وقال، في حوار خاص مع “القدس العربي”: “دولة إسرائيل هي تمرد على الله تعالى بخلاف اليهودية (أو الدين اليهودي) التي هي الخضوع لله. إنه العهد الذي قطعناه قبل 3000 عام على جبل سيناء للتمسك بتوراة الله تعالى، وللخضوع له. هذا هو بالضبط ما نحن مطالبون بفعله، وما كنا نتبعه لمدة 3000 عام بعون الله تعالى، وبذلك نتبع قوانين التوراة بشكل صحيح”.
وأوضح بقوله: “الصهيونية هي حركة عمرها حوالي 140 عامًا، وهي عملية تحول إلى قومية دنيئة، تستبعد الله تعالى من جوهرها. يريدون (الصهاينة) أن يدعوا أنهم ديمقراطيون، وهو أمر مضحك للغاية. لأنهم يفسرون الديموقراطية بأنه يمكنك ممارسة طقوسك الدينية أو عدم ممارستها، وأن الجميع متساوون، وهو أمر خاطئ تمامًا، فالفلسطينيون يعانون، واليهود المتدينون جدًا يتعرضون للضرب والاعتداء بوحشية شديدة”.
وتابع وايس: “في الدين اليهودي لا يمكنك فعل ما تريد. لا يمكنك عدم احترام السبت وأكل لحم الخنزير وانتهاك قوانين التوراة. ومع ذلك، لديهم الجرأة لاستخدام نجمة داوود وتسميتها يهودية وتسميتها دولة يهودية”.
وأكد أن الدين اليهودي “لا يسمح لليهود منذ تدمير الهيكل (عام 70 للميلاد) بإعادة تأسيس أي سيادة يهودية لمدة 2000 عام. وبالتأكيد لا يُسمح لنا بالقتل والسرقة، ولا يُسمح لنا بأخذ الأرض من الآخرين”.
وأضاف: “وفوق ذلك، علينا أن نظهر الامتنان للأشخاص الذين كانوا لطفاء معنا. لقد كانت الدول الإسلامية والإمبراطورية العثمانية وفلسطين هي التي استقبلت اليهود. لذا، علينا أن نظهر الامتنان، لا أن نرد عليهم بهذا الشر الذي تفعله الصهيونية. وهي تمرد على الله، كما قلت، وستنتهي بالتأكيد. نحن فقط لا نعرف بالضبط متى، ولكن الله تعالى سينهيها. ونصلي من أجل أن ينهيها بسرعة وبسلام”.
وهم إسرائيل الكبرى
من جهة أخرى، استنكر وايس محاولة قادة إسرائيل تجسيد مقولة إسرائيل الكبرى على أرض الواقع عبر القيام بـ”أعمال وحشية” والاعتداء على الدول المجاورة لفلسطين المحتلة.
وأضاف: “مقولة إسرائيل الكبرى تتحدى المنطق والفطرة السليمة لأنه لا يمكنك قمع كل هؤلاء الناس حولك وتتوقع أن يكون لديك سيطرة سلمية. بالتأكيد، لن يتمكنوا من مواصلة هذا المسار وضم المزيد من البلدان، ولن يكون لديهم إسرائيل الكبرى في النهاية”.
وأوضح “ما يفعلونه هو عمل انتحاري تماما مثل وضع يد المرء في خلية نحل. ونحن نراقب اليوم- للأسف- عدد الناس الذين يقتلونهم في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن وفي إيران أخيرا. لذا أؤكد أن زوال إسرائيل سيأتي لأنهم (قادتها) يتمردون على الله. وبالطبع من المنطقي أنهم بفعلهم هذا، سيجلبون -لا سمح الله- معاناة للعديد من الأبرياء الآخرين، ومن بينهم آلاف الأبرياء اليهود المناهضون للصهيونية والذين يعيشون هناك (في فلسطين) منذ عصور، وأولئك الذين جاؤوا بعد المحرقة الهتلرية، وهم مناهضون للصهيونية”.
وعلق وايس على اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية بالقول: “لسوء الحظ، بعض تحاول صنع السلام مع إسرائيل، ربما لأنه تم خداعهم للاعتقاد بأن إسرائيل، تمثل اليهود أو لأنهم يعتقدون أنها هذه الاتفاقيات جيدة للشعب الفلسطيني والشعب اليهودي الذي يعيش تحت هذا الاحتلال القسري لدولة إسرائيل الصهيونية”.
