القاهرة – “رأي اليوم” :
ماذا وراء قانون الإيجار القديم؟ ومن الذي يقف وراءه؟ وهل الهدف فعلا المصلحة العامة؟
أسئلة باتت مطروحة في الساعات الأخيرة، فما قصة هذا القانون؟ وكيف كانت ردود الأفعال؟
بدأت القصة في نوفمبر 2024؛ حين أصدرت المحكمة الدستورية العليا في مصر حكمًا تاريخيا، قضت فيه بعدم دستورية الفقرة الأولى من المادتين الأولى والثانية من قانون الإيجارات القديم الصادر في 1981، وهو الأمر الذي أعاد الملف إلى الصدارة وتسبب في معركة حامية الوطيس بين المرحبين بالقانون والرافضين له.
قانون الإيجار القديم يثير جدلًا في مصر..
– مستأجر: القانون هيدمر حياتنا.
– مالك عقار: الساكن بيدفع 5 جنيهات وجاره يدفع 50 ألف. pic.twitter.com/He4uX5W2Jg— أخبار القضاء (@judiciary_news) May 10, 2025
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الحكومي الأسبوعي أمس الأربعاء: «لا ننحاز لطرف ضد الآخر، وحريصون على التوازن بين الشق القانوني ومراعاة الظروف الاجتماعية للمستهلكين».
وأوضح مدبولي خلال المؤتمر الصحفي: «أود التأكيد هنا أن الحكومة فتحت هذا الملف بناء على حُكم المحكمة الدستورية، وسعت إلى وضع إطار يحقق التوازن بين شق قانوني يكفل صيانة وحماية الملكية الخاصة للملاك، وفي نفس الوقت مراعاة البعد الاجتماعي للمستأجرين، وبمنتهى الشفافية نحن نتعرض لملف شديد التعقيد ترجع قوانينه إلى أكثر من 60 سنة ماضية».
وعن موقف الحكومة و البرلمان ومناقشات القانون وإمكان تراجعها عن مشروع القانون، قال مدبولي:
“سنأخذ نتائج مناقشات البرلمان ونتعامل معها بمرونة”.
نظم معهد الشرق الأوسط للسياسات العامة، ويبينار لمناقشة قانون الإيجار القديم في مصر، وطرح خلاله الدكتور ولاء بكري @Walaa_Bakry مجموعة من المقترحات المهمة للإصلاح. pic.twitter.com/6HW2W70ATb
— Institute of Middle East for Public Policy (@imepp_info) May 28, 2025
كلام مدبولي أبقى الباب مواربا، ولم يحسم الجدل الدائر، فكيف كانت الردود؟
السياسي سيد مشرف كان من الناقمين على إثارة هذا الملف الآن، مؤكدا أنه ليس من قبيل المصادفة أن يُعاد تحريك ملف “الإيجار القديم” في هذا التوقيت بالذات، مشيرا إلى أنه حين تعصف الأزمات بمصر وبالمنطقة من كل جانب، تُفتح فجأة واحدة من أقدم القضايا الاجتماعية وأكثرها حساسية وتعقيدًا، في وقت نحن فيه أحوج إلى لمّ الشمل لا تمزيقه.
#رئيس_وزراء_مصر
تحدث عن مستجدات مناقشة تعديل #قانون_الإيجار_القديم
توجيهات من الرئيس #السيسي
بمراعاة التوازن بحقوق الفئات المختلفة
.اللي قاعد ايجار قديم سكن مدة خروجه هتزيد عن 5سنوات
ايجار سكن ومش ساكن فيه حوله تجاري هيخرج بعد 5سنوات
.الايجار يختلف حسب مستوي المكان#sohafpic.twitter.com/Ch8JObsxWE
— ร๏ђค Єlรเรเ (@soha_elsisi777) May 28, 2025
ويضيف أن الحقيقة المؤلمة أن ما يجري ليس مجرد خلاف قانوني بين مالك ومستأجر، بل هو إعادة تشكيل العلاقة بين فئات الشعب، بطريقة تخلق خصومة حادة، وانقسامًا داخليا.. وكأن هناك من يريدنا أن نتصارع، لا أن نتفاهم.
ويحذر من أن هناك من يُتقن زرع الفتن باحتراف: يصنع “أزمة” تبدو قانونية، لكنها في جوهرها نار تحت الرماد، وقودها مشاعر متراكمة منذ عشرات السنين.
ويتابع متسائلا: “فهل من المعقول أن يكون تحريك هذا الملف صدفة؟ في ظل أعباء اقتصادية خانقة؟ وتحديات أمنية وسياسية غير مسبوقة ونيران مشتعلة من جهات مصر الاستراتيجية الأربع؟”.
ويخلص إلى أن الموضوع أكبر بكثير من مجرد قانون، لافتا إلى أن الأخطر أن البعض يظن أن الأمر بيد المحكمة الدستورية فقط، متناسيا أن الدستور خوّل لرئيس الجمهورية – بصفته الحكم بين السلطات – أن يتخذ ما يراه مناسبًا من قرارات أو توجيهات إذا اقتضت المصلحة الوطنية.
مفاجأة جديدة في قانون.. المستشار بهاء أبو شقة وكيل أول مجلس الشيوخ يكشف معنى جديد لقانون الايجار القديم
برنامج #يحدث_في_مصر يعرض الآن على #MBCMASR
من الثلاثاء إلى الخميس الساعة 10مساء بتوقيت القاهرة مجاناً على Shahidhttps://t.co/N6dRTWyxjx pic.twitter.com/XHpUoa4vgj— يحدث في مصر (@YahdothFiMasr) May 15, 2025
ويختتم مطالبا بوقف هذا الملف أو تأجيله أو تجميده إلى حين، وعدم الحسم فيه برأي في هذا التوقيت الحرج حتي تنفرج ازمة غزة وتنطفئ النيران المشتعلة من حولنا.
