وحذرت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء 1 يوليو/تموز 2025، من انتشار حالات الإصابة بمرض التهاب السحايا.
وقال الدكتور راغب ورش أغا، رئيس قسم الأطفال بمستشفى النصر الرنتيسي للأطفال بغزة، إن المستشفى سجّل مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا، محذراً من تصاعد انتشار المرض في ظل الانهيار المستمر للقطاع الصحي والظروف المعيشية الكارثية التي يعيشها السكان.
وأضاف د. أغا: “نحن نشهد زيادة يومية في عدد الإصابات بمرض السحايا، وسط نقص حاد في المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية، ما يفاقم من فرص انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة في مراكز الإيواء التي تعاني من الاكتظاظ وانعدام شروط الصحة العامة.”
من جانبها، حذرت حركة حماس مما وصفتها بالكارثة والمخاطر الجديدة التي تهدد أطفال قطاع غزة مع انتشار مرض التهاب السحايا في ظل انهيار المنظومة الصحية.
وأضافت حماس في بيان أن الحصار والاستهداف المركز من قبل الاحتلال أدى لانهيار المنظومة الصحية.
ولا تقتصر قائمة الأمراض المعدية التي أصابت السكان بأعداد كبيرة في القطاع الفلسطيني المحاصر على التهاب السحايا، بل شمل ذلك أيضاً على سبيل المثال لا الحصر التهاب الكبد الوبائي والجدري والكوليرا والجرب.
ما هي الأمراض المعدية؟
الأمراض المعدية هي حالات صحية تنتج عن الإصابة بالبكتيريا، أو الفيروسات، أو الفطريات، أو الطفيليات، ويمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر أو من الحيوانات إلى البشر.
ما هي عوامل انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة؟
وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، هناك عدد من العوامل التي ساهمت في انتشار وتفشي الأمراض المعدية والأوبئة في قطاع غزة، ومن أبرز هذه العوامل:
• الازدحام الشديد في مناطق النزوح، الذي يرفع من احتمالية انتقال العدوى بين الأفراد.
• انهيار شبكات الصرف الصحي.
• تلوث مياه الشرب وما صاحب ذلك من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا.
• سوء التغذية الذي يُضعِف جهاز المناعة، فيجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
• غياب الرعاية الصحية الكافية الناتج عن تدمير معظم المستشفيات والمؤسسات الصحية.
ما هي أبرز الأمراض المعدية المنتشرة في قطاع غزة؟
1- التهاب السحايا
• وهو عبارة عن التهاب الأغشية (السحايا) المُحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، ويحفّز التورّم الناتج عن التهاب السحايا غالباً مؤشرات المرض وأعراضه، مثل الصداع وتيبّس الرقبة والحُمّى.
• وقد تنتج حالات الالتهاب عن عدوى فيروسية وبكتيرية، أو طفيلية وفطرية أيضاً.
• ووفقاً لموقع Mayo Clinic، تتحسّن بعض حالات السحايا من دون علاج في غضون عدة أسابيع، ولكن يُمكن لحالاتٍ أخرى أن تكون مهدّدة للحياة، وتتطلب علاجاً فورياً بالمضادات الحيوية.
• الأطفال دون سنّ الخامسة معرّضون للإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي، في حين أن الالتهاب الجرثومي شائع لدى من تقلّ أعمارهم عن عشرين عاماً. ومن شأن المناطق المعيشية المزدحمة أن تتسبّب غالباً في الإصابة بالالتهاب.
• ويمكن أن تصاب النساء الحوامل بالعدوى الناجمة عن بكتيريا الليستيريا، التي قد تُسبّب التهاب السحايا.
• وتتضمن الأعراض المحتملة لدى أي شخص، تجاوز عمره السنتين: حُمّى شديدة مفاجئة، تيبّس في الرقبة، حساسية تجاه الضوء، النعاس وصعوبة الاستيقاظ، والطفح الجلدي.
• وقالت وزارة الصحة في غزة في يونيو/حزيران 2025 إنها سجلت 337 إصابة بالتهاب السحايا، منها 259 حالة فيروسية منذ بداية العام الجاري.
