Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

9 مايو والأجواء العاصفة.. بوتين يؤكد أن روسيا ستبقى قوة عالمية غير قابلة للهزيمة.. كيف ينظر العالم إلى الذكرى التاريخية؟ وما دلالة مشاركة السيسي وقوات من الجيش المصري؟

القاهرة – “رأي اليوم”  :

يأتي 9 مايو اليوم وسط أجواء عالمية ملتهبة، بعد أن أصبح العالم- شرقا وغربا-على شفا جرف هار.

اللافت في احتفال العيد الروسي مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي وعناصر من الجيش المصري في العرض العسكري بالساحة الحمراء ضمن احتفالات روسيا بالذكرى الثمانين لعيد النصر.

فما المغزى من وراء المشاركة المصرية؟ وأي رسالة تنطوي عليها؟

بوتين قالها صراحة في الذكرى الثمانين لعيد النصر: “لن نقبل أي محاولات لتزوير وتشويه التاريخ وواجبنا التضحية من أجل ما صنعه الروس على مدار تاريخهم”.

وأضاف أن روسيا ستبقى قوة عالمية غير قابلة للهزيمة، لافتا إلى أن الشعب الروسي يؤيد العملية العسكرية في أوكرانيا.

وقال في كلمته بمناسبة ذكرى النصر إن الاتحاد السوفيتي تحمل في التاريخ ما لم يتحمله أحد، مؤكدا أن عيد النصر هو أهم الأعياد في بلاده.

الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة” الشعب” يقول إنه كان دوما مع توثيق العلاقات إلى حد التحالف مع الصين وروسيا، مشيرا إلى أنه أيد دخول مصر لبريكس، لافتا إلى أهمية أن يكون ذلك تحالفا حقيقيا مع الاحتفاظ بالاستقلال عند التعامل معهما أو مع أي قوة عظمى.

 

ويضيف لـ”رأي اليوم” أن مصالح مصر ومصالح روسيا والصين متقاربة ، والعدو المشترك هو أمريكا، مشيرا إلى أنه مع أي تقارب مصري مع الصين وروسيا.

ويقول إن أي تقارب مع الصين وروسيا كان دائما لمساومة أمريكا، مشيرا إلى أننا للأسف لا نزال نحتاج إليها: معونة، أموال وقروض وتحسين الشروط مع صندوق النقد الدولي.

ويلفت إلى أن مبارك كان يفعل ذلك، وذهب للصين 8 مرات خلال 30 سنة.

ويوضح أن أكبر دليل على التبعية هي موقفنا من إسرائيل، لأنه مطلب أمريكي غربي.

ويدعو لإنشاء مشروعات صناعية بدعم صيني للتحرر ولو قليلا من التبعية لأمريكا التي لا تزال هي الأساس.

وعن مغزى مشاركة السيسي في عيد النصر الروسي، يقول رئيس تحرير الشعب إنها خطوة لها دلالتها، وتضايق أمريكا والغرب.

ويقول إن ترامب نفسه يتقارب مع روسيا نتيجة ضعفه، لافتا إلى أن انضمام مصر إلى ” بريكس” أخطر من مشاركة الرئيس في احتفال النصر.

وبحسب مجدي حسين فإن الذي يمكن أن يعطي تلك المشاركة مغزى أكبر هو السياق العام، مشيرا إلى أنه حتى الآن لا يوجد سياق استقلالي برغم تسريب بعض الأمور من خلال إعلاميين مقربين من الحكومة مثل التهديد بإلغاء كامب ديفيد.

ويقول إننا للأسف لم نستفد من “بريكس” حتى الآن بسبب التبعية لأمريكا.

ويتساءل: ما الذي يمنعنا من ترك الدولار والتعامل بعملات أخرى؟

ويختتم مؤكدا أن المشهد فيه ارتباك شديد وتراجع أمريكي إسرائيلي كبير لابد أن نستفيد منه.

