Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

باكستان ترفع مستوى علاقاتها مع طالبان؛ تخوف من الهند أم إماطة اللثام عن لعبة خفية؟

شفقنا :
أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخار جية الباكستاني محمد إسحاق دار أن بلاده رفعت مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع طالبان من القائم بالأعمال إلى سفير.

وقال إسحاق دار أنه واثق من أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز التعاطي وتعميق التعاون بين باكستان وأفغانستان في المجالات الاقتصادية والأمنية والتجارية والتعاون المتبادل وكذلك النهوض بحجم التبادل بين البلدين.

وأضاف أن العلاقات بين باكستان وطالبان، أخذت بعد زيارته إلى كابل في 19 نيسان/ابريل الماضي تسير “باتجاه إيجابي” وأن القرار برفع مستوى العلاقات الدبلوماسية، اتُخذ لحفظ هذا المسار.

أما وزارة خارجية طالبان فقد رحبت بقرار اسلام اباد برفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجماعة التي أعادت سيطرتها على أفغانستان عام 2021.

وأضافت أن طالبان وفي خطوة مماثلة، ترفع القائم باعمالها في اسلام اباد إلى مستوى سفير.

وتابعت وزارة خارجية طالبان أن تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين أفغانستان الخاضعة لهذه الجماعة مع باكستان، يمهد لتوسيع التعاون بين البلدين في الكثير من المجالات.

 

هل هو تخوف من نفوذ الهند؟

وتم رفع مستوى العلاقات بين طالبان وباكستان فيما بلغ التصعيد بين باكستان والهند ذروته على الأقل خلال العقدين الأخيرين.

وتم إقرار وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بعد جولة من التراشق الصاروخي وهجمات بالمسيرات بينهما أخيرا في كشمير، بيد أن الطرفين ما يزالان يتبادلان الاتهامات بدعم الإرهاب ولم تبدأ بعد المحادثات بينهما لمعالجة التوترات.

وفي ظل هذه الظروف، فان المراقبين يذهبون إلى أن باكستان تبدو متوجسة من نفوذ الهند لدى طالبان.

وبعد خوضها الاشتباكات الأخيرة مع باكستان، أبدت الهند بشكل واضح حرصها على المزيد من التواصل مع جماعة طالبان، وأحد مؤشراته الجادة هو الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير خارجية الهند سوبرامانیام جایشانکار مع وزير خارجية طالبان بالإنابة أمير خان متقي.

وفي هكذا مناخ، تكون باكستان قد شعرت على الأرجح أنها إن تأخرت في التصرف، فان نفوذ الهند لدى طالبان سيتوسع نطاقه ما يهدد بالتالي مصالح اسلام اباد.

ولهذا السبب، وقبل أن يرتفع صوت ارتقاء مستوى العلاقات الدبلوماسية من كابل، وتنتشر موجة من البهجة والفرح بين جماعة طالبان، ارتفع هذا الصوت من اسلام اباد بالذات، ويبدو أن الأخيرة مرتاحة للنهوض بعلاقاتها مع طالبان، لا باعتبارها نظام حكم غير شرعي ومعزول ومنغمس في الأزمات.

 

الكشف عن لعبة خفية؟

ويرى مراقبون أن أحد السيناريوهات الأخرى فيما يخص ارتقاء مستوى العلاقات الدبلوماسية بين طالبان وباكستان في هكذا وقت حساس، يمكن أن يتمثل في الكشف عن لعبة مزودجة وخفية بين الطرفين.

واتسمت العلاقات بين أفغانستان وباكستان بعد عودة طالبان إلى الحكم ثانية، بالتصعيد واندلعت اشتباكات حدودية عديدة بينهما.

ويمكن الان إثارة احتمال أن يكون هذا التصعيد قد شكلّ غطاء لتحييد الاتهام القاضي بان طالبان كانت صنيعة باكستان في أفغانستان، وأن يضيع ذلك بين أتربة التراشق الناري وإغلاق المعابر الحدودية.

والان حيث يمرّ زمن أطول وشهد الرأي العام مرارا التصعيد بين طالبان واسلام اباد، فقد قرر الطرفان مواصلة علاقاتهما الثنائية وهذه المرة في هيئة علاقات دبلوماسية.

ويقول معارضو طالبان، أن هذه الجماعة صُنعت وأُنتجت في باكستان وبتمويل أمريكي، واستُخدمت ودُعمت لأكثر من عشرين عاما  ضد الشعب الأفغاني؛ الواقع الذي أقره وزير الدفاع الباكستاني نفسه.