2- القمل
• والقمل هو طفيليات صغيرة تعيش على فروة الرأس والجسم وتتغذى على الدم. ويُمكن أن ينتقل بالتلامس المباشر أو بمشاركة الأغراض الشخصية.
• وتختلف تأثيرات القمل على الصحة بحسب النوع: قمل الرأس يُسبب حكة والتهابات جلدية دون نقل أمراض؛ أما قمل الجسم فيمكن أن ينقل أمراضاً مثل التيفوس وحمى الخنادق وحمى عضة الجرذ عبر براز القمل الذي يدخل الجلد من خلال الخدوش.
• وفي الظروف الصحية السيئة، يمكن لقمل الجسم أن يُسبب فقر الدم ويزيد من خطر العدوى البكتيرية الثانوية.
• ويعزز الاكتظاظ الشديد، وضعف النظافة الشخصية والعامة، ونقص مواد التنظيف من انتشار القمل في مخيمات النزوح، وهذا يزيد مخاطر تفشي الأمراض المعدية.
• وللوقاية منه يُنصح بتجنب التلامس المباشر، وعدم مشاركة الأغراض الشخصية، وبالحفاظ على نظافة الجسم والشعر.
3- الجرب
• الجرب هو مرض جلدي معدٍ تسببه حشرة القارمة الجربية، ويتميز بحكة شديدة، خاصة في الليل، وطفح جلدي أحمر وحبوب صغيرة.
• وينتقل الجرب عبر الاتصال الجسدي المباشر، وقد ينتقل أيضاً بتبادل الملابس أو المناشف.
• وقد تؤدي الحكة المستمرة التي يسببها إلى التهابات جلدية ثانوية مثل القوباء، وهي عدوى بكتيرية خطيرة في البيئات غير النظيفة.
• وللوقاية منه يُنصح بالنظافة الشخصية، وتجنب ملامسة المصابين وأغراضهم، وغسل الملابس والفراش بانتظام.
• ويشكل الجرب تحدياً صحياً كبيراً في غزة. ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، سُجِّلت حوالي 9000 حالة من الجرب والقمل خلال الشهر الأول من الحرب.
• وفي 12 يناير/كانون الثاني 2024، سُجِّلت 26 ألف حالة جرب و3600 حالة تقمل بين النازحين.
• ووثَّق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أكثر من 103 آلاف حالة جرب وقمل، بالإضافة إلى أكثر من 65 ألف حالة من الطفح الجلدي في مخيمات النزوح حتى نهاية تموز/ يوليو 2024.
خريطة النزوح في غزة وكيف تكدس السكان في رفح جراء الحرب/ عربي بوست
4- الجدري المائي
• والجدري المائي هو عدوى فيروسية سريعة التفشي يسببها فيروس الحماق النطاقي.
• ويتميز المرض بطفح جلدي حاكٍّ يتكون من بقع حمراء وحويصلات مملوءة بالسوائل، مصحوباً بالحمى، والصداع، والإرهاق.
• وينتقل الجدري المائي عادةً عبر الرذاذ التنفسي من السعال أو العطس، ومن ملامسة البثور المصابة أيضاً. ويسبب مضاعفات مثل التهاب الرئة أو العدوى البكتيرية الثانوية.
• ويُعتبر التطعيم أفضل وسيلة للوقاية من الجدري.
• واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الظروف الحالية في غزة تخلق بيئة مثالية لانتشار الجدري المائي، حيث يعزز الاكتظاظُ في مخيمات النزوح انتقال المرض، وتُسرِّع انتشارَ العدوى قلةُ اللقاحات، ونقصُ وسائل النظافة، وتدهورُ الرعاية الصحية.
• ووفقاً لتقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، تشير الأرقام الأخيرة إلى تسجيل نحو 11 ألف حالة من الجدري المائي حتى نهاية يوليو/تموز 2024.
• وعَزَت منظمة الصحة العالمية انتشار المرض إلى الأضرار التي لحقت بعمليات وصول اللقاحات والأدوية، وتضرر شبكات الصرف الصحي، ونقص مواد التنظيف.
5- التهاب الكبد الوبائي (أ)
• التهاب الكبد الوبائي (أ) هو عدوى فيروسية تصيب الكبد وتنتقل عبر تناول الطعام أو الماء الملوث. ويتميز بأعراض مثل اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين)، والحمى، وفقدان الشهية، والغثيان.
