YNP :
تدنوا فلسطين من خطر محدق يهدد مستقبل وجود قضيتها برمتها، فهل تنجح الجهود الامريكية – الصهيونية بإنهائها على طريقة الضم والالحاق وابعاد المقاومين؟
في غزة، حيث المقاومة الصلبة، يضع الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة اللمسات الأخيرة لجريمة الإبادة بالعصر الحديث، فالاحتلال بدأ تحشيد مزيد من القوات وقد استدعاء ما يوازي ربع سكان غزة من الجنود والضباط والمهمة كما حددها في اهداف عملية “عربات جدعون” احتلال الأرض وطرد البشر او قتلهم في القطاع، اما الدور الأمريكي فقد اقتصر على المراوغة دبلوماسيا بمفاوضات لا تسمن ولا تغني من جوع وتقمص دور انساني عبر المساعدات بغية دفع السكان طواعية للهجرة من غزة.
مع أن المبرر في غزة درء خطر حماس الا ان الاحتلال وسع حملته لتشمل أيضا القدس التي لم يطلق فيها حجر واحد والضفة الخاضعة كليا للاحتلال ، ففي القدس اعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية وضعها كاملة تحت سيادة الاحتلال الإسرائيلي بينما كان وزراء وسفراء امريكي يؤدون طقوس تلموديه بذكرى مسيرة الاعلام ويتحدثون عن انتهاء حل الدولتين وحق الاحتلال بفرض سيادته على كامل الأرض الام بفلسطين، كما تحدث بذلك السفير الأمريكي هاكابي.
اما في الضفة الغربية فقد قرر الاحتلال انشاء نحو 22 مستوطنة جديدة لينهي بذلك اخر صورة للدولة الفلسطينية او ما تبقى منها.
فعليا تؤكد المعطيات بأن ما الحملة على غزة لم تكن ردا على هجوم أكتوبر بل كانت مخططة قبل ان تخلطها المقاومة الفلسطينية بانتفاض السابع من أكتوبر ، فالاحتلال الذي يخوض الان حربا ضروس مع المقاومة والمجتمع الدولي وحتى داعميه في الغرب لم يخفي نيته فرض واقع جديد بإنهاء القضية الفلسطينية وقد صارح وزير خارجيته جدعون ساعر نظرائه في باريس ولندن ودول غربية أخرى بنية بلاده اعلان ضم الضفة بالتوازي مع تهجير سكان غزة وذلك لمواجهة ترتيبات غربية خجولة للاعتراف بدولة فلسطين . لكن يبقى الأهم في الأمر التحركات الامريكية الموازية سواء بإعادة توطين الفلسطينيين في دول عربية او تلك المتعلقة بطرد المقاومين من دول مجاورة لإسرائيل وابرزها لبنان حيث تضغط أمريكا لترحيل القيادات وسحب الأسلحة وكذا سوريا التي بدات فعليا ترحيل المقاومين خارجها.
كل تحركات الاحتلال والولايات المتحدة الان تشير إلى سعيهما فرض امر واقع في كافة المدن الفلسطينية وإبقاء أي اعلان بالاعتراف بدول فلسطين تقوده دول غربية حرة مجرد شعار فارغ تماما ..
قد يكون الشارع العربي والاسلامي اعتاد على مدى عقود من المواجهة ما يجري في الاراضي الفلسطينية لكن ما يدور حاليا يعد الاخطر في تاريخ فلسطين وينبئ بتوجهات لطمس كافة معالم فلسطين داخليا وخارجيا.
- 28 أيار 2025