ويكي شيعة :




الإمام الخامس عند الشيعة | |
الكنية | أبو جعفر |
---|---|
تاريخ الميلاد | 1 رجب سنة 57هـ |
تاريخ الوفاة | 7 ذي الحجة، سنة 114 هـ |
مكان الميلاد | المدينة |
مكان الدفن | البقيع – المدينة |
مدة إمامته | 19 عاماً |
مدة حياته | 57 سنة |
الأب | الإمام السجاد |
الأم | فاطمة |
الأولاد | جعفر، عبدالله، ابراهيم، عبيدالله، علي، زينب، ام سلمه |
المعصومون الأربعة عشر | |
النبي محمد · الإمام علي · السيدة الزهراء . الإمام الحسن المجتبي · الإمام الحسين · الإمام السجاد · الإمام الباقر · الإمام الصادق · الإمام الكاظم · الإمام الرضا · الإمام الجواد · الإمام الهادي · الإمام الحسن العسكري · المهدي المنتظر |
يعتبر الإمام الباقر المؤسس للثورة العلمية الشيعية الكبرى التي بلغت ذروتها في زمن ولده الإمام الصادق
، وقد روي عنه
روايات كثيرة في مجالات شتي كالفقه، والتوحيد، والسنة النبوية، والقرآن، والأخلاق، وقد بلغ عدد ما روى عنه محمد بن مسلم 30 ألف حديث، كما روى عنه جابر بن يزيد الجعفي 70 ألف حديث. فبدأت المعتقدات الشيعية تتبلور في فترة إمامته، وذلك في مختلف الفروع. وقالوا بأن عدد أصحابه وتلامذته يصل 462 شخصا.
وقد ألّفت كتبا عديدة حول الامام الباقر، منها مسند الإمام الباقر
من تأليف عزيز الله العطاردي.
هويته الشخصية


ومن ألقابه الشاكر والهادي وأشهرها الباقر، وقد أشار النبیّ إلى هذا اللقب قائلاً: يبقر العلم بقراً.[٢]
كنيته المعروفة أبو جعفر،[٣] وهي الكنية التي يذكر بها عادة في المصادر الروائية.
عن الباقر
:
قتل جدي الحسين ولي أربع سنين، وإني لأذكر مقتله، وما نالنا في ذلك الوقت.
اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 320.
ولادته
ولد الإمام الباقر في المدينة في يوم الجمعة الموافق للأول من رجب سنة 57 هـ، وذهب البعض إلى أنّ ولادته كانت في الثالث من صفر من نفس السنة.[٤]
سمّاه جده رسول الله بمحمد، ولقّبه بالباقر قبل أن يولد بعشرات السنين، ورواية جابر بن عبد الله الأنصاري وغيرها من الروايات تشير إلى هذه الحقيقة.[٥]
استشهاده
ارتحل الإمام الباقر في اليوم السابع من شهر ذي الحجّة سنة 114 هـ.[٦] وقيل 117 هـ[٧] وهناك آراء أخرى عن سنة وفاته وشهادته تختلف في مظانها، وقد دفن في المدينة المنورة في مقبرة البقيع.[٨]
وقد اختلف المؤرخون في مَن باشر قتل الإمام أو ساهم فيه، فبعض المصادر ترى أن شهادته كانت على يد هشام بن عبد الملك نفسه.[٩] والبعض الآخر يرى أن إبراهيم بن الوليد هو المسؤول عن سمّ الإمام.[١٠] والبعض الآخر يرى أنّ زيد بن الحسن الذي كان يكنّ للإمام حقداً دفيناً هو الذي قام بهذه المؤامرة.[١١] وعلى كل حال، فإنّ شهادة الإمام الباقر كانت في فترة خلافة هشام بن عبد الملك؛[١٢] لأنّ خلافته استمرّت من سنة 105 إلى سنة 125 هـ، ولا تتجاوز آخر سنة ذكرها المؤرخون في بيان وفاة الإمام الباقر سنة 118 هـ. ومع اختلاف النصوص بحسب الظاهر في تحديد المسؤول عن شهادته، لا يبعد أن تكون كلها صحيحة، إذ قد تكون هناك أيادٍ متعددة شاركت في قتل الإمام الباقر حيث تشير كل رواية إلى واحد منهم.
