى المناطق الآمنة والأكل والشرب.

وأشار إلى خروج عشرات الأفواج من الفاشر خلال الفترة الماضية، مشددًا أن جميع المناطق الخاضعة لـ«الدعم السريع» لا يوجد فيها مدنيين، لكن يجري محاصرة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش.

وقال مصدر ميداني لـ«مدى مصر»، إن «الدعم السريع» صعدت هجماتها العسكرية على مدينة الفاشر، مشيرًا إلى وقوع قتلى ومصابين يوم الأحد الماضي، جراء استهداف سوق المواشي بالمدفعية.

وقال مصدر ميداني ثان لـ«مدى مصر»، إن «الدعم السريع» شنت هجومًا مباشرًا حمل الرقم (215) نهار يوم الثلاثاء، على دفاعات الجيش والقوات المساندة له في أحياء الهجرة والثورة جنوب وجنوب شرق المدينة، والتي بدورها استطاعت صد الهجوم بعد قتال استمر أكثر من ثلاث ساعات، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الدعم السريع التي تراجع إلى مناطق ارتكازها واكتفت بمواصلة قصف المدفعي على الفاشر.

وأوضح المصدر أن مسيرة استراتيجية تتبع للجيش وجهت ضربة على محطة وقود في الميناء البري شرق الفاشر، الأربعاء، ما أدى إلى تدمير أربع عربات قتالية تابعة لـ«الدعم السريع»، لافتاً إلى أن مسيرات الجيش هاجمت كذلك مواقع في منطقة قرني شمال غرب المدينة تواجدت فيها قوات الدعم السريع.

وتفرض «الدعم السريع» حصارًا على مدينة الفاشر منذ الثاني من مايو العام الماضي مع شن موجات هجوم متواصل ونزوح مستمر للمواطنين وتفاقم للأوضاع المعيشية والصحية.

وفي خضم ذلك، أعلنت شبكة أطباء السودان، الاثنين الماضي، عن وفاة 239 طفلًا بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء والدواء بالفاشر خلال الفترة من يناير الماضي حتى يونيو المنصرم، مشيرة إلى نقص تام لأغلب المواد الغذائية وارتفاع أسعارها داخل المدينة والمعسكرات في ولاية شمال كردفان.

معارك شرسة في بابنوسة غربي كردفان

في بابنوسة بولاية غرب كردفان، قال مصدر عسكري لـ«مدى مصر» إن «الدعم السريع» حاولت مجددًا يوم الثلاثاء الهجوم على قيادة الفرقة 22 مشاة بعد وصول قوات إضافية لها من مدينة المجلد، وحشد مزيد من العربات القتالية لكنها فشلت مرة أخرى وتكبدت خسائر وسط جنودها وآلياتها الحربية.

(مجموعة من جنود الجيش السوداني، قيادة الفرقة 22 مشاة، يحتفلون بصد قوات الدعم السريع من محاولاتهم الهجوم على مدينة بابنوسة ولاية غرب كردفان)

وأعلن الجيش في بيان صحفي مقتل العشرات من «الدعم السريع» في بابنوسة، لافتًا إلى أن قوات الفرقة 22 مشاة صدت هجومًا وسحقت مرتزقة «الميليشيا»  المملوكة لأسر دقلو، ودمرت عتادًا عسكريًا ومركبات قتالية واستولت على أخرى بجانب قتل العشرات من جنود «الدعم السريع».

وفي غرب كردفان كذلك، أفاد المصدر العسكري أن «الدعم السريع» اقتحمت الخميس، منطقة الرويان القريب من مدينة الخوي، التي كانت تحت سيطرت الجيش واعتبرت منطقة حيوية لتقدمه نحو مدينتي الخوي ومدينة النهود.

الجيش يقترب من السيطرة على طريق الصادرات.. و«الدعم السريع» يهاجم معهد خرسي الديني

قال مصدر أهلي من سكان مدينة بارا لـ«مدى مصر»، إن «الدعم السريع» هاجمت يوم الاثنين الماضي، منطقة خرسي شرق مدينة بارا بولاية شمال كردفان، والتي تضم أحد أعرق المعاهد الدينية في السودان وطردت جميع الدارسين والشيوخ مع تهجير سكان المنطقة.

وأفاد المصدر بوقوع اشتباكات عنيفة بين عناصر «الدعم السريع» حول الغنائم المنهوبة والاستيطان في المنازل وثكنات المعهد المميزة، ما أسفر بدوره عن قتلى وجرحى في صفوفهم.

وتأسس معهد ومسيد خرسي الديني منذ أكثر من 277 عامًا، ولم يقفل بابه في استقبال الضيوف والدارسين من داخل السودان وخارجه.

وقال المصدر الأهلي إن غالبية شيوخ المعهد خرجوا منذ فترة من المنطقة ما عدا شيخين أخرجتهم «الدعم السريع» بالقوة رفقة الطلاب الذين كانوا يدرسون في المعهد.

ميدانيًا وفي شمال كردفان، أكد مصدر عسكري لـ«مدى مصر»، إن مسيرات الجيش استهدفت الأربعاء، اجتماعًا لقادة من «الدعم السريع» في منطقة أم سيالة ما أسفر عن مقتل خمسة منهم أبرزهم القائد احمد عبدالعال وقائد آخر من المرتزقة الليبيين الذين يقاتلوا إلى جانب «الدعم السريع».

