Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

شيعة أفغانستان؛ صعوبة كسب لقمة العيش

شفقنا :
توسع الفقر والبطالة نطاقا في أفغانستان منذ أن أعادت جماعة طالبان سيطرتها على البلاد عام 2021؛ بيد أنهما يزدادان شدة ومرارة في المناطق التي يقطنها الشيعة.

وكانت المناطق الشيعية في أفغانستان تواجه على مرّ تاريخ البلاد، تمييزا ممنهجا وهادفا، ولهذا السبب تعيش في حرمان وفقر معمقين.

وتظهر تقارير الأمم المتحدة أن المناطق الشيعية في أفغانستان تعد من المناطق التي تضررت ضررا بالغا من جراء الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلاد، فضلا عن أن الجفاف المستمر، دمر اقتصادها القائم على الزراعة.

وإلى جانب ذلك فان السياسات التمييزية التي تمارسها طالبان تحول دون وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى هؤلاء الناس حتى.

وتحدثت الأمم المتحدة مرارا عن تدخل طالبان في عملية توزيع المساعدات الانسانية ونُشرت تقارير عديدة عن حجب طالبان المساعدات عن المناطق الشيعية وتحويلها إلى مناطق أخرى في أفغانستان.

وفي ظل هكذا واقع مرير، لا يجد العمال الشيعة الهزارة الذين يتحملون مسؤولية إعالة عوائهلهم، بُدا سوى ممارسة الأعمال والمهن الخطيرة في المناجم أو الهجرة والعمل في مجال البناء من دون ضمان اجتماعي وتطبيق قواعد السلامة والأمان.

 

الموت في مناجم الفحم الحجري

وعلى خلفية انتشار الفقر والبطالة في المناطق التي يقطنها الشيعة، اضطر الكثير من العمال الشيعة للعمل في مناجم الفحم الحجري في ظروف خطيرة وصعبة جدا.

ويعمل عدد من هؤلاء العمال في المناجم داخل أفغانستان وعدد آخر منهم في خارجها، بما في ذلك في باكستان وطاجيكستان وايران.

غير أن العمل في المناجم، كان مصحوبا دائما بأحداث أليمة، أدت إلى وفاة عدد منهم.

وفي أحدث حالة، لقي ثمانية من العمال الشيعة الهزارة من سكان ولاية دايكندي، مصرعهم على إثر انفجار الغاز في منجم للفحم الحجري بولاية “سغد” في طاجيكستان.

كما أن العمل في مناجم الفحم الحجري في أفغانستان، أودى بحياة العمال الشيعة العاملين فيها. على سبيل المثال، توفى رجل بالغ من العمر 60 عاما، على إثر انهيار منجم بمدينة دره صوف بولاية سمنغان.

ويؤدي عدم توفير أرباب العمل، مستلزمات وقواعد السلامة والأمان وغياب الرقابة من قبل سلطة طالبان، إلى وفاة هؤلاء العمال.

 

حوادث السقوط من المباني

كما يضطر العديد من العمال الشيعة، لمغادرة أفغانستان والعمل في البلدان المجاورة للعمل في مهن شاقة بسبب عدم توافر الأرضية لتلقيهم المهارات المهنية، لذلك فهم يعملون في الغالب في البناء وشق الصخور والأحجار ومصانع الطابوق.

ومع ذلك فان العمل في المهن والأعمال الشاقة والصعبة، لكسب لقمة العيش وإعالة الأسرة، يؤدي في بعض الحالات إلى وفاة هؤلاء العمال.

ونُشرت تقارير عديدة عن سقوط عدد من العمال الأفغان من المباني ووفاتهم.

إن العديد من العمال الأفغان الذي سقطوا من المباني وتوفوا، هم شبان متعلمون، اضطروا لمغادرة أفغانستان هربا من بطش طالبان.

والمثير للأسف هو أن المنظمات الدولية والدول الجارة والعالم لا يولون أهمية للوضع الصعب الذي يعاني منه الشيعة في أفغانستان. فيما لم يتخذ المجتمع الدولي، إجراء إزاء حجب طالبان المساعدات الانسانية عن المناطق الشيعية في أفغانستان.