وخاطب الدول المطبعة بقوله: “الحل الحقيقي ليس بالتنازل لدولة إسرائيل وادعاء أن لديها الحق في السيطرة على فلسطين، ولكن بإزالة الفصل العنصري. لذا يجب أن يساعد الله في أن يضع قادة العالم نهاية فورية لمذبحة القتل والإبادة الجماعية والتعذيب والتجويع وغيرها مما يفعلونه (قادة إسرائيل) بشعب غزة، ويمكن لقادة العالم وضع حد لذلك. الطريق إلى الحرية والسلام والطمأنينة هو أن نزيل العائق أمام السلام، وهو الاحتلال الإسرائيلي االصهيوني”.
وأضاف وايس “لعدة مئات من السنين، كان اليهود والمسلمون يعيشون معًا في سلام، معًا في نفس الأمكنة، يرعون أطفال بعضهم البعض في أروقة القدس في ظل الإمبراطورية العثمانية. دعونا نعود إلى ذلك. هذا ما يجب أن يفعله المجتمع الدولي ويمكنه فعله، ونتوسل لقادة العالم أن يقوموا بذلك”.
تمرد الصهيونية على الله
واعتبر وايس أن الصهيونية هي “جوهر التمرد ضد الله تعالى. إنهم يسخرون من وجود الله تعالى الذي يحكم العالم. يقولون أين كان الله ليحمي اليهود من محاكم التفتيش والحروب الصليبية ثم من هتلر. هؤلاء هم الذين يسخرون من المفهوم الكامل لوجود الله تعالى الذي يجلب التسونامي والطاعون، والذي يجلب الرخاء والعقاب والثواب. كل ما نؤمن به هو من الله وعلينا أن نتأمل ونفهم لماذا يفعل هذه الأشياء. لكنهم يسخرون من هذا ويضحكون عليه، فكيف يمكننا بأي حال من الأحوال أن نكون مرتاحين للصهيونية”.
وأضاف “بالطبع، نحن نكره الصهيونية لأنها تجديف وهرطقة. إن صهيونيتهم هي تحول لليهودية من الخضوع الديني لله إلى القومية. وما يفعلونه هو محاولة لاقتلاع الجانب الروحي من قلوب الشباب اليهودي في جميع أنحاء العالم وفي فلسطين، وتحويل علاقتهم بكلمة اليهودية لتعني علاقة بالقومية. بالطبع نحن نكره ذلك وندينه، إنه أسوأ تهديد ممكن للدين اليهودي”.
وأشار، في السياق إلى عدد من حاخامات فلسطين الذي عارضوا الدولة اليهودية، على غرار الحاخام الأكبر لفلسطين، يوسف دوشينسكي، الذي قال في خطاب في الأمم المتحدة عام 1947: “نرغب في التعبير عن معارضتنا المؤكدة لقيام دولة يهودية في أي جزء من فلسطين”. كذلك، الحاخام يوئيل تايتلباوم، الذي انتقل من فلسطين إلى نيويورك وبقي حاخاماً أكبر لفلسطين، وناشد أتباعه مرة أخرى أن يتجولوا في العالم ويبلغوا قادته بأن الصهيونية لا تعني اليهودية، وأن الصهاينة يزيفون اسم اليهودية ولا يمثلون يهود العالم.
وأضاف “ما زلت أتذكر صوته وهو يضرب على الطاولة ويبكي عندما أنشأوا الدولة، وبعد ذلك قال: كم من الدماء ستسيل بسبب هذا الأمر؟”.
وختم وايس بقوله: “نأمل قريباً برحمة الله، أن تكون هناك نهاية لهذا الاحتلال، وربما يكون العدوان الأخير على إيران هو الحافز لأن يقرر العالم التخلص من هذا الحيوان المتوحش المسمى دولة إسرائيل، أو هذا الشيطان المسمى الدولة الصهيونية الإسرائيلية، وبناء دولة فلسطين الحر والعودة إلى الوضع الذي كنا نعيش فيه دائمًا ومعًا كيهود وغير يهود، يهود وعرب، ويهود ومسلمين في الأرض المقدسة وحول العالم. وليساعدنا الله لنكون قادرين على احتضان جيراننا الفلسطينيين”.
*القدس العربي