• وتستمر الأعراض عادةً من 10 إلى 20 يوماً. ويُعتبر اللقاح المضاد للمرض وسيلة فعالة للوقاية، خصوصاً للأطفال والأفراد المعرضين للخطر.
• ومع أن معظم المصابين يتعافون ويكتسبون مناعة دائمة، فإن المضاعفات النادرة قد تكون خطيرة وقد تؤدي إلى الوفاة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
• ووفقاً للتقارير الدولية والمحلية، يُعد التهاب الكبد الوبائي (أ) من أكثر الأمراض المعدية تفشِّياً بين النازحين في غزة، فقد أفادت بيانات الأمم المتحدة بتسجيل 40 ألف حالة منذ بداية الحرب مقارنةً بـ 85 حالة فقط قبل الحرب بعام.
• وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بتسجيل 107 ألف حالة من متلازمة اليرقان الحاد بين النازحين في قطاع غزة بحلول يوليو/تموز 2024.
6- الكوليرا
• مرض الكوليرا، وباء عالمي يعود تاريخه إلى قرون، يتسبب في أعراض حادة مثل الإسهال الشديد والقيء، مما قد يؤدي بسرعة إلى الجفاف الشديد والصدمة، وفي الحالات الأكثر خطورة، الوفاة.
• والعامل المسبب لهذه الحالة هو بكتيريا ضمة الكوليرا التي تنتشر بشكل أساسي عبر مياه الشرب الملوثة.
• ويرتبط انتقال الكوليرا ارتباطاً وثيقاً بعدم كفاية الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.
• وتشمل المناطق المعرضة للخطر عادةً الأحياء الفقيرة في ضواحي المدن، ومخيمات المشردين داخلياً أو اللاجئين، حيث لا تتم تلبية الحد الأدنى من متطلبات المياه النظيفة والصرف الصحي.
• ووفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic، فإنَّ أعراض أغلب حالات الكوليرا تكون عبارة عن إسهال بسيط أو معتدل يصعب تفرقه عن الإسهال الناتج عن أية مشكلة صحية أخرى.
• ونقلت تقارير عن أطباء مختصين عملوا في غزة “أن ظروف الازدحام، ونقص المياه، والحرارة، وسوء الصرف الصحي هي عوامل محفزة لانتشار الكوليرا”.
7- أمراض الإسهال المُعدية
• تنتج أمراض الإسهال المعدية عن عدوى فيروسية، أو بكتيرية، أو طفيلية ناتجة عن تناول طعام أو شراب ملوث.
• وتشمل الأسباب الشائعة للإسهال فيروسات مثل الروتا والنوروفيروس، وبكتيريا مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا، وطفيليات مثل الجيارديا.
• ويُعتبر الجفاف أخطر مضاعفاتها، إذ يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل والكهارل، وهذا يشكِّل تهديداً للحياة، خصوصًا عند الأطفال وكبار السن.
• ويمكن الوقاية من الإسهال من خلال تحسين الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي. أمَّا العلاج، فيتضمن تعويض السوائل المفقودة بشرب الماء أو المحاليل المعوضة.
• وتفاقمت حالات الإسهال كثيراً في غزة بسبب تدهور الظروف الصحية. وسجلت وزارة الصحة في القطاع 59 ألف حالة إسهال مدمى منذ بداية الحرب حتى منتصف العام الجاري.
8- شلل الأطفال
• وشلل الأطفال هو مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل من تناول طعام أو شراب ملوث، ويؤثر عادةً في الأطفال دون سن الخامسة.
• وتبدأ أعراضه بالحُمى والصداع، وقد تتطور إلى شلل رخو حاد، وهذا قد يؤدي إلى إعاقة دائمة أو الوفاة.
• ولا يوجد علاج محدد، لكن يمكن الوقاية بواسطة اللقاحات. ويتسبب المرض في شلل عضال في حالةٍ من كل 200 حالة، ويموت 5-10% من المصابين بسبب توقف عضلات التنفس.
• وقبل اندلاع الحرب في غزة، نجح القطاع في الحفاظ على وضعه منطقةً خاليةً من شلل الأطفال لأكثر من 25 عاماً، بحسب منظمة الصحة العالمية.
• ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذرت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من استمرار خطر انتقال مرض شلل الأطفال في غزة بسبب الأوضاع الناتجة عن الحرب.
• وأعلنت وزارة الصحة في غزة في 29 يوليو/تموز 2024، أن القطاع أصبح منطقة وباء لشلل الأطفال بسبب تدهور الحالة الصحية، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في 16 أغسطس/آب 2024، تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة لطفل عمره 10 شهور، وذلك لأول مرة منذ 25 عاماً.
9- الالتهابات الصدرية المعدية
• تشير عدوى الجهاز التنفسي إلى أي مرض مُعدٍ يؤثر في الأجزاء العليا أو السفلى منه. وقد تكون هذه العدوى ناتجة عن فيروسات أو بكتيريا أو فطريات.
• تصيب التهابات الجهاز التنفسي العلوي الممرات الهوائية فوق الحبال الصوتية، مثل الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم والحنجرة، وتظهر أعراضها عادةً في السعال، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف، والصداع، والحمى.
• ومن أبرز هذه الالتهابات الزكام، والتهاب اللوزتين، والتهاب الجيوب الأنفية. في المقابل، تستهدف التهابات الجهاز التنفسي السفلي الممرات الهوائية السفلية مثل القصبة الهوائية، والشعب الهوائية، والقُصيبات الهوائية، والرئتين.
• وقالت منظمة الصحة العالمية إن الظروف الراهنة في غزة تزيد من عوامل الخطر المعروفة، وهذا يخلق بيئة مواتية لانتشار الأمراض التنفسية المعدية.
• ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، تم تسجيل 245 ألف إصابة بأمراض الجهاز التنفسي منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تداولت وسائل الإعلام العبرية مؤخراً مقطع فيديو يوثّق واقعة اعتداء جنسي لجنود إسرائيليين على معتقل فلسطيني في سجن “سيدي تيمان” جنوبي إسرائيل، ما أسفر عن نقله إلى المستشفى نتيجة إصابته بكسور في الضلوع وتمزقات في الأمعاء.
وفي الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل الاعتراف بجرائمها تجاه الأسرى الفلسطينيين وتُوظّف ضدّهم سياسة القمع والترهيب والمضايقة بشكل روتيني، بما ينتهك المعايير الدولية، لدرجة اعتمادها على وحدات عسكرية مهمتها التنكيل بالأسرى الفلسطينيين العزل لعلّ أبرزُها وحدة “ماتسادا” التي لا محرمات و لا خطوط حمراء أمامها عند اقتحامها غرف المعتقلين المجردين سوى من أمتعتهم الشخصية وأحيانا بدونها، تأتي مشاهد حالات القتل والتعذيب التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية لتفضح الطابع الاستيطاني والإحلالي لهذا الكيان منذ 75 عاما.
ويبلغ عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال نحو 9900، يضاف إليهم أسرى من غزة اعترف بهم الاحتلال وصنفهم بـ”مقاتلين غير شرعيين” وعددهم 1584، بالإضافة إلى عدد غير معروف في المعسكرات التابعة للجيش بحسب بيان صادر لنادي الأسير الفلسطيني.
ما هي وحدة “ماتسادا” المختصّة بالتنكيل بالأسرى الفلسطينيين؟
وفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام ، “ماتسادا” هي وحدة مختارة أسسها جيش الإحتلال الإسرائيلي كجزء من هيكلة النخبة في المؤسسة الأمنية والعسكرية.
وتُعدّ “ماتسادا” واحدة من خمس وحدات نخبوية إلى جانب دورية هيئة الأركان، ووحدة الكوماندوز البحري 13، والوحدة المختارة للشرطة، ووحدة مكافحة الإرهاب.
تأسيس الوحدة
تم تشكيل وحدة “متسادا” في عام 2003م بناءً على توجيهات من يعقوب غرانوت، مدير عام سلطة خدمات السجون الصهيونية في ذلك الوقت. حيثُ كانت الوحدة مرتبطة مباشرة برئيس قسم العمليات في سلطة خدمات السجون وبالشرطة الصهيونية.