دُفن الإمام الباقر في البقيع إلى جوار مرقد أبيه الإمام السجاد وعمّه الإمام الحسن بن علي
.[١٣]
زوجاته وأولاده
ذكرت المصادر التاريخية أن من زوجاته أم فروة وهي التي أنجبت الإمام الصادق، وله زوجة أخرى باسم أم حكيم بنت أسيد الثقفي التي أنجبت له ولدين، وزوجته الثالثة أم ولد أنجبت له ثلاثة أولاد.[١٤]
للإمام الباقر سبعة أبناء خمسة ذكور وبنتان، وهم:
- جعفر وعبد الله وأمهم أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر .
- إبراهيم وعبيد الله وأمهم أم حكيم بنت أسيد الثقفي، وقد توفيا صغيرين.
- علي وزينب وأم سلمة وأمهم أم ولد.[١٥]
حضوره في كربلاء
لقد قضى الإمام طفولته في المدينة في أحضان والده وجدّه لمدة أربع سنين. وقد شهد واقعة عاشوراء في كربلاء حيث يشير الإمام نفسه في إحدى رواياته إلى هذا المعنى بقوله: «قتل جدي الحسين ولي أربع سنين وإني لأذكر مقتله وما نالنا في ذلك الوقت».[١٦]
سلام النبي
علي الباقر
روي عن الإمام الباقر أنّه قال:
دخلت على جابر بن عبد الله رحمة الله عليه، فسلّمت عليه، فردّ عليّ السّلام، ثم قال لي: من أنت؟ وذلك بعد ما كفّ بصره؛
فقلت: محمد بن علي بن الحسين.
فقال: يا بني أدن مني، فدنوت منه، فقبّل يدي، ثم هوى إلى رجلي يقبّلها، فتنحّيت عنه.
ثم قال لي: إن رسول الله
يقرئك السلام.
فقلت: وعلى رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته، وكيف ذلك يا جابر؟
فقال: كنت معه ذات يوم، فقال لي: يا جابر لعلّك أن تبقى حتى تلقى رجلاً من ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين يهب الله له النور والحكمة، فأقرئه منّي السلام.
ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج54، ص276.
إمامته

دلائل إمامته
روى جابر بن عبد الله الأنصاري أنّه سأل رسول الله يوماً قائلاً: «يا رسول الله ومَن الأئمةُ من ولد علي بن أبي طالب
قال: “الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيّد العابدين في زمانه علي بن الحسين
، ثم الباقر محمد بن علي
وستدركه يا جابر….”[١٧]
وقد وجّه الإمام السجاد مراراً أنظار الناس نحو الإمام الباقر
؛ ليبين لهم أنّه هو الإمام من بعده، فقد روى ولده عمر بن علي قال: “كان والدي يردد لقب الباقر، فقلت له: يا أبت! ولم سميته الباقر؟ قال: فتبسّم. وما رأيته تبسم قبل ذلك… ثم قال: يا بني إن الإمامة في ولده إلى أن يقوم قائمنا
فيملأها قسطاً وعدلاً وإنه الإمام أبو الأئمة.“[١٨]
وأورد الشيخ المفيد في الإرشاد ما يشير إلى إمامته بقوله: «وكان الباقر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين من بين إخوته خليفة أبيه علي بن الحسين ووصيه والقائم بالإمامة من بعده، وبرز على جماعتهم بالفضل في العلم والزهد والسؤدد، وكان أنبههم ذكراً وأجلهم في العامة والخاصة وأعظمهم قدراً، ولم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين من علم الدين والآثار والسنة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر
، وروى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين وصار بالفضل به علَماً لأهله تضرب به الأمثال وتسير بوصفه الآثار والأشعار».[١٩]
الخلفاء المعاصرون
لقد عاصر في مدة إمامته خمسة من خلفاء بني أمية، وهم:
1. الوليد بن عبد الملك (86 – 96)
2. سليمان بن عبد الملك (96 – 99)
3. عمر بن عبد العزيز (99 – 101)
4. يزيد بن عبد الملك (101 – 105)
5. هشام بن عبد الملك (105 – 125).
