Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

بين نارين نوويتين : صمت طالبان ورسائل مبطنة من السياسيين الأفغان

 شفقنا : 

أدى الاشتباك بين الهند وباكستان في كشمير إلى توتير الأوضاع بشدة في جنوب آسيا، ووضع القوتين النوويتين على حافة حرب شاملة.

وبحسب وكالة أنباء شفقنا قسم أفغانستان، فقد ردّت باكستان في نهاية المطاف الليلة الماضية على الهجمات التي شنّتها الهند مساء الثلاثاء، وذلك بعد عدة أيام من التقييم والمشاورات، حيث شنت هجومًا على جامو وكشمير الخاضعة لسيطرة الهند.

من جهتها، لم تلتزم الهند الصمت، بل ردّت بالصواريخ والطائرات المسيّرة، ليشتعل بذلك فتيل الحرب بين البلدين الجارين.

وقد أسفر تبادل إطلاق النار بين الجانبين في كل من كشمير الخاضعة للهند وكشمير الخاضعة لباكستان عن خسائر بشرية وأدى إلى تدمير العديد من المنازل.

القصة التي بدأت بهجوم على سياح في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند، تحولت الآن إلى حرب جدية قد تؤثر على الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها.

لكن ما هو موقف طالبان وباقي الجماعات والوجوه السياسية في أفغانستان تجاه هذا النزاع؟ من يقف على الحياد؟ من يؤيد باكستان ومن يعتبر الهند على حق؟

ما هو موقف طالبان؟

تصاعد التوتر بين الهند وباكستان تزامن مع تحسن العلاقات بين طالبان وباكستان بعد فترة من التوترات الجادة. وبدأ تحسن العلاقات بين الجانبين مع زيارة وزير خارجية باكستان، محمد إسحاق دار، إلى كابل، واستمرت من خلال الاتصالات الهاتفية المتواصلة.

وقد جاء الرد الباكستاني على الهجمات الهندية في الليلة التي كان فيها ممثلها الخاص في كابل يجري محادثات مع مسؤولي طالبان.

أما العلاقات بين طالبان والهند فقد شهدت تحسنًا بطيئًا خلال السنوات الثلاث الماضية، ولم تشهد الجانبان أي توتر كبير. ومع ذلك، لا تزال طالبان حتى الآن تتخذ موقفًا محايدًا، وقد امتنعت قيادات الحركة عن التصريحات التي قد تُفسَّر على أنها انحياز لأي طرف من أطراف النزاع.

وقد أصدرت وزارة خارجية طالبان حتى الآن بيانين بشأن التوتر بين الهند وباكستان؛ الأول بعد الهجوم على السياح، والثاني بعد الهجوم الهندي على باكستان.

في البيان الأول، أدانت الوزارة الهجوم على السياح في الهند، واعتبرت أن مثل هذه الحوادث تهدد أمن واستقرار المنطقة. أما في البيان الثاني، فلم تدن الهجوم الهندي على باكستان، بل أعربت عن قلقها من تصاعد التوتر بين البلدين. وقد أوصت الوزارة البلدين بحل خلافاتهما عبر الدبلوماسية والحوار والتفاهم.

لكن بعض مسؤولي طالبان غير الرسميين، مثل عبد السلام ضعيف، السفير السابق لطالبان في إسلام آباد خلال فترة حكمها الأولى، حذّر من زجّ البشتون في هذه الحرب.

وقد صرّح ضعيف أن البنجابيين في باكستان يسعون إلى إشراك البشتون في صراع مع الهندوس، داعيًا البشتون إلى عدم الانخداع وتجنب الدخول في حرب مع الهند.

وتظهر هذه المواقف أن طالبان، رغم عدم التصريح العلني، لا تشعر بالضيق من الهجوم الهندي على باكستان، بل تفضل أن تبقى باكستان تحت ضغط متزايد.

ما هو موقف باقي الساسة الأفغان؟

غالبية الأحزاب والوجوه السياسية البارزة في أفغانستان التزمت الصمت حتى الآن حيال النزاع بين الهند وباكستان. لكن بعضهم، في ردود فعلهم، انحازوا أكثر إلى جانب الهند، واعتبروا باكستان دولة مهددة لأمن المنطقة وداعمة للجماعات الإرهابية.

اتهم أمر الله صالح، النائب السابق للرئيس الأفغاني، باكستان بالتدخل في شؤون أفغانستان خلال العقود الماضية، واعتبر دعم الهند أمرًا مهمًا. وقد صرّح بأن باكستان لعبت دورًا في إسقاط حكومة الدكتور نجيب الله في أفغانستان، وكذلك في إسقاط حكومة برهان الدين رباني، ووفّرت أكثر من 100 ألف صاروخ لاستهداف كابل في الفترة بين 1992 و1996.

وكتب صالح: “نحن، الأفغان الطيبون، لم نتمكن من القضاء على شبكات الاستخبارات الإرهابية الباكستانية، وإن كنا نتمنى لو فعلنا ذلك. الهند الآن أقدمت على خطوة جريئة. أقل ما يمكننا فعله هو تقديم الدعم المعنوي والسياسي للجهود الهندية الواسعة لمكافحة الإرهاب ضد من قتلوا قادتنا”.

أما عطا محمد نور، أحد القادة البارزين في حزب جمعيت، فقد أبدى دعمه لباكستان. وقد كتب: “رغم أن الهند تبدو وكأنها تتبع نهج النظام الإسرائيلي، إلا أنها يجب أن تدرك أن باكستان ليست غزة بلا دفاع؛ فهذه الدولة تعد من القوى العسكرية والنووية في المنطقة”.

أما زلماي خليل‌زاد، الدبلوماسي الأمريكي من أصول أفغانية، والذي انتقد مرارًا الحكومة الباكستانية الحالية، فقد قال إن الوضع بين البلدين بلغ مرحلة خطيرة ومثيرة للقلق.

وتظهر هذه المواقف أن معظم السياسيين الأفغان لا يحملون نظرة ايجابية كبيرة لباكستان بسبب تدخلاتها في الشأن الأفغاني، وإن كانوا لا يعبرون صراحة عن تأييدهم للهند.