القاهرة – “رأي اليوم”:
يبدو أن الرتق اتسع على الرتق في معركة أمريكا وإسرائيل ضد إيران، فمن يا ترى سيدفع الثمن؟
الجديد اليوم كان في توصية أصدرتها السفارة الأمريكية في قطر لرعاياها بالبقاء في أماكنهم حتى إشعار آخر، من باب الحيطة والحذر، وهو الأمر الذي جدد خطرا بات شره مستطيرا.
مشاهد الخراب لا تزال تترى في العاصمة تل أبيب، وهو الأمر الذي توقف عنده محللو السياسة وخبراؤها.
د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية يقول إن اسرائيل هي دولة الشر الاولي في العالم ، وهي فقاعة هواء سوف يطويها الزمن.
ويؤكد أن من يعيش بذراعه فسوف يأتي يوما من يقطعها له، وليكتب له نهايته التي يستحقها.
ويختتم مؤكدا أنه كلما زادت عدوانيتهم، اقتربت نهايتهم، لافتا إلى أنه اذا كان جيله لن يشهدها ، فسوف تشهدها الأجيال العربية المقبلة وبكل تأكيد.
وعن قراءته للحرب الضروس بين إسرائيل وإيران يرى مقلد أن امام ايران خيارات وبدائل اخري يمكنها ان تنتقم بها لنفسها من امريكا واسرائيل بسبب حربهما علي مفاعلاتها النووية وتدميرهما لبرنامجها النووي غير اغلاق مضيق هرمز ، احد اهم شرايين الملاحة الدولية في العالم.
ويحذر من أن اقدامها علي اغلاق هذا المضيق بالذات، سيكون عملا كارثيا متهورا وغير مسئول، وسوف يأتي الرد المؤكد عليه انتقاما دوليا منها سوف يفوق قدرتها علي تحمل عواقبه وتداعياته بالنسبة لها، والاسوأ من ذلك هو انه سوف يضع العالم كله في الجانب المضاد لها.
ويذهب إلى أن رد الفعل الانتقامي يجب أن يكون عقلانيا ومتناسبا ومحسوبا بدقة، لا ان يكون فعلا عشوائيا للانتقام المجرد فحسب ، او بمنطق انا وبعدي الطوفان.
ويؤكد مقلد ثقته في قدرة القيادة السياسية الايرانية علي التفكير العقلاني الصائب، بعيدا عن الانفعال او الاندفاع الزائد الذي يمكن ان يضعها في مواجهة مع العالم كله سوف تكلفها الكثير بل والكثير جدا من المخاطر والتبعات، مشيرا إلى أن ايران تعلم أن العالم كله معها الآن في الحرب العدوانية التي شنوها عليها ، وسوف تخسر تعاطفه معها اذا هي أقدمت علي تعطيل حركة الملاحة الدولية وارباك الاقتصاد العالمي باغلاق مضيق هرمز، وهو ما كثر الحديث عنه الآن..
ويتمنى أستاذ العلوم السياسية علي القيادة الايرانية مخلصا، ألا تفعل ذلك والا تورط نفسها فيه، لافتا إلى العالم كله مفتوح امامها لتختار من وسائل الانتقام الموجع من اعدائها ما سوف يعذرها العالم عليه ويدعمها فيه، وليس ما يثير العالم ضدها ويلومها عليه ويحملها وحدها بالذنب فيه.
ويختتم مؤكدا ثقته في القيادة الايرانية.
من جهته يرى أستاذ الفلسفة د. سعيد توفيق أن المعنى الوحيد لضرب ترامب لإيران هو تيقنه من فشل إسرائيل في مواجهة إيران؛ فكان لا بد من محاولة الإبقاء على إسرائيل كذراع للهيمنة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط.
ويضيف أن تداعيات ذلك ستكون خطيرة، ولن ترد لإسرائيل هيبتها.
التطورات التاريخية التي تشهدها المنطقة أثبتت صحة ما ذهب إليه المفكر المصري د.مصطفى محمود في كتابه “إسرائيل البداية والنهاية”، الذي جاء فيه:
“وخيار القوة إذا كان خيارا صعبا على العرب، فهو خيار أصعب على إسرائيل..فإسرائيل هي الأمر العارض العابر في منطقتنا وعمرها في بلادنا العربية بضع سنين. وهزيمة واحدة كافية لخلع إسرائيل من مكانها إلى الأبد “.
د. مصطفى محمود أكد في كتابه السابق الصادر عام 1997 أن عزل إيران عن العصبة الإسلامية هو تآمر أمريكي غربي، مؤكدا أنه جاء أوان رأب الصدع وجمع الصف.