وقد تميّز كل الخلفاء – ما عدا عمر بن عبد العزيز – بظلمهم لجميع المسلمين وخاصة الشيعة منهم.
الثورة العلمية




لقد كان ديدن العلماء الوقوف بتواضع وخضوع قلّ نظيره حين طلبهم العلم والتتلمذ عند الإمام الباقر، فعن عبد الله بن عطاء المكي قال: “ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين
، وقد رأيت الحكم بن عيينة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلّمه.“[٢٣]
لم تكن شهرة الإمام الباقر العلمية مقتصرة على أهل الحجاز، بل عمّت العراق وخراسان بشكل واسع، حيث يقول الراوي: رأيت أهل خراسان التفّوا حوله حلقات يسألونه عمّا أشكل عليهم.[٢٤]
ونُشير تباعاً وباختصار إلى ميراث الإمام العلمي في الفروع المختلفة:
التفسير
لقد خصّص الإمام الباقر جانباً كبيراً من وقته لتفسير القرآن، حيث تناول فيه جميع شؤونه، وقد أخذ عنه علماء التفسير – على اختلاف آرائهم وميولهم – الشيء الكثير- وقد قيل أن للإمام الباقر كتاباً في تفسير القرآن ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتابه الفهرست.[٢٥]
وقد حصر الإمام أبو جعفر معرفة الكتاب العزيز بـأهل البيت
، فهُم الذين يعرفون محكمه ومتشابهه والناسخ من المنسوخ، وقد أشار إلى هذا المعنى بقوله: «إنّه ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، الآية يكون أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل ينصرف إلى وجوه».[٢٦]
الحديث
لقد أولى الإمام أبو جعفر المزيد من اهتمامه للحديث الوارد عن جدّه رسول الله
وعن آبائه الأئمة الطيبين، وقد روى عنه جابر بن يزيد الجعفي سبعين ألف حديث، وأبان بن تغلب مجموعة كبيرة، كما روى عنه غيرهما من أعلام أصحابه طائفة كبيرة من الأخبار.
والشيء المهم أنّ الإمام أبا جعفر قد اهتمّ بفهم الحديث والوقوف على معطياته، وقد جعل المقياس في فضل الراوي هو فهمه للحديث ومعرفة مضامينه، فمثلاً يُروى عنه قوله: «اعرف منازل الشيعة على قدر رواياتهم ومعرفتهم، فإنّ المعرفة هي الدراية للرواية، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان».[٢٧]
علم الكلام
إنّ عصر الإمام الباقر نظراً إلى إتاحة الفرصة بسبب قلة سيطرة السلطة الحاكمة وفّر الفرصة، وأتاح المجال لظهور عقائد وأفكار مختلفة مما أدّى إلى إيجاد وانتشار أفكار منحرفة في المجتمع، فكان على الإمام في هذه الظروف بيان عقائد الشيعة الأصيلة ومجابهة العقائد الباطلة والردّ على الشّبهات المطروحة. وعليه كانت بحوث الإمام الكلامية التي كان يطرحها ناظرة لهذه الأمور، منها: عجز العقول عن إدراك حقيقة الله،[٢٨] وأزلية واجب الوجوب،[٢٩] ووجوب طاعة الإمام.[٣٠]
وقد ترك لنا الإمام تراثاً كبيراً في مجالي الفقه[٣١] والتأريخ.[٣٢]
مناظرات الإمام
وكانت من جملة النشاطات العلمية للإمام الباقر هي مناظراته مع الكثير من العلماء والمفكرين بل ومع الزنادقة والمنحرفين وفي شتى المواضيع المختلفة، وكان منها:
- مناظرته (عليه السلام) مع أسقف النصارى
- مناظرته (عليه السلام) مع الحسن البصري
- مناظرته (عليه السلام) مع قتادة بن دعامة
- مناظرته (عليه السلام) مع هشام بن عبد الملك
- مناظرته (عليه السلام) مع محمد بن المنكدر
- مناظراته (عليه السلام) مع نافع بن الأزرق
- مناظرته (عليه السلام) مع عبد الله بن معمّر الليثي
- مناظرته (عليه السلام) مع قتادة بن دعامة.
