عمان- “رأي اليوم” :
لا تمر ساعة واحدة، إلا ويندفع السوريون فيها للانشغال بحادثة صادمة، سواءً كانت على مُستوى طائفة، أو واقعة شخصية مُهينة، ومُذلّة بحق مواطن سوري، في ظل حكومة انتقالية تقول إنها على مسافة واحدة من كل السوريين.
الواقعة الجديدة هذه المرّة، بطلها الفنان السوري عمر خيري في مدينة الباب بريف حلب، حيث تعرّض خيري للإهانة العلنية، من قبل مجموعة موالية للنظام الجديد، حيث أجبروه على ترديد عبارات مؤيدة للسلطة الانتقالية.
وبحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مجموعة مسلحة تابعة “للجيش الوطني” أقدمت على اعتقال خيري والاعتداء عليه بالضرب، مع حلق شعره وإهانته، خلال عملية دهم أحدى صالات الزفاف في مدينة الباب بريف حلب الشمالي.
أمّا الصحافية إيلاف محمد ياسين فقالت عبر “فيسبوك” إن المنفذين كانوا يرتدون زي “الأمن العام”، مشيرة إلى أن “الرواية أنهم وصفوا المطرب بالشبيح”، لكنها تساءلت إن كانت هذه الطريقة مناسبة للمحاسبة، وإن كان من المفترض مُحاسبته أصلاً.
وحصلت الواقعة أثناء قيام خيري بإحياء حفل زفاف قامت مجموعة موالية للسلطة الجديدة بايقاف الحفل واعتقاله والاعتداء عليه بالضرب.
وفي مقاطع فيديو وثقت ماحصل ظهر مجموعة من الأشخاص وهم يرسمون على وجه خيري ويحلقون شعره ويتوجهون له بعبارات وصفت بالمهينة.
وتقول صفحات سورية إنّ ماحصل سببه تأييد خيري لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وغنائه للجيش العربي السوري السابق أي بتُهمة “التشبيح”، فيما قال آخرون بأن واقعة الإهانة جاءت بسبب رفض المنفذين للغناء لأنه لا يتماشى مع مُعتقداتهم.
ووفق ما تداوله ناشطون محليون، فإن خيري كان يحيي حفل زفاف في المدينة، حين اقتحمت مجموعة من الشبان الحفل، أوقفوه بالقوّة واعتدوا عليه بالضرب، قبل أن يحلقوا شعره ويرسموا على وجهه، وسط توجيه عبارات مُهينة له، وأجبروه على ترديد شعارات مؤيدة للسلطة الانتقالية الحالية في شمال سوريا.
وأثارت واقعة الإهانة للفنان خيري، موجة تعاطف واستياء كبيرين في الأوساط الفنية والشعبية، فيما لم يصدر حتى كتابة هذه السطور أي تعليق رسمي من الجهات الأمنية أو القضائية في مدينة الباب لتوضيح ملابسات ما جرى.
وعبّر السوريون المحزونون لهذه الواقعة، من خشيتهم من أن تتحوّل الممارسات الفردية إلى نهج لتصفية الحسابات السياسية أو فرض وصاية اجتماعية على الفن والثقافة.
ويُعرف عمر خيري بتقديم الأغاني الشعبية والموشحات بأسلوب محلي في مدينة حلب وريفها، ويؤدي فنوناً تراثية عدّة من بينها القدود الحلبية والمواويل، وسبق أن غنّى في مدح نظام الرئيس السابق بشار الأسد قبل سُقوط الدولة السورية.