يشهد العراق أزمة مائية متفاقمة بعد تراجع الخزين المائي إلى مستويات مقلقة، حيث انخفض بنسبة 57% مقارنة بالعام الماضي، ما أدى إلى تضرر كبير في تأمين الاحتياجات الأساسية للمياه، خصوصًا في المحافظات الواقعة وسط وجنوب البلاد.
مصادر رسمية في وزارة الموارد المائية عزت هذا التراجع الحاد إلى انخفاض الإيرادات المائية الواردة من دول المنبع، مشيرة إلى أن غياب التعاون، ولا سيما من الجانب التركي، فاقم من الأزمة الحالية.
كما تم تحميل أنقرة مسؤولية عدم التزامها بالاتفاقات السابقة بشأن زيادة الإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات، وهو ما انعكس بشكل مباشر على مخزون السدود العراقية.
وفي ظل هذه التطورات، عبّرت لجنة الزراعة والمياه النيابية عن قلقها من غياب الحلول الجذرية، محذّرة من تداعيات بيئية شديدة الْخَطَر مع تصاعد مؤشرات الجفاف خلال شهر تموز، والذي يعد من أكثر الفترات حساسية مائياً.
الوضع المائي الحالي وصف بأنه معقّد واستثنائي، ويهدد استمرارية الموارد المائية الحيوية مثل البحيرات والأهوار الأزمة تتطلب تحركًا حكوميًا عاجلًا على الصعيدين المحلي والدبلوماسي، لضمان حقوق العراق المائية وحماية أمنه البيئي.
تحلية المياه
وبالحديث عن هذا الملف أكد عضو لجنة الخدمات والإعمار النيابية، باقر الساعدي، اليوم الخميس، أن الحكومة بصدد اعتماد استراتيجية جديدة لتحلية المياه في عدد من المحافظات العراقية، لمواجهة أزمة الشح والجفاف المتصاعد.
وقال الساعدي، إنّ “ملف الجفاف وتحول العراق إلى بلد مهدد مائيًا بات حقيقة مؤلمة، ما دفع الجهات المعنية إلى البحث عن حلول بديلة ومستدامة”.
موضحًا أن “أبرز هذه الحلول هو الاتجاه إلى تحلية المياه كخيار استراتيجي لتوفير مياه صالحة للشرب”.
وأشار إلى أن “المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق مشاريع تحلية في ست محافظات، تأتي في مقدمتها محافظة البصرة، التي تعاني منذ سنوات من أزمة حادة في مياه الشرب”.
مناسيب الأنهر
وأوضح الساعدي أن “تحلية المياه أثبتت نجاحها في عدد من دول العالم، ويمكن للعراق الاستفادة من هذه التجارب وتطبيقها محليًا، خاصة في المناطق التي تواجه تراجعًا حادًا في مناسيب الأنهر والجداول”.
ولفت الى أن “التحلية تمثل حلاً طويل الأمد وفعالًا في مواجهة الأزمة، وستوفر موردًا مائيًا آمنًا ومستقرًا للمواطنين في المحافظات المتأثرة”،
لافتًا إلى أن “الجهات الحكومية تعمل على إعداد سلسلة مشاريع في إطار هذه الاستراتيجية، ستنطلق قريبًا”.
يشار إلى أن العراق يواجه منذ سنوات أزمة جفاف متفاقمة نتيجة التغير المناخي والتراجع الحاد في واردات المياه من دول الجوار، ما أثر بشكل مباشر على القدرة الإنتاجية لمحطات الضخ والتنقية في عدد كبير من المحافظات.