سويس إنفو :
صعّدت إسرائيل هجماتها على إيران مساء الأحد واستهدفت العاصمة طهران ومدينة مشهد في شمال البلاد ومواقع إطلاق صواريخ في الغرب، فيما توعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الجمهورية الإسلامية بدفع “ثمن باهظ جدا” لمقتل مدنيين في ضربات صاروخية نفذتها.
وردّت إيران مساء الأحد بإطلاق وابل من الصواريخ على الدولة العبرية، حيث أفاد صحافيو وكالة فرانس برس عن دوي صافرات الإنذار في مناطق مختلفة وسماع أصوات انفجارات في القدس، بينما دعا الجيش السكان إلى لزوم الملاجئ.
وخلال تفقده موقع سقوط صاروخ على مبنى سكني في بلدة بات يام قرب تل أبيب، توعّد نتانياهو إيران بدفع “ثمن باهظ جدا” بعد مقتل مدنيين في ضربات صاروخية نفذتها ليل السبت الأحد، ردا على الضربات التي بدأتها الدولة العبرية ضد أراضيها الجمعة.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء بأن حصيلة الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل منذ ليل الجمعة بلغت 13 قتيلا، في وقت أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية مقتل خمسة أوكرانيين، بينهم ثلاثة أطفال.
من جهتها، أفادت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل 128 شخصا بينهم نساء وأطفال، وإصابة 900 آخرين بجروح في الغارات الإسرائيلية الجمعة والسبت.
ومساء الأحد، تمّ تفعيل الدفاعات الجوية في طهران، حسبما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، بعد غارات إسرائيلية طاولت خصوصا مبنى سكنيا في وسط العاصمة وأسفرت عن خمسة قتلى.
واتّهم نائب وزير الخارجية سعيد خطيب زاده في منشور على إكس، إسرائيل باستهداف مبنى تابع لوزارة الخارجية في العاصمة “عمدا”، مؤكدا إصابة العديد من المدنيين والموظفين في الهجوم.
كذلك، فُعّلت أنظمة الدفاع الجوي في غرب الجمهورية الإسلامية، وفقا لوكالة مهر، حيث أعلنت إسرائيل أنّها ضربت “عشرات” مواقع الصواريخ أرض-أرض.
واتّهمت إيران مساء الأحد إسرائيل باستهداف مبنى تابع لوزارة الخارجية في طهران “عمدا”.
وقال نائب وزير الخارجية سعيد خطيب زاده في على إكس أرفقه بفيديو يظهر الأضرار التي لحقت بمكتبه “نفّذ النظام الإسرائيلي المجرم هجوما وحشيا ومتعمدا على أحد مباني وزارة الخارجية الإيرانية، الواقع مقابل معهد الدراسات السياسية والدولية” في طهران. وأكد المسؤول الإيراني إصابة العديد من المدنيين والموظفين.
وفي شمال شرق إيران، أعلن الجيش الإسرائيلي قصف طائرة للتزود بالوقود في مطار مدينة مشهد. وأشار في بيان مقتضب إلى أنه يعمل “على فرض التفوق الجوي في الأجواء الإيرانية”.
وأعلن نتانياهو في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية، أن إسرائيل “دمرت المنشأة الرئيسية” في موقع نطنز النووي في وسط إيران.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت الجمعة بأن القسم الذي يقع فوق الأرض من محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم تعرض للتدمير جراء الضربات الإسرائيلية.
– المساجد ومحطات المترو –
ومن أجل حماية السكان، أعلنت الحكومة الإيرانية أنّه سيتم تجهيز المساجد ومحطات المترو والمدارس لاستخدامها كملاجئ اعتبارا من مساء الأحد.
وفيما واصل سلاح الجو الإسرائيلي شنّ ضربات على مناطق مختلفة في الجمهورية الإسلامية، استهدف بشكل خاص طهران.
وتعرّض مقر قيادة الشرطة في وسط العاصمة لضربة إسرائيلية “بطائرة مسيرة” حسبما نقلت وكالة إيسنا عن بيان للشرطة، مشيرة إلى أن الهجوم ألحق “أضرارا طفيفة” وتسبب في إصابة “عدد” من العناصر.
ونشرت الوكالة لقطات من موقع انفجار في وسط العاصمة، مشيرة إلى أنّه قرب ساحة وليعصر. وأظهر مقطع الفيديو تصاعُد أعمدة الدخان بينما تناثر الحطام والزجاج في المكان.
وغطت سحابة كثيفة من الدخان سماء طهران صباح الأحد عقب ضربة ليلية على مستودع وقود تسببت باندلاع حريق.
وأفادت وزارة النفط الإيرانية بأن ضربات إسرائيلية استهدفت خزانين للوقود في طهران، أحدهما في شهران (شمال غرب طهران)، واندلع حريق فيه.
وأنذر الجيش الإسرائيلي الإيرانيين بإخلاء كل منشآت الأسلحة، مشيرا الى أن ذلك يشمل “كل مصانع الأسلحة والمنشآت الداعمة لها في إيران”.
– “إبرام تسوية” –
أميركيا، دعا الرئيس دونالد ترامب الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية الى “إبرام تسوية”، مع تلميحه الى أن انخراط واشنطن في النزاع “ممكن”.
وفي مقابلة مع شبكة “ايه بي سي”، قال ترامب إنّه “منفتح” على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور وساطة في النزاع، مضيفا أن واشنطن “من الممكن أن تنخرط” في النزاع لكنها “ليست منخرطة” حاليا.
وجاء ذلك فيما أفاد مسؤول أميركي كبير وكالة فرانس برس بأن ترامب عارض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وصرّح المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته “اكتشفنا أن الإسرائيليين لديهم خطط لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني. عارضها الرئيس ترامب، وقلنا للإسرائيليين ألا يقدموا على ذلك”.
وقال مسؤولون في إسرائيل التي يرجح خبراء أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط رغم عدم إقرارها بذلك، إن هدف الضربات منع إيران من تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفي طهران السعي إليه.
ورغم نفي الولايات المتحدة أي مشاركة لها في الضربات، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأحد أن طهران تحوز “دليلا قاطعا على دعم القوات الأميركية والقواعد الأميركية في المنطقة لهجمات القوات العسكرية للكيان الصهيوني”.
وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، إلى جانب إسرائيل، إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي. وتنفي طهران ذلك، مدافعة عن حقها في برنامج مدني.
وأُلغيت محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني، كانت مقررة في عُمان الأحد، فيما اتهمت طهران إسرائيل بعرقلتها.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين كبار بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد الحرس الثوري وقائد القوة الجوفضائية، إضافة الى تسعة علماء نوويين.
واستهدفت الضربات الاسرائيلية منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز في وسط إيران، ومواقع نووية أخرى في البلاد.
من جهته، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مكالمة هاتفية ترامب إلى “تحرك عاجل” لتجنّب اندلاع نزاع إقليمي.
وخلال المكالمة الثانية بين الرئيسين خلال 24 ساعة، أكّد إردوغان أن دوامة العنف التي بدأت بالهجمات الإسرائيلية على إيران، “تسببت بأضرار اقتصادية ومدنية لا يمكن إصلاحها للجانبين، وأنه من الضروري وقف هذا التصعيد الخطير”، حسبما أفادت الرئاسة التركية في بيان.
بور/س ح-ناش/الح