Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

طالبان في أفغانستان ؛ تدريب الانتحاريين والسعي لصناعة مُسيرات انتحارية

وقد احتفظت طالبان بعد إعادة سيطرتها على أفغانستان عام 2021، بالقوات الانتحارية في هيكلية جيشها الذي يضم في الوقت الحاضر، وحدة خاصة للقوات الانتحارية  قوامها ألف شخص، وكلهم جاهزون لتنفيذ هجمات انتحارية داخل أفغانستان وخارجها.

وفي المقابلات التي أجرتها القوات الانتحارية لطالبان ونُشرت في وسائل الإعلام، أعرب هؤلاء عن استعدادهم لتنفيذ هجمات عابرة للحدود بما في ذلك في باكستان.

وقد استخدمت طالبان على مدار الأعوام العشرين الأخيرة المهاجمين الانتحاريين ضد قوات الحكومة الأفغانية السابقة والقوات الدولية بشكل غير مسبوق.

لكن هؤلاء المهاجمين الانتحاريين لطالبان، قلما استهدفوا المواقع العسكرية. بل هاجموا بشكل رئيسي المواقع المدنية بما فيها المدارس والمعاهد والمساجد والملاعب الرياضية وصالات الأفراح والأعراس والمحال التجارية والحافلات داخل المدينة والمباني الحكومية غير العسكرية، وأردوا المدنيين بينهم النساء والأطفال قتلى.

لكنه يبدو أن طالبان قامت خلال السنوات الأربع الأخيرة بإعداد وتدريب مهاجمين انتحاريين إلى جانب الحصول والوصول إلى المعدات القابلة للاستخدام للأهداف الانتحارية.

 

محاولات لتصنيع مُسيّرات انتحارية

وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية حديثا أن طالبان تعمل حاليا على إنتاج مسيرات انتحارية واختبارها؛ وهي مسيرات يمكن أن تهاجم أهدافا ومواقع خارج الحدود الأفغانية.

وأضافت الصحيفة أن قاعدة “إس اية إس” بولاية لوغر جنوبي كابل والتي كانت تُستخدم على يد القوات البريطانية الخاصة خلال عقدين من الزمن، تحولت اليوم إلى مكان لاختبار مسيرات طالبان الانتحارية.

وتابعت الصحيفة البريطانية قولها أن هذه المسيرات تُصنّع في قواعد سابقة تحت مسمى “كامب فينيكس” والتي كانت تعتبر المركز الرئيسي للولايات المتحدة لإمداد وتدريب القوات الأفغانية طيلة الحرب مع طالبان.

وأوضحت “ديلي ميل” البريطانية أنه في أعقاب الانسحاب الفوضوي للقوات الأجنبية من أفغانستان عام 2021، سقطت كميات كبيرة من التجهيزات والمعدات العسكرية المتروكة في “كامب فينيكس” بيد طالبان.

وقالت مصادر استخباراتية أن عددا من الطلعات التجريبية للطائرات الحربية “الانتحارية” أو “كامي كازه” التي تنفجر إثر ارتطامها بأهدافها، أُنجزت بنجاح في قاعدة “إس اية إس” السابقة بولاية لوغر.
وبحسب الصحيفة البريطانية فان بعضا من هذه المسيرات استُخدم في الهجوم الذي استهدف منطقة حدودية مع باكستان.

ويُقال أن أعضاء طالبان ممن ساهموا في تطوير هكذا مسيرات يستنسخون مسيرات بما فيها “إم ‌کیو-۹ ریبیر” الأمريكية و “شاهد 136” الايرانية.

 

كيف تطور طالبان المسيرات

وبناء على تقرير “ديلي ميل” فان طالبان ومن أجل تطوير المسيرات، استخدمت القطع والمكونات التي تركتها قوات الناتو والمكونات التي اشتُريت من روسيا وتركيا، وجنّدت عددا من المتخصصين والخبراء الدوليين لذلك.

وأضافت أن من بين هؤلاء الخبراء، مهندس يشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة والذي يقال أنه تلقى تعليمه في بريطانيا.

وأبلغت مصادر استخباراتية، صحيفة “ديلي ميل” أن متخصصين من تركيا والصين وروسيا وبيلاروسيا وبنغلادش استخدموا لتطوير مسيرات طالبان.

وأضافت هذه المصادر الاستخباراتية أن مواطنا روسيا يتعاون عن كثب مع برنامج بناء المسيرات لطالبان ورافق مهندسي طالبان في رحلاتهم التدريبية للدول الأخرى ويعملون على تطوير طائرات بلا طيار.

وتابعت أن مهندسي طالبان ممن تلقى عدد منهم تعليمهم في كليات الهندسة بجامعة كابل خلال العقدين من وجود القوات البريطانية والأمريكية في أفغانستان، يسعوت لزيادة مديات هذه المسيرات وسعة استيعابها للمتفجرات.

وكشفت مصادر استخباراتية أن برنامج طالبان لتطوير المسيرات نُفذ لسنتين على أقل تقدير وأن “قدراتها تتوسع بشكل لافت”.

وأكدت “ديلي ميل” أن هذا المشروع، أثار قلق الأجهزة الاستخباراتية الغربية “لان طالبان سيئة السمعة، تسعى لتطوير الطائرات بلا طيار متقدمة قادرة على مهاجمة أعداءها خارج الحدود.”

وأكدت هذه الصحيفة البريطانية أن طالبان ما تزال تسعى لتجنيد متخصص في المسيرات من مواطني أفغانستان ممن تعاون مع القوات البريطانية الخاصة ورُفض طلبه للجوء إلى بريطانيا.

وقال مصدر لديلي ميل أن “هذا الشخص وبتخصصه مناسب لبرنامج الطائرات بلا طيار، ولهذا السبب، كانت طالبان تبحث عنه لشهور عدة. ويملك معلومات حول الكثير من أنواع المسيرات التي هي قيد التطوير”.

إن حصول جماعة طالبان على المسيرات الانتحارية وتطويرها، يمكن أن يدق في الخطوة الأولى، جرس الإنذار بالنسبة للدول المجاورة لأفغانستان.

وإن حصلت هذه الجماعة على هذه المسيرات، فانها ستكون قادرة على استخدامها في نزاعاتها الحدودية مع جيران أفغانستان؛ بحيث زعمت “ديلي ميل” أن هذه المسيرات استُخدمت لمرة واحدة ضد باكستان.

ويتزايد القلق والمخاوف عندما نعرف أن الاشتباكات الحدودية بين طالبان ودول الجوار، تزايدت بشكل لافت خلال السنوات الأربع الماضية.

وعليه، فان حصول طالبان على المسيرات الانتحارية يشكل تهديدا جادا للدول المجاورة لأفغانستان أولا، ولأمن المنطقة ككل.