Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

إسرائيل مستعدة لضرب إيران خلال أيام، رغم استمرار المحادثات النووية

تايمز أوف إسرائيل :

إسرائيل قد تضرب المنشآت النووية دون مساعدة أمريكية، وفق NBC؛ تقارير عن استعداد إيران لإطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل رداً على أي هجوم؛ عُمان تؤكد عقد جولة محادثات الأحد

طائرة تزويد بالوقود من طراز بوينغ 707 تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وعدة مقاتلات F-35 وF-15 خلال مناورة قبالة سواحل إسرائيل، 15 أغسطس 2024. (IDF)

يعتقد مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل مستعدة لتنفيذ هجوم على إيران وقد تشن هجومًا عسكرياً ضد منشآت إيران النووية خلال الأيام المقبلة، بحسب ما أفادت تقارير في وقت مبكر من الخميس، حتى مع استمرار الترتيبات لمحادثات رفيعة المستوى تهدف إلى التوصل لاتفاق دبلوماسي بشأن النشاط النووي الإيراني، والمقرر عقدها الأحد.

وجاءت هذه التقارير من شبكتي NBC وCBS الأمريكيتين حول اقتراب إسرائيل من تنفيذ تهديدها العسكري المتكرر بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة عن إجلاء بعض موظفيها من المنطقة خشية أن يستهدفهم الإيرانيون في أعمال انتقامية.

وجاءت الخطوات بعد أن أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه لم يعد واثقاً كما كان سابقا بقدرة إدارته على التوصل إلى اتفاق مع إيران، بعد أن تعثرت المفاوضات بسبب إصرار طهران على مواصلة تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض.

وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز يوم الخميس إن دولة “صديقة” في المنطقة حذرت طهران من ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة.

وأضاف المسؤول أن التوتر المتصاعد يهدف إلى “التأثير على طهران لتغيير موقفها بشأن حقوقها النووية” خلال المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة يوم الأحد في سلطنة عُمان، قائلا إن بلاده لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم.

ونقلت شبكة NBC عن خمسة مصادر مطلعة أن إسرائيل تدرس تنفيذ هجوم على إيران خلال أيام، وبدون دعم أمريكي، في وقت لا تزال فيه واشنطن تأمل في نجاح المحادثات.

وبحسب التقرير، تدرس إسرائيل خيار استهداف البنية التحتية النووية للجمهورية الإسلامية، في ظل مخاوفها من أن توافق واشنطن على اتفاق لا يحقق مطالبها بإنهاء كل أنشطة التخصيب الإيرانية.

وأفادت المصادر للشبكة أنه لا توجد خطط أمريكية لدعم إسرائيل في ضربتها، لا عبر التزود الجوي بالوقود ولا من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، لكنهم أشاروا إلى أن المسؤولين الأمريكيين في حالة تأهب.

منظومة دفاع جوي روسية الصنع من طراز S-300 محمولة على شاحنة أمام صورة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال عرض عسكري خارج طهران، 21 سبتمبر 2024. (Vahid Salemi/AP)

وأفادت شبكة CBS نقلاً عن مصادر متعددة أنه تم إبلاغ مسؤولين أمريكيين بأن إسرائيل “مستعدة تماماً لإطلاق عملية داخل إيران”.

وأرجعت الشبكتان قرار وزارة الخارجية والبنتاغون إجلاء بعض المسؤولين الأمريكيين وعائلاتهم من المنطقة يوم الأربعاء إلى مخاوف من رد إيراني ضد أفراد أمريكيين في العراق المجاور.

وقال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده الأربعاء إنه إذا تعرضت إيران لهجوم، فسترد بضرب القواعد الأمريكية في المنطقة.

وذكر مسؤول إيراني كبير لصحيفة نيويورك تايمز أن الجيش والحكومة أعدا خطة لرد فوري على إسرائيل عبر إطلاق مئات الصواريخ الباليستية.

وأطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل في أكتوبر الماضي، ولكن اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية معظم المقذوفات بمساعدة حلفاء إقليميين والولايات المتحدة.

ونفذت إسرائيل ضربات انتقامية في وقت لاحق من ذلك الشهر ألحقت أضراراً جسيمة بأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، ويعتقد محللون أن إسرائيل تفضل شن الهجوم العسكري قبل أن تتمكن إيران من إعادة بناء دفاعاتها الجوية.