على الجانب الآخر يثني الكاتب د. أسامة الغزالي حرب على ما ذكره المهندس طارق النبراوى نقيب المهندسين، فى جلسة المجلس، مؤيدا بشدة رفضه الإخلاء فى مشروع تعديل قانون الإيجار القديم، وتأكيده أن «الحوارالمجتمعى» هو
الحل.
ويضيف “حرب” أنه لابد من حوارمجتمعي، تتوافر له مقومات الجدية والفاعلية، من حسن ودقة تمثيل كل الأطراف: (الملاك والمستأجرين، القدامى منهم والمحدثين، وأجهزة الدولة المعنية..إلخ) وتوفير تغطية إعلامية ملائمة له، على نحو يسهل للمواطنين متابعته.
بين المالك والمستأجر.. قانون الإيجار الجديد يثير الجدل مجددًا في #مصر#قناة_الغد pic.twitter.com/VhHGUdEAcZ
— قناة الغد (@AlGhadTV) May 10, 2025
ويختتم معربا عن أمله ألا يتأجل حسم قضية الإيجارات القديمة مجددا، لافتا إلى أن خسائر هذا التأجيل سوف يزداد تراكمها، ولكن تجنب ذلك كله ممكن وسهل تماما فقط إذا توافرت الإرادة والجدية.
من جهته يرى السفير محمد مرسي أن الكل يخشي غضب وثورة المستأجرين.
ويضيف: “ألا يوجد من يخشي غضب الله لانتهاك حرماته وشريعته ، وغضب الملاك كذلك وهم يفوقون المستأجرين عدداً وبؤساً؟”.
ويضيف أن فتنة الإيجارات التى أشعلها قانون الحكومة لتشريد المستأجرين بدأت ، حيث لقى شاب مصرعه فى حلوان بعد تمزيق جسده على يد الملاك لدفاعه عن جدته العجوز التى تسكن فى حجرة على السطوح .
ويضيف أن مالكا أشعل حريقا فى أعلى العقار لإجبار السكان على اخلائه.
مفاجأة جديدة في قانون.. المستشار بهاء أبو شقة وكيل أول مجلس الشيوخ يكشف معنى جديد لقانون الايجار القديم
برنامج #يحدث_في_مصر يعرض الآن على #MBCMASR
من الثلاثاء إلى الخميس الساعة 10مساء بتوقيت القاهرة مجاناً على Shahidhttps://t.co/StD4kGX5VV pic.twitter.com/AjnRfnFgaV— MBC مصر (@mbcmasr) May 15, 2025
ويختتم مؤكدا أن هؤلاء هم رعايا الحكومة الذين تشردهم بعد أن أفقرتهم وأشعلت بينهم نار الفتنة.
في ذات السياق قال الدكتور أسامة عبدالحي، نقيب الأطباء، إن نقابة الأطباء تعترض على بنود مشروع قانون الإيجار القديم الخاصة بفسخ العقود للعيادات والمقار الطبية، مشيرًا إلى أن ذلك يُشكّل كارثة حقيقية على القطاع الطبي في مصر، موضحًا أن النقابة لا تعارض الوصول إلى إيجار عادل للوحدات والعيادات، وهي مع تحقيق علاقة متوازنة بين المالك والمستأجر، تضمن حقوق الطرفين بشكل منصف.
وأضاف في تصريحات إعلامية أن حكم المحكمة الدستورية العليا بشأن الإيجار القديم كان يخص الوحدات السكنية، وليس العيادات أو الاستخدام المهني، مؤكدًا أن الحكم استند إلى تثبيت القيمة الإيجارية لفترة طويلة تجاوزت الأربعين عامًا، وهو ما لا ينطبق على الوحدات الطبية.
نقيب الأطباء يكشف لـ يحدث في مصر أسباب اعتراض نقابة الأطباء على تعديلات قانون الإيجار القديم :”احنا مع زيادة الإيجار دون فسخ”
برنامج #يحدث_في_مصر يعرض الآن على #MBCMASR
الثلاثاء – الخميس الساعة 10:00 مساءً بتوقيت القاهرة
مجاناً على شاهدhttps://t.co/wFYwIT82nD pic.twitter.com/BAfYSURQYk
— يحدث في مصر (@YahdothFiMasr) May 27, 2025
ولفت إلى أن هناك فارقًا جوهريًا بين الإيجار السكني والمهني، مؤكدا أن أجر عيادات الأطباء والصيدليات يرتفع سنويا بالفعل، على عكس الوحدات السكنية التي بقيت على قيمة ثابتة، مشددًا على أن أخطر ما في مشروع القانون هو النص على فسخ العقود للعيادات والصيدليات بعد مرور خمس سنوات.
وحذر من أن هذا القرار كارثي، وسيؤدي إلى أضرار جسيمة.
السؤال الذي فرض نفسه: هل يتدخل الرئيس لوأد الفتنة التي بدأت تطل برأسها وتهدد الجميع؟ وما هو الحل الناجع؟
لو البرلمان اقر قانون الأيجار القديم و بند الخمس سنوات وطرد المستاجر بعدها(واغلبهم مسنين) ،
هتبقي اسوأ ختام لأسوأ حقبه زمنيه
(علي المصريين) في تاريخ مصر .—
THEEGYPTIANIST
(@THEEGYPTIANIST1) May 28, 2025