نشرت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لقوات الحرس الوطني لمواجهة الاحتجاجات في لوس أنجليس، ما أثار الكثير الانتقادات والخلافات بين الإدارة الاتحادية والسلطات المحلية. فما أسباب ذلك؟ وماهي مهام هذه القوات؟ وبأي سلطة تأتمر؟
https://p.dw.com/p/4vgmG
وصول أول دفعة من أفراد الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامبصورة من: Frederic J. Brown/AFP
أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 2000 فرد من قوات الحرس الوطني إلى مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، حيث اندلعت احتجاجات ضد ترحيل مهاجرين غير نظاميين.
نشر هذه القوات، دون موافقة السلطات المحلية، أثار خلافا حادا بين إدارة ترامب الاتحادية وسلطات ولاية كاليفورنيا، التي قررت مقاضاة الرئيس الأمريكي على هذه الخطوة.
ما هو الحرس الوطني الأمريكي؟
الحرس الوطني الأمريكي هو جزء من قوات الاحتياط في القوات المسلحة الأمريكية، ويتكون من فرعي القوات المسلحة: الحرس الوطني التابع للقوات البرية ونظيره التابع للقوات الجوية. وتم تشكيله عام 1903 بموجب ما يعرف باسم قانون الميليشيات (قانون ديك). وينظم القانون الفيدرالي اليوم الحرس الوطني بهيكله الحالي، الذي يبلغ عدد أفراده -ب حسب مركز بيانات القوى العاملة الدفاعية (عام 2023) – نحو 419.000 جندي احتياطي، من بينهم نحو 9500 فرد يتمركزون في أقاليم خارج الولايات المتحدة الأمريكية، مثل بورتوريكو وغوام وجزر فيرجن (عام 2017).
متى يتم نشر قوات الحرس الوطني؟
وتشمل مهام الحرس الوطني الأمريكي نطاقًا واسعًا، ويتم نشره للمساندة في أعمال الإغاثة من الكوارث. وقد تم نشره مؤخرًا خلال حرائق الغابات المدمرة بولاية كاليفورنيا في كانون الثاني/يناير 2025، وبعد إعصار كاترينا عام 2005. وكذلك ساعد أكثر من 50 ألف فرد من أفراد الحرس الوطني في عمليات الإجلاء والإنقاذ واستعادة النظام بمدينة نيو أورلينز في ولاية لويزيانا.
ومن الممكن إرساله أيضًا لضمان الأمن الداخلي. فأثناء اقتحام مبنى الكابيتول في 6 كانون الأول/يناير 2021، تم نشر أكثر من 25 ألف فرد من أفراد الحرس الوطني في واشنطن العاصمة، لضمان الأمن خلال تنصيب الرئيس جو بايدن. وخلال احتجاجات جورج فلويد، تم حشد آلاف من أفراد الحرس الوطني في عدة ولايات أمريكية لدعم قوات الشرطة المحلية.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الحرس الوطني لدعم عمليات عسكرية في الخارج. وهذا حدث في العراق وأفغانستان.
ترامب ينشر الحرس الوطني بعد اشتباكات في لوس أنجلوس
من يقود الحرس الوطني؟
وعند نشر قوات الاحتياط في ولاية فيدرالية أمريكية، يتولى حاكم تلك الولاية قيادة الحرس الوطني فيها. أما عند نشرها على المستوى الفيدرالي، فيكون قائدها الأعلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. والآن مع نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس لمواجهة الاحتجاجاتضد مداهمات سلطات الهجرة والجمارك هناك، استند الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ضمان الأمن القومي. وانتقد حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، نشر الحرس الوطني في ولايته وقد اتهم الحكومة بأنَّها “تتعمد تأجيج التوترات” من خلال تدخلها.
من يخدم في الحرس الوطني؟
والعضوية في الحرس الوطني الأمريكي متاحة من حيث المبدأ لجميع مواطني الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن بشرط تحقيقهم متطلبات جسدية وعقلية وقانونية محددة. ومعظم أفراد الحرس الوطني يخدمون بدوام جزئي في وحداتهم، بالإضافة إلى الجنود العاملين بدوام كامل، ولكنهم يمثلون الأقلية.
وبإمكان الجنود الذين أكملوا خدمتهم العسكرية في الجيش أن يتقدّموا بعد ذلك بطلب للخدمة في الحرس الوطني. ولا يحتاجون في العادة إلى تدريبات إضافة.