مهام ووظائف الوحدة
اختيرت “ماتسادا” من قبل رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان لقيادة وحدات السيطرة في إطار مشروع سري طويل الأمد. تضمنت مهام الوحدة تأهيل الوحدات الأخرى وتقديم استشارات حول استخدام معدات العمليات غير القاتلة، وهو مجال تُعتبر “متسادا” خبيرة فيه. وقبل إنشاء الوحدة، اعتمدت مصلحة السجون الإسرائيلية لأداء هذه المهمّات على بشكل أساسي على وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية.
الاعتراف الرسمي بالوحدة
في يناير/كانون الثاني 2006م، تم الاعتراف رسميًا بوحدة “ماتسادا” كوحدة سيطرة تابعة لقيادة هيئة الأركان، بعد دراسة أجرتها مدرسة مكافحة الإرهاب وأوساط أخرى في جيش الاحتلال الإسرائيلي حصلت الوحدة على مسؤولية إدارة السجون العسكرية ، ويُنظر إليها على أنها ذراع مهم في حل الأزمات التي تتطلب تدخلًا متخصصاً.
هيكل الوحدة
تتألف وحدة “ماتسادا” من سريتين رئيسيتين ومجلس حربي. يتضمن المجلس خبراء في المفاوضات العميقة ومحترفين يعملون مع رجال الشرطة لحل حالات العنف بطرق غير عنيفة.
وتنقسم الوحدة لعدة فصائل من المحاربين المختصين بما يسمى “الاشتباك المزدوج”، أي اشتباك وهجوم بسلاح غير قاتل، والانتقال السريع إلى سلاح فتاك حين الحاجة.
أساليب التعذيب التي تنتهجها الوحدة ضدّ الأسرى الفلسطينيين
تعتبر وحدة “متسادا” واحدة من أكثر الوحدات الإسرائيلية خطورة على المسجونين الفلسطينيين. تمثل هذه الوحدة تهديداً حقيقياً لأرواح الأسرى الفلسطينيين وسلامتهم الجسدية والنفسية. إذ تقوم الوحدة بتنفيذ عمليات معقدة وخطيرة داخل السجون، تستهدف فيها السيطرة على “اضطرابات” يُزعم أنها تحدثُ داخل الزنازين.
وتستخدم الوحدة في ذلك رصاص الخرطوش من المسافة صفر فيترك ألما ويسبب تشنجا موضعيا لا يقوى المصاب بعده على الحركة، كما تعتمد الوحدة على العصي الكهربائية والكفوف المغلفة بالمعدن، والكلاب البوليسية في تعذيب المسجونين الفلسطينيين وفق ما أفاد به الأسير الفلسطيني المحرر محمد السلايمة لموقع “الجزيرة نت” عقب الإفراج عنه من قبل جنود الاحتلال من سجن النقب الصحراوي، كما وصفت صحيفة “الغارديان” في في تقرير سابق لها معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من الاعتداءات الجنسية والتجويع المتعمد في وصفته الصحيفة ب”معسكرات التعذيب”.
استخدام القوة المفرطة
تعتمد “متسادا” على استخدام القوة المفرطة في التعامل مع الأسرى، حيث تُستخدم الكلاب المدربة المزودة بصواعق كهربائية لترويع الأسرى والاعتداء عليهم. يتم تشغيل هذه الصواعق عن بعد، ما يمكن الجندي من صعق الأسير دون أي تلامس مباشر، وهذا النوع من العنف يشكل انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان ويعرّض الأسرى لمخاطر صحية ونفسية جسيمة.
اقتحام الزنازين بالقوة
بالإضافة إلى استخدام الكلاب، تعتمد “متسادا” على تكتيكات معقدة لاقتحام الزنازين والسيطرة على الأسرى. يتم إنزال الجنود من ارتفاعات عالية والدخول إلى الزنازين عبر النوافذ أو عبر القضبان الضيقة، فيما يعرف بفريق “القرود”. هذه العمليات تنفذ عادة في ظروف من التوتر الشديد،مما يزيد من خطر إصابة الأسرى أو حتى فقدان حياتهم.
ترويع الأسرى نفسياً
تعمل وحدة “متسادا” على خلق جو من الرعب داخل السجون، من خلال تنفيذ عمليات الاقتحام المفاجئة واستخدام القوة المفرطة ضد الأسرى، ما يؤدي إلى تأثيرات نفسية سلبية طويلة الأمد. حيثُ يعيش الأسرى الفلسطينيون يعيشون في حالة من التوتر المستمر والخوف من الاعتداءات المتكررة، ما يؤثر بشكل كبير على حالتهم النفسية والمعنوية.