تصدي الإمام للإسرائيليات
من الفئات التي كانت موجودة آنذاك في المجتمع الإسلامي وكان لها تأثير عميق في ثقافة المجتمع ذلك الوقت هم اليهود، فقد انتشر في المجتمع الإسلامي آنذاك مجموعة من أحبار اليهود الذين تظاهروا باعتناق الإسلام ومجموعة أخرى لازالوا على الديانة اليهودية، وقد تصدّوا للمرجعية العلمية لطبقة من بسطاء المجتمع الإسلامي.
ومن هنا برزت ضرورة الوقوف أمام اليهود وإيحاءاتهم في الثقافة الإسلامية السيئة، وتكذيب الأحاديث المجعولة من قِبلهم عن أنبياءالله وبعض ما ينقلوه مما يشوّه سمعة الأنبياء، وقد تصدّى الإمام لهم بقوة وبشكل جيّد يكشف عن تعالي الإسلام وهيمنة الفكر الإسلامي على مثل هؤلاء المنحرفين ومع تلك الفرق الضالة. وقد أشار زرارة إلى هذه القضية بقوله:
-
- كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر
، وهو محتبٍ مستقبل القبلة، فقال: أما إن النظر إليها عبادة. فجاءه رجل من بجيلة، يقال له عاصم بن عمر، فقال لأبي جعفر: إنّ كعب الأحبار كان يقول: إنّ الكعبة تسجد لـبيت المقدس في كل غداة.
- كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر
- فقال له أبو جعفر: فما تقول فيما قال كعب؟
- قال: صدق القول ما قال كعب.
- فقال له أبو جعفر: كذبت، وكذب كعب الأحبار معك، وغضب …
أصحابه وتلامذته

ومع ذلك لا ينبغي الاعتقاد بأنّ الإمام الباقر كان في مأمن ومعزل عن المضايقات والمزاحمات التي أوجدتها الحكومات آنذاك ضد أهل البيت، فممّا لا شك فيه إنّ الجوّ الحاكم على حياة الإمام الباقر
آنذاك كان جوّ تقية بشكل شديد؛ وذلك لأنّ عدم الالتزام بالتقية مطلقاً – وفي هذا الجو الخاص الذي كان حاكماً على المجتمع بسبب الحكومات الفاسدة – بمثابة رفع اليد عن النشاطات العلمية والابتعاد عن نشر المعارف الأصولية للدين.
إنّ الظروف المرحلية للإمام الباقر والإمام الصادق وفّرت لهما مجالاً لم يتوفّر لسائر الأئمة، وهذه الظروف المناسبة كانت بسبب ضعف أساس الحكومة الأموية، فالاضطرابات الداخلية للنظام السياسي في ذلك العصر لم يسمح للحكام أن يضيّقوا على آل الرسول كما كان يفعله الحكّام السابقون، وهذه الأرضية المناسبة أدّت إلى أن ينشر الإمام الباقر والإمام الصادق أكثر آراءهم الفقهية والتفسيرية والأخلاقية في كتبهم الفقهية والروائية.
ولهذا استطاع فرد كـمحمد بن مسلم أن يروي عن الإمام الباقر 30000 حديث،[٣٤] وجابر الجعفي 70000 حديث.[٣٥]
ويعتقد علماء الشيعة أنّ أفقه الفقهاء في صدر الإسلام ستة أشخاص وكلّهم من أصحاب الإمامين الباقر والصادق، وهم: زرارة بن أعين، ومعروف بن خربوذ المكي، وأبو بصير الأسدي، وفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي وبريد بن معاوية العجلي.[٣٦]
ذكر الشيخ الطوسي، في كتابه الرجال أن أصحاب وتلاميذ الإمام الباقر الذين كانوا يروون الحديث عنه بلغوا 462 رجلاً وامرأتين.
كما اتفق المسلمون السنة والإمامية على توثيق بعض أصحاب وتلاميذ الإمام الباقر، وإن كان بعضهم لم يدخل في دائرة رجال أهل السنة الحديثية، ولم ينقل عنه الحديث بسبب توجهاتهم الشيعية العميقة، إلاّ أنّهم كانوا مورد وثاقة عند الشيعة الإمامية فحسب.
ويكي شيعة