من هو الآمر الناهي في ولاية كاليفورنيا – حاكمها غافين نيوسوم (على اليسار) أم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ (صورة أرشيفية)صورة من: Mark Schiefelbein/AP/dpa/picture alliance
والخيار الثاني هو التطوع للخدمة الحصرية في الحرس الوطني من دون خدمة أخرى في وحدات نشطة. وفي هذه الحالة يجري المتطوعون دورة تدريب في واحدة من منشآت القوات المسلحة.
وجدول عمل أفراد الحرس الوطني منظم بشكل واضح. وتشمل خدمتهم العادية على عطلة نهاية أسبوع واحدة شهريًا وأسبوعين سنويًا. ويحصل أفراد الحرس الوطني مقابل عملهم خلال عطلة نهاية الأسبوع على مبلغ يتراوح ما بين 200 و600 دولار أمريكي وذلك بحسب رتبهم. ويحصلون بالإضافة إلى ذلك على علاوات بدل السكن والطعام، وعلى دعم تعليمي وتأمين صحي. ويمكنهم المطالبة أيضًا عند الخدمة لفترات أطول بحق الحصول على معاشات تقاعدية.
أعده للعربية: رائد الباش
ترامب في ولايته الثانية.. قرارات صادمة وتصريحات غير دبلوماسية
هذه هي الولاية الثانية لدونالد ترامب، لكنه عازم على أن تكون فارقة في تاريخ بلاده، مجموعة من القرارات المثيرة للجدل، بلغت حد خلق صراع مع حلفائه و”انتهاك” مسلمات في السياسة الداخلية والخارجية لبلاده.
صورة من: Brendan Smialowski/AFP
ريفييرا “الشرق الأوسط”
خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بداية فبراير/شباط، أعلن ترامب عن رؤيته “المذهلة” لقطاع غزّة المدمر نتيجة الحرب. خطة ترامب تقضي بـ”السيطرة” على القطاع الفلسطيني وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”. فاجأت هذه التصريحات الصحافيين الحاضرين وأثارت موجة غضب دولية وعربية، خصوصا أن ترامب طالب بتهجير الفلسطينيين قسريا إلى أماكن أخرى.
صورة من: Chip Somodevilla/Getty Images
حرب تجارية شاملة
أعلن ترامب عن حرب تجارية شاملة، وقودها رسوم جمركية، قام بفرضها على الكثير من الدول، ما أثار انتقادات كبيرة خصوصا من الحلفاء الأوروبيين، بينما كانت التداعيات أكبر مع الصين التي أعلنت بدورها عن إجراءات ضد المنتجات الأمريكية. لكن ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، بل تباهى بأنّ عشرات الدول اتصلت “تقبل مؤخرته” على حد تعبيره، طالبة التفاوض.
صورة من: Nathan Howard/REUTERS
مهاجمة القيادة الأوكرانية
من أكبر المشاهد إثارة للجدل، مشهد التنابز اللفظي بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حين شن الرئيس الأمريكي ونائبه جاي دي فانس هجوما لاذعا على زيلينسكي خلال اجتماع انتشرت مشاهده على نطاق واسع، إذ طالباه أن يكون أكثر امتنانا لدور أمريكا في الحرب مع روسيا وخصوصا توفير الأسلحة، كما اتهماه أنه لا يريد مفاوضات سلام جادة. وتعاطف الكثيرون مع زيلينسكي، وخاصة في أوروبا.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
تناغم وتقارب مع بوتين
في الوقت نفسه، انخرط ترامب في محادثات مع موسكو، متجاوزا الأوروبيين، وأجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي “لطاما كانت تربطه به علاقة جيدة” والذي يعتبره “ذكيا”. وأكد ترامب على استمرار الاتصالات مع بوتين، وتحدث عنه بكثير من الإيجابية عكس سلفه جو بايدن، وظهر ترامب باحثا عن خطب ود بوتين بأي طريقة.
صورة من: Maxim Shipenkov/Alex Brandon/AP Photo
مهاجمة الاتحاد الأوروبي
من جانب آخر، هاجم ترامب مراراً الاتحاد الأوروبي، وقال إن سبب إنشائه هو “استغلال” الولايات المتحدة، متّهما الأوروبيين بأنهم “انتهازيون”، كما دعاهم إلى استثمار 5% من ناتجهم الاقتصادي في الدفاع في المستقبل. أدت هجومات ترامب المتكررة إلى حذر كبير وسط الأوروبيين الذين أكد عدد من قادتهم عن ضرورة التفكير في علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة.
صورة من: Spencer Platt/Getty Images
طموح توسعي
أعلن ترامب مرارا رغبته في جعل كندا “الولاية الأمريكيّة الحادية والخمسين”، واصفا الحدود مع الجارة الشماليّة للولايات المتحدة بأنها “خطّ مصطنع”، ما خلق أزمة بينه وبين كندا. ولم يتوقّف الرئيس الأمريكي عند هذا الحدّ، بل قال أيضا “نحن بحاجة” إلى غرينلاند التابعة للسيادة النرويجية، كما أعلن أنه يرغب باستعادة قناة بنما.
صورة من: Alex Brandon/AP/picture alliance
سياسة هجرة صارمة
باشر ترامب تنفيذ سياسة صارمة للغاية لترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، وطرد أكثر من 200 شخص إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، وشن حربا ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي وصفها بأنها منظمات إرهابية أجنبية، لكن ترامب واجه أحكاما قضائية وقفت ضد عددا من مخططاته ومن ذلك تشديد الهجرة.
صورة من: Alex Brandon/AP/dpa/picture alliance
الانسحاب من معاهدات وهيئات دولية
مباشرة بعد بدء فترته الرئاسية، سحب ترامب بلاده من منظمة الصحة العالمية التي سبق أن وجه لها انتقادات كبيرة بسبب طريقة مواجهتها لفيروس كورونا، وأعلن عن عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إصدارها أمر قبض على نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت، كما انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، بسبب رفضه انخراط بلاده في سياسة خفض الغازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ.
صورة من: Thomas Müller/dpa/picture alliance
العفو عن مثيري الشغب في الكونغرس
كما قام ترامب بالعفو عن مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في مطلع العام 2021 احتجاجا على عدم انتخابه، كما أقر الرئيس الأمريكي تخفيضات هائلة في ميزانية المساعدات الخارجية، بذريعة مكافحة الهدر والبرامج التي تعزز التنوع والمساواة والشمول، ومن ذلك وقف المساعدات الموجهة إلى بلدان فقيرة كاليمن وأفغانستان.
صورة من: Roberto Schmidt/AFP/Getty Images
مناهضة الأقليات الجنسية
خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بـ”وضع حدّ لـ”جنون التحوّل الجنسي”. وأعلن في حفل تنصيبه أنه “اعتبارا من هذا اليوم ستكون السياسة الرسميّة لحكومة الولايات المتحدة الاعتراف بوجود جنسَين فقط؛ الذكر والأنثى”. ووقّع لاحقا أوامر تنفيذيّة تمنع المتحوّلين جنسيا من الخدمة في الجيش أو ممارسة الرياضات النسائيّة.
صورة من: Andrew Caballero-Reynolds/AFP
مواجهة داعمي الفلسطينيين
دخلت إدارة ترامب في نزاع مع بعض الجامعات الكبري مثل هارفارد موجهة اتهامات لها بالتساهل مع “معاداة السامية” لسماحها بإقامة تظاهرات في الأحرام الجامعية، تنتقد إسرائيل على خلفية حرب غزة، وبدأت إجراءات ترحيل طلبة فلسطينيين أو مؤيدين للفلسطينيين للتهم ذاتها، وتعد قضية محمود خليل ومحسن مهداوي من أبرز هذه القضايا، إذ استندت واشطنن على بند قانوني غامض يتيح ترحيل من “يهددون السياسة الخارجية الأمريكية”.
صورة من: Ben Curtis/AP/dpa/picture alliance
تقليض حجم القطاع الحكومي
أوكل ترامب لصديقه الميلياردير إيلون ماسك الإشراف على هيئة مستحدثة مهمتها خفض التكاليف الفدرالية وتقليص حجم القطاع الحكومي. من أكبر ضحايا هذه السياسة كانت مؤسسات إعلامية كمؤسسة “صوت أمريكا” وشبكة “الشرق الأوسط للإرسال” التي سرحت جل موظفيها، ما أثار مخاوف كبيرة من استغلال روسيا والصين للوضع بحكم أن هذه المؤسسات موجهة للخارج.
يهتم مركز القلم بمستقبل العالم الإسلامي و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم على الكلمة وتفاصيل مواردها ومراد الله تعالى منها في كل موضع بكتاب الله في أول عمل فريد لن يتكرر مرة أخرى .