أثار “ترند الماء” الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وخُصوصاً عبر منصة “تيك توك”، موجة من الغضب نظراً لترويجه لإهدار مياه الشرب في وقت يواجه فيه أهالي غزة معاناةً كبيرةً للحصول على قطرة ماء بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 10 أشهر، حيثُ يتعمد جيش الاحتلال بشكل كبير انتهاج “سياسة التعطيش” وما لها من انعكاسات من مفاقمة الوضع الإنساني والصحي بالقطاع.
وقد انتقد نشطاء عرب وصحفيون ومدونون من غزة هذا الترند الذي يقوم على هدر المياه بهذا الشكل في وقت يحتاج فيه سكان غزة إلى كل قطرة ماء، وسط صعوبة توفيرها للأطفال أو إدخالها إلى القطاع.
ويُعاني سكان قطاع غزة من أزمات إنسانية متعددة، من بينها نقص حادّ في المياه نتيجة قطع إسرائيل إمدادات الماء والوقود واستهدافها لمرافق المياه والآبار في عدة محافظات، وذلك ضمن حملتها التدميرية التي بدأت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 2023.
“ترند الماء” في الوقت الذي يموت فيه الغزيون من العطش
ظهرت مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي العربية والغربية ظاهرة ترفيهية جديدة تُسمى “تحدي الماء”، يقوم خلالها المشاركون بثقب زجاجات المياه ورشها على رؤوسهم أثناء الرقص بحركات دائرية، مع إضافة موسيقى معينة لزيادة جاذبية المشهد وذلك بهدف تقديم محتوى ممتع ومثير للمشاهدين.
وسرعان ما أثار هذا التحدي موجةً من الغضب والسخط بين أهالي غزة والداعمين للقضية الفلسطينية، حيث اعتبر الكثيرون أن مشاركة بعض الناشطين والمشاهير العرب في تطبيق هذا التحدي على مواقع التواصل الاجتماعي أمر مستفز، خاصة في ظل معاناة أطفال غزة الذين يحلمون بالحصول على قطرة ماء تروي عطشهم نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 2023.
داعموا القضيّة الفلسطينية يُشاركون الترند بطريقتهم الخاصّة
بعد انتشار هذا التحدي، ونشر الصحفي عبد الله العطار مقطعاً يظهر طفلة غزية تشارك في تحدي الماء بطريقتها الخاصة، قائلةً : “في الوقت الذي ينشغل فيه البعض بالترندات، نحن نكافح للحصول على الماء ونسير مسافات طويلة من أجل الحصول عليه”.
كما شارك المدون والممثل الكوميدي الأردني أيمن عبلي أيضاً في تحدي الماء، لكن بطريقته الخاصة، حيث وجه رسالة انتقاد إلى كل من شارك في التحدي، وقال مُعاتباً: “هذا هو وقتنا للعب وصناعة الترندات، بينما لا نستطيع توفير المياه لأهلنا في غزة، وكأن الأمر فوق طاقتنا”.
أزمة عطش حادة في غزة
ويعاني المواطنون في قطاع غزة من صعوبة بالغة في توفير المياه الصالحة للشرب، حيث يقطعون مسافات طويلة للحصول على بضع ليترات منها.
فقد تسببت الهجمات الإسرائيلية منذ بداية الحرب في تدمير 60 من أصل 86 بئر مياه في المدينة، ما خلق أزمة عطش حادة.
ويقوم النازحون في مناطق مختلفة في القطاع بتقنين استخدامهم لمياه الشرب خشية انقطاعها وعدم القدرة على الحصول على كميات جديدة كما أوضح ذلك المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا، في تصريح لوكالة الأناضول.
وفي مارس/ آذار الماضي، قال بيان مشترك صدر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وسلطة المياه الفلسطينية، إن إجمالي المياه المتوفرة آنذاك في قطاع غزة يقدر بحوالي 10-20 بالمئة من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، حيث تخضع تلك الكمية لتوفر الوقود.
*عربي بوست