الشارع الأردني يسأل وجهات الاختصاص تُجيب: لماذا يتصدّى الدفاع الجوي لصواريخ إيران؟.. مكان وتوقيت السقوط العُنصر الأساسي.. التوجيه الإلكتروني يُمكن “التشويش عليه واختراقه” وتفجير “الحُمولة” ينبغي أن يتم في الهواء
تقدّمت جهات الاختصاص العسكرية الأردنية خلال الساعات القليلة الماضية ببعض الشروحات التفصيلية عن مسرح العمليات الجوي وما يجري في السماء الاردنية في ظل معادلة حياد العمليات وإغلاق المجال الجوي الأردني تفاعلا مع حالة الحرب وتبادل القصف بين إسرائيل وإيران.
الشروحات ركزت على مسألتين:
الأولى أن أنظمة الدفاع الجوي التي تسقط الأجسام الطائرة الواردة من إيران تفعل ذلك وهي تأخذ بالاعتبار بموجب حسابات وقياسات دقيقة جدا عبر غرف العمليات المختصة لها علاقة بكيفية وتوقيف ومكان السقوط المحتمل لأي جسم طائر.
ويعني ذلك حسب نفس الشرح أن الدفاعات تسقط الأجسام التي تقرر غرف العمليات أنها ستسقط أو يحتمل ان تسقط داخل الأراضي الأردنية بموجب حسابات مرتبطة بالسرعة والوزن والرياح والمتفجرات والارتفاع.
والمسألة الثانية التي ركّزت عليها شروحات القوات المسلحة الاردنية عبر عدة بيانات هي أن الأجسام الطائرة الهجومية تمضي برحلتها بموجب بروتوكول إلكتروني.
وهو بروتوكول قابل للاختراق والتشويش وبالتالي يمكن تشويش مسار الأجسام والمسيرات والصواريخ بطريقة تؤدي إلى مخاطر على الشعب الأردني أو مخاطر سقوطها داخل الأردن وهي الحالة التي كلف بمعالجتها الدفاع الجوي الأردني.
إلى ذلك طرحت الشروحات جزئية ثالثة لم يكن يألفها الأردن أو يعلمون بها وهي تلك المتعلقة ليس فقط بإسقاط الاجسام الطائرة بل الحرص على تفجيرها في الهواء وقبل الارتطام لأن حجم الإصابات والضحايا الناتج عن إرتطام شظايا اقل بكثير من انفجار المقذوف الطائر على الارض.
عمليا ساهمت تلك الشروحات نسبيا في الإجابة على السؤال الذي كرّره العشرات عبر وسائط التواصل الاجتماعي حول أسباب النشاط في الدفاع الجوي الأردني خلال التصدي للمقذوفات الإيرانية التي تعبر الأجواء الأردنية.
وكان جدل واسع النطاق قد ثار وسط الأردنيين، وعبر بعض المنابر الإعلامية العربية يحاول فهم المقتضيات الأردنية التي قررت قواعد الاشتباك مع حرب القصف بين إيران وإسرائيل.
وبات واضحا أن السلطات المحلية وجدت أن الواجب يقتضي بتقديم شروحات خصوصا للرأي العام المحلي لإبلاغه بمنطق سبب الحياد العملياتي الأردني.
وهو في النتيجة حماية أرواح الأردنيين وليس التصدي لصواريخ ومقذوفات إيران أو مساعدة إسرائيل بأي شكل من الأشكال خصوصا وأن الخطاب الرسمي الأردني يقدم الملامة على اسرائيل ويحملها مسؤولية التصعيد الأخير.