راي اليوم :
بروكسل ـ أمستردام: حذّرت المنظمة الطبية أطباء بلا حدود اليوم من أن النساء والفتيات بإقليم دارفور في السودان معرضات لخطر العنف الجنسي بشكل شبه مستمر. ولا يزال من الصعب تحديد الحجم الحقيقي لهذه الأزمة، فالخدمات لا تزال محدودة ويواجه الناس عوائق في طلب العلاج أو التحدث عن محنتهم. إلا أن جميع الناجيات اللواتي تحدثن مع فرق أطباء بلا حدود في دارفور وعبر الحدود في تشاد روين قصصًا مرعبة قائمة على العنف الوحشي والاغتصاب. وفيما يتعرض الرجال والفتيان كذلك للخطر، فإن حجم المعاناة يفوق الوصف.
تقول منسقة الطوارئ في أطباء بلا حدود، كلير سان فيليبو، “لا تشعر النساء والفتيات بالأمان في أي مكان. فهن يتعرضن للاعتداء في منازلهن، أو خلال الفرار من العنف، أو عند الحصول على الطعام، أو جمع الحطب، أو العمل في الحقول. يخبرننا أنهن يشعرن بأنهن محاصرات. هذه الهجمات شنيعة ووحشية، وغالبًا ما يتورط فيها جناة عدة. يجب وضع حد لهذا. فالعنف الجنسي ليس نتيجة طبيعية أو حتمية للحرب، بل يمكن أن يشكل جريمة حرب وشكلًا من أشكال التعذيب وجريمة ضد الإنسانية. وعلى الأطراف المتحاربة محاسبة مقاتليها وحماية الناس من هذا العنف المقزز. ويجب توسيع نطاق الخدمات المقدمة للناجيات على الفور، حتى يتسنى لهن الحصول على العلاج الطبي والرعاية النفسية التي تشتد حاجتهن إليها”.
أصبح العنف الجنسي منتشرًا على نطاق واسع في دارفور إلى درجة مرعبة جعلت الكثير من الناس يعتبرونه قدرًا لا مفر منه. قالت امرأة تبلغ من العمر 27 عامًا لفريق أطباء بلا حدود في غرب دارفور، “يأتي بعض الأشخاص ليلًا لاغتصاب النساء وأخذ كل شيء، بما في ذلك الحيوانات. سمعتُ بعض النساء وهن يُغتصبن ليلًا. أما الرجال، فكانوا يختبئون في المراحيض أو في بعض الغرف التي يمكنهم إغلاقها، مثل زوجي وإخوتي، وإلا لقُتلوا. فالنساء لم يختبئن لأن مصيرنا اقتصر على الضرب والاغتصاب، أما الرجال فكانوا يُقتلون”.
يتعرض الناس للاغتصاب والضرب ضمن سياقات تتجاوز الهجمات على القرى والبلدات أو رحلات الهروب إلى بر الأمان. فالمساعدات الإنسانية المحدودة تجبر الناس على المخاطرة للبقاء على قيد الحياة: يقطع الناس مسافات طويلة سيرًا على الأقدام لتلبية احتياجاتهم الأساسية ويعملون في أماكن خطرة. ويقرر آخرون عدم المخاطرة، لكنهم ينقطعون عن مصادر دخلهم، ما يحدّ من إمكانية حصولهم على الماء والغذاء والرعاية الصحية. وهذا ليس بضمانة للسلامة، فالناس يُهاجمون حتى في بيوتهم.
قدمت أطباء بلا حدود الرعاية إلى 659 ناجيةً وناجيًا من العنف الجنسي في جنوب دارفور بين يناير/كانون الثاني 2024 ومارس/آذار 2025
-
أفاد 86 في المئة أنهم تعرضوا للاغتصاب
-
تمثل النساء والفتيات 94 في المئة من الناجين
-
أفاد 56 في المئة أن المعتدي شخص غير مدني (أي أحد أفراد الجيش أو الشرطة أو قوات الأمن الأخرى أو الجماعات المسلحة غير الحكومية)
أفاد 55 في المئة بأنهم واجهوا عنفًا جسديًا إضافيًا أثناء الاعتداء
-
تعرّض 34 في المئة للعنف الجنسي أثناء العمل في الحقول أو التوجه إليها
-
31 في المئة أصغر من 18 عامًا، و29 في المئة في سن المراهقة (بين عشرة و19 عامًا)، وسبعة في المئة أصغر من عشرة أعوام، و2.6 في المئة أصغر من خمسة أعوام