RT :
سادت حالة من الغضب في الشارع المصري من الدعوات التي أطلقها البعض للتظاهر أمام السفارة المصرية بتل أبيب، للمطالبة بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات رغم أنه مفتوح من الجانب المصري.

غضب في مصر بعد الدعوة لمظاهرة أمام سفارة القاهرة في تل أبيب
وردا على الدعوة التي أطلقها ما يسمى اتحاد الأئمة في الداخل الفلسطيني (عرب إسرائيل) يوم الخميس المقبل الساعة الثانية ظهرا أمام السفارة المصرية في تل أبيب، علق الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية واللغة العبرية بجامعة عين شمس المصرية، لـRT، أن هذا الاتحاد المزعوم فرع “الإخوان المسلمين” في إسرائيل، ولا علاقة لهم لا بالقدس ولا بالمجـوعين في غزة، ولا بأي مشاعر إنسانية!.
وتابع عبود: “بدلا من التظاهر ضد نتنياهو وسموتريتش وبن جفير، جاءت لهم الأوامر من فوق ليتظاهروا أمام السفارة المصرية في تل أبيب.!”.
وأوضح الخبير المصري أن المظاهرات هدفها صرف الأنظار عن الاحتلال وجرائمه، وتبييض وجه بنيامين نتنياهو، ودعم تحركات الإخوان ضد مصر، تنفيذًا لتعليمات “خليل الحية” التي ألقاها بنفسه في خطابه مؤخرا من الدوحة.
وتابع عبود: ” الإخوان موجودون في إسرائيل ولكنهم صامتون على أفعال نتنياهو وحكومته التي تقصف وتُبـيـد وتجـوّع الفلسطنيين منذ 650 يوم؟!”، موضحا أنهم موجودون في إسرائيل من السبعينيات، تحت مسمى “الحركة الإسلامية في إسرائيل”، وقد أسسها “الشيخ” عبد الله نمر عام 1971 على مبادئ حسن البنا.
واستطرد قائلا: “بدأ الإخوان بنشاط دعوي وبناء مساجد، وتوزيع صدقات، وفتح زوايا للصلاة تحت سمع وبصر وموافقة الموساد والشاباك، وبعدها أسسوا حزبا سياسيا، وانقسموا لجناحين: الجناح الشمالي بزعامة رائد صلاح (المحظور حاليًا)، والجناح الجنوبي بزعامة منصور عباس (ما زال يعمل بحرية داخل إسرائيل).
وكشف عبود أن الإخوان دخلوا الكنيست بأعضاء منتظمين كل دورة، ووصل بعضهم في المشاركة بحكومة نفتالي بينت، زعيم الصهيونية الدينية وأحد مهندسي الاستـيـطان، وكانوا رمانة الميزان التي قامت عليها الحكومة اليمينية في الوقت الذي رفضت فيه الكتل العربية الأخرى أن تلعب دور ورقة التوت اللي تستر عورة الأحزاب “اليهودية” اليمينية المتشددة الإسرائيلية.
وتسأل عبود لماذا يصمت الإخوان عن المجاور التي ترتكب طوال الـ 650 يوم الماضية”، مجيبا في الوقت نفسه، أن هذا السؤال يجب أن يوجه لشيوخ تل أبيب الداعين إلى التظاهر عند السفارة المصرية يوم الخميس المقبل، ولم يوجهوا الدعوة للتظاهر امام الكنيست، أو مقر الكابينت، أو قيادات وزارة “الدفاع” الإسرائيلية التي تصفق لهم، وهم يرفعون الضغط عن إسـرائيل، ويهاجمون مصر بمنتهى الوقاحة.
من جانبه وجه الكاتب والباحث الإسلامي ووكيل وزارة الأوقاف الأسبق الشيخ سعد الفقي، انتقادات حادة لما يسمى “اتحاد أئمة فلسطين” لدعوتهم للتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب يوم الخميس الموافق 31 يوليو، واصفًا هذه الدعوة بـ”الإفلاس المكشوف”.
وأكد أن هذا الكيان، الذي يتستر بالدين الإسلامي، له صلات واضحة بالمخابرات الصهيونية، مستدلًا بتصريحات أفخاي أدرعي الإسرائيلي الكاذبة حول إغلاق معبر رفح من الجانب المصري، وكذلك بتصريحات خليل الحية الذي يتهم مصر بينما هو “يناضل من الغرف المكيفة في الخارج” ويكذب على الشعب الفلسطيني المنكوب.
وأوضح الفقي أن الحقائق معروفة دوليًا وعربيًا: إسرائيل هي من تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بينما مصر والحكومة المصرية كانوا في الصفوف الأولى لدعم الفلسطينيين عربيًا ودوليًا. ووجه كلامه لاتحاد أئمة فلسطين قائلًا: “كفاكم كذبا وافتراءً، وأين كانت أصواتكم طوال عامين أو أكثر من الإبادة الجماعية في غزة؟”، مشيرا إلى أن مصر كانت في المحافل الدولية “تناطح الصخر” لوقف المجازر، بينما هؤلاء صامتون.
وتساءل الفقي: لماذا لا يتظاهر هؤلاء أمام المؤسسات الصهيونية أو وزارة الدفاع الإسرائيلية للتنديد بجرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية، بدلا من مهاجمة مصر التي قدمت التضحيات الجسام منذ نكبة 1948 حتى اليوم؟ وأكد أن مصر، بصمودها وتضحياتها، لا يمكن ابتزازها أو المزايدة على مواقفها النقية، محذرا من أن الذين يكذبون ويشوهون الحقائق سيجدون أنفسهم في “خندق العدو الغاشم”، ومصيرهم سيكون “في مزبلة التاريخ، كمصير كل الخونة”.
وكان قد تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة للمصريين والعالم حول غزة قائلا: “أتحدث للشعب المصري أولا ولكل من يسمعني.. سواء رأي عام فى المنطقة العربية أو العالم كله”.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمة له بمناسبة الأوضاع فى غزة: ” منذ 7 أكتوبر حرصنا على المشاركة الإيجابية مع الشركاء فى قطر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل 3 نقاط: “إيقاف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن”.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه من الضروري التأكيد على الموقف المصري فيما يخص الحرب في قطاع غزة، متابعا: “بقول الكلام ده فى الوقت ده بالذات.. فيه كلام كتير بيتقال.. مهم قوي الناس تعرف وأفكرهم بالمواقف الإيجابية التي تدعو إلى إيقاف الحرب وحل الدولتين وإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية”.
المصدر : RT