من جهته يرى د.محمد نصر علام وزير الري الأسبق أن إعلان الصين وروسيا فى موسكو الشراكة الاستراتيجية المتكاملة بينهما وبهدف السعى لعالم عادل متعدد الأقطاب، وسفر الرئيس السيسي لموسكو مع قدوم ترامب لزيارة دول الخليج، وإعلان تعاون نووي مع السعودية كلها أحداث وأخبار متسارعة تحتاج لمن يستوعبها ويحللها.

السياسي زهدي الشامي يقول إن التاسع من مايو هو ذكرى الانتصار على عدو همحى قتل 27 مليون مواطن، وأتى النصر بتضحيات هائلة أنقذت العالم كله من هيمنة النازى العنصرى.

ويضيف أنه على ضوء ذلك كان الاتحاد السوفيتي هو الدولة صاحبة الدور الحاسم فى هزيمة ألمانيا النازية، وليس بريطانيا أو أمريكا كما يحاولون تزييف التاريخ، مشيرا إلى أن الدليل هذه الارقام من الضحايا التى لا تصل لها اى دولة اخرى ، فقد دمر الاتحاد السوفيتي جيوش هتلر الرئيسية فى معارك تاريخية كبرى كمعركة موسكو وليننجراد وكورسك وستالينجراد، وكان الجيش السوفيتي هو من دخل برلين فى النهاية ورفع العلم فوق الرايشستاغ الألماني قبل أن يوقع الألمان وثيقة الاستسلام بدون قيد أو شرط للجيش السوفيتي فى مثل هذا اليوم عام 1945.

ويوضح أن الاتحاد السوفيتي كان هو من عثر على رفاة جثة هتلر وعشيقته المحترقة بعد الانتحار بالسم، وفق ماكشفت عنه روسيا أخيرا من بقايا تلك الجثة التى لم يبق منها سوى بعض الأجزاء وفى المقدمة أسنان هتلر.

ويختتم مؤكدا أن المدهش أن البعض فى الغرب وفى ألمانيا بالذات يبدو انهم نسوا هذا التاريخ المأساوى الذى خيمت اجواؤه على ألمانيا لسنوات طويلة دفعتها للابتعاد عن الحرب والتسلح، ودفعت العقلاء من القادة الألمان كالمستشار فيلى برانت للمبادرة بتهدئة الأجواء والانفراج بين الغرب والشرق، إلا أن الجيل الحالى كالمستشار شولتز ووزيرة خارجيته المراهقة يبدو انهم نسوا مرة اخرى دروس ماجرى، وعادوا للعسكرة ونزعة تسعير الحرب مرة اخرى، وهى- حسب الشامي- نزعة مغامرة مدمرة لن تعود بالوبال سوى عليهم أنفسهم، ولكن لا تساعدهم قواهم عليها حاليا بعد جنوح أمريكا لتهدئة الحرب العبثية التى أثاروها فى اوكرانيا.

على الجانب الآخر يقول ايغور سيميفولوس – مدير “مركز دراسات الأوسط” في أوكرانيا إن الپُوبيِدوبِيسْيِه” هو نحت لغوي روسي يجمع بين كلمتي “نصر“(победа) و “جنون/هوس شيطاني (“(бесие (من كلمة “بِيس (Бис)” أي الشيطان)، ويمكن ترجمته حرفيًا بـ “هوس النصر” أو “جنون النصر”.

ويضيف أن معناه أعمق وأكثر خصوصية في السياق الروسي، حيث يشير إلى تمجيد مفرط وغير عقلاني لانتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، وهو تمجيد أصبح أداة مركزية في الدعاية الرسمية في روسيا المعاصرة.

ويوضح أن هذا التمجيد تجاوز حدود الفخر التاريخي المشروع وتحول إلى طقس عسكري عدواني يُستخدم لتبرير النزعة القومية، والسلطوية، بل وحتى العدوان العسكري، كما في حالة الحرب ضد أوكرانيا.