وقال ضابط سابق في الجيش إن مدينة بارا والمناطق الواقعة شمال ولاية شمال كردفان قد تشهد الأيام المقبلة معارك حاسمة بعد أن نفذ الجيش سلسلة من العمليات الاستنزافية، وحشد أعدادًا ضخمة من قواته لاقتحام المنطقة وتعزيز السيطرة الكاملة على طريق الصادرات، مبينًا أن «الدعم السريع» فقدت تماسكها بعد سلسلة من الغارات استهدفت قادتها المؤثرين، كما توقع أن تشهد سماء المنطقة غارات جوية متزامنة مع هجوم بري متدرج وصولًا إلى بارا.

الصحفي والمسؤول المحلي السابق، اللازم ابراهيم اللازم، قال لـ«مدى مصر» إن العمل على محور بارا الآن يجري عبر المسيرات والاستهداف النوعي للقيادات داخل المدينة، وهذا التكتيك أحدث أثرًا كبيرًا في سير العمليات مع التركيز المباشر على أهداف داخل مناطق بالقرب من بارا مثل منطقة الدنكوج وغيرها عبر المدفعية المثبتة من داخل الأبيض.

وأكد اللازم أن ذلك التكتيك تسبب في قتل عدد من القادة مثل القائد البارز، علي مهدي، وقائد ثاني قطاع بارا، أدهم إبراهيم رابح، وقائد القوات الخاصة، عبد الرحيم الدقاقة.

أما في غرب كردفان، فقال اللازم إن العمليات أخذت منحى جديد مسندة على الهجمات عبر المسيرات التي حققت كذلك نتائج مؤثرة داخل النهود وفي عمقها، مبينًا أنه منذ العيد حتى الآن فقدت «الدعم السريع» أكثر من 420 من عناصرها بهذا المحور خلال الاستهداف عبر المسيرات.

وإنسانيًا، أكد اللازم أن الوضع الانساني في غرب كردفان في غاية الخطورة، خاصة بعد سقوط مدينة النهود على يد «الدعم السريع»، حيث كانت تضم المدينة مئات الآلاف من بينهم 40 ألف أسرة نازحة كانت مستقرة في المدارس والمخيمات في المدينة قبل أن يتم تشريدهم مرة أخرى في القرى والبلدات المحيطة التي تفتقد أبسط مقومات الحياة.

تشاد تجري امتحانات الشهادة الثانوية السودانية للنازحين

وافقت الحكومة التشادية على انعقاد امتحانات الشهادة الثانوية السودانية للطلاب اللاجئين في البلاد ومدرسة الصداقة السودانية في العاصمة أنجمينا.

وكان حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أعلن في 24 يونيو قبول الحكومة التشادية بإيصال امتحانات الشهادة الثانوية السودانية لطلاب اللاجئين وطلاب مدارس الصداقة في أراضيها.

وكانت تشاد رفضت في ديسمبر الماضي، السماح لنحو لنحو ستة آلاف طالب فرّوا من ولاية غرب دارفور ومناطق أخرى بتأدية الامتحانات داخل أراضيها.

وكان وزير الخارجية التشادي، عبد الله صابر فضل، نقل للقائم بالأعمال السوداني في أنجمينا موافقة بلاده على إجراء الامتحانات، وطلب من الدبلوماسي السوداني التنسيق مع وزارة التعليم العالي التشادية ومنظمات الأمم المتحدة المعنية بهذه المسألة لتنفيذ هذه الموافقة في الآجال المناسبة.

وتستضيف تشاد ما يزيد عن مليون لاجئ سوداني فروا إليها في أعقاب الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها قوات «الدعم السريع» ضد إثنية المساليت بولاية غرب دارفور، كما أنها تستضيف آلاف اللاجئين الذين فروا إلى شرق تشاد في أعقاب قتال الحكومة السودانية للجماعات المتمردة في إقليم دارفور منذ عام 2003.

وتوترت العلاقات بين السودان وتشاد إثر اتهام الأخيرة بتمرير السلاح الذي توصله دولة الإمارات لقوات الدعم السريع عبر مطاراتها ومعابرها البرية الحدودية، وسبق أن قدمت الحكومة السودانية شكوى ضد تشاد لدى الاتحاد الإفريقي.

وفي ولاية غرب دارفور، قال مكتب رئيس الإدارة المدنية في الولاية، التجاني كرشوم، لـ«مدى مصر» إن الولاية استقبلت أكثر من 48 ألف أسرة نازحة خلال الفترة الماضية، بينهم نحو 21 ألف أسرة استقرت في مدينة الجنينة، بعد مغادرتهم ولايتي الخرطوم والجزيرة في أعقاب سيطرة الجيش عليهما.

ومع اقتراب سيطرة الجيش السوداني على ولايتي الجزيرة والخرطوم في الفترة من يناير حتى مايو الماضيين فر عشرات الآلاف من المدنيين إلى ولايات دارفور بما في ذلك ولاية غرب دارفور أقصى غربي البلاد، خوفًا من استهدافهم من الجيش بسبب ارتباطهم اجتماعيًا بـ«الدعم السريع» أو اتهامهم بالتعاون معها.

وتواجه الجنينة تحديات كبيرة في إدارة هذا التدفق السكاني بحسب مكتب كرشوم، وأيضًا لتوفير الاحتياجات الأساسية، ما دفع السلطات إلى تشديد الإجراءات الأمنية ورفع درجة الاستنفار الأمني في محيط المدينة، في محاولة لإعادة الاستقرار ومكافحة الجريمة المنظمة، بحسب حديثه.