صواريخ أطلقت من إيران باتجاه إسرائيل تظهر في سماء نابلس بالضفة الغربية، 1 أكتوبر 2024. (AP Photo/Majdi Mohammed)

وعند سؤاله عن قرار إخلاء الموظفين الأمريكيين من المنطقة، قال ترامب: “يتم نقلهم لأنه قد يكون مكاناً خطيراً، وسنرى ما سيحدث”. وأضاف رداً على سؤال حول ما يمكن فعله لخفض التوتر: “لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. الأمر بسيط جداً، لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي”.

وقد هدد ترامب مراراً بضرب إيران إذا فشلت المحادثات المتعثرة حول برنامجها النووي، وفي مقابلة نشرت في وقت سابق الأربعاء قال إنه “أصبح أقل ثقة أكثر فأكثر” بأن طهران ستوافق على وقف تخصيب اليورانيوم، وهو مطلب أمريكي رئيسي.

وقال في المقابلة التي سجلت يوم الاثنين: “يبدو أنهم يماطلون، وأعتقد أن هذا أمر مؤسف. أنا أقل ثقة الآن مما كنت عليه قبل شهرين. حدث لهم شيء ما”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب يصلان لحضور الليلة الافتتاحية لمسرحية “البؤساء” في مركز كينيدي، 11 يونيو 2025، في واشنطن. (AP Photo/Alex Brandon)

وفي وقت سابق الأربعاء، أصدر مركز عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، وهو جهد مقره الشرق الأوسط تشرف عليه البحرية البريطانية، تحذيراً للسفن في المنطقة بأنه “تلقى معلومات حول تصاعد التوترات في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تصعيد النشاط العسكري الذي سيؤثر بشكل مباشر على البحارة.

ورغم تصاعد التوتر، أكد وزير خارجية عُمان بدر البوسعيدي يوم الخميس في منشور على منصة إكس أن مسقط ستستضيف جولة سادسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يوم الأحد.

وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف يعتزم لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عُمان الأحد لمناقشة رد طهران على الاقتراح الأمريكي الأخير بشأن الاتفاق النووي.

وتهدف المحادثات إلى الحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع بعض العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة على الجمهورية الإسلامية. وتصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي، رغم أنها خصبت اليورانيوم بمستويات لاستخدامات غير مدنية.

أعضاء الوفد الإيراني يصلون إلى السفارة العمانية في روما لحضور الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في 23 مايو 2025. (Andreas SOLARO / AFP)

وفي حديثه خلال حفل خيري لجمعية الإنقاذ الطبية اليهودية “هتسلا” في نيويورك، أشار ويتكوف إلى أنه تحدث في وقت سابق من اليوم نفسه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقال إن الجمهورية الإسلامية “لا يجب أن يسمح لها مطلقاً بتخصيب اليورانيوم أو تطوير أي قدرات نووية”.

وتابع “إيران النووية تمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل، مثلما تمثل إيران مع ترسانة كبيرة من الصواريخ تهديداً وجودياً. هذا تهديد وجودي كبير بحجم التهديد النووي”.

ودعا إلى الوحدة لضمان “ألا تحقق إيران أبداً طموحاتها المميتة مهما كان الثمن”.

ونشرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على مواقع التواصل الاجتماعي أن “التهديدات باستخدام القوة الساحقة لن تغير الحقائق”.

وكتبت البعثة: “إيران لا تسعى للحصول على سلاح نووي، والعسكرة الأمريكية لا تؤدي إلا إلى تغذية عدم الاستقرار”.

وقال وزير الدفاع الإيراني الجنرال عزيز نصير زاده للصحفيين يوم الأربعاء إنه يأمل أن تسفر المحادثات مع الولايات المتحدة عن نتائج، رغم أن طهران مستعدة للرد بضربات على القواعد الأمريكية في المنطقة.

وأضاف: “إذا فُرض علينا صراع، ستكون خسائر الخصم بالتأكيد أكثر من خسائرنا، وفي تلك الحالة، يجب على أمريكا أن تغادر المنطقة، لأن جميع قواعدها في متناولنا. لدينا القدرة على الوصول إليها، وسنستهدفها جميعاً في الدول المستضيفة بلا تردد”.

ورأى الخبير الأمني مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن إجلاء الموظفين يهدف لإبلاغ إيران بأن تدخل واشنطن لمنع إسرائيل من شن هجوم ليس مؤكداً.

وقال: “الأمر يتعلق بمحاولة دفع إيران لاحترام رغبات الرئيس”.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير.