وقبل أربع سنوات، وفي هكذا أيام، وقع انفجاران متتاليان، في مدرسة سيد الشهداء بمنطقة “دشت برجي” غربي كابل. أسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 85 شخصا و إصابة 150 آخرين. إذ كان من بين القتلى أكثر من 60 تليمذة، والبقية من المارة وسكان الحيّ.
وحمّلت الحكومة الأفغانية السابقة، جماعة طالبان مسؤولية الهجوم. وقال الرئيس الأفغاني حينها محمد أشرف غني أن طالبان ومن خلال تنفيذ هكذا هجمات، تسعى للقضاء على فرص السلام في أفغانستان.
كما أكد المساعد الأول للحكومة الأفغانية السابقة أمير الله صالح والمساعد الثاني لها سرور دانش، أن طالبان هي التي نفذت هذا الهجوم الإرهابي واعتبراه مصداقا بارزا للجريمة ضد الإنسانية.
استمرار الهجمات ضد التلامذة الهزارة والشيعة
وتحل الذكرى السنوية الرابعة للهجوم الإرهابي على مدرسة “سيد الشهداء” غربي كابل، بينما ما تزال الهجمات التي تستهدف هؤلاء التلامذة مستمرة باساليب مختلفة.
وبعد الهجوم على مدرسة “سيد الشهداء”، استهدف هجومان إرهابيان آخران، مركز “كوثر دانش” و “كاج” التعليميين غربي كابل وأديا إلى مقتل المئات من التلامذة.
وكان ضحايا الهجوم على مركز كاج التعليمي، كلهم من الفتيات الشابات الهزارة، ممن كن يتحضرن للمشاركة في امتحان قبول الجامعات.
وفضلا عن الهجمات الإرهابية، فقد تصاعدت بعد عودة طالبان ثانية إلى السلطة في أفغانستان، عمليات اضطهاد التلامذة الهزارة بطرق وأساليب أخرى، بما فيها التسميم الجماعي للتلامذة في المدارس ومراكز التعليم.
وفي هذا السياق، أصيبت قبل أيام عشرات التلميذات بولاية دايكندي التي يقطنها الشيعة بوسط أفغانستان بتسمم تسبب بنقلهن إلى المستشفى.
كما تسمم ما لا يقل عن 100 تلميذة في بلدة “نسوان كيتي” بمدينة كيتي وعشرات التلميذات الأخريات في بلدة جوجان.
وأصبن هؤلاء التلميذات اللواتي يدرسن في الفصل الاول إلى السادس الابتدائي، فجأة بحالة غثيان ودوار وتقيؤ وغيبوبة.
وتفيد الأخبار التي تلقاها مراسل شفقنا، أن جميع التلميذات خرجن من المستشفى بنهاية ذلك اليوم، بيد أن عددا منهن لم يتعافين بالكامل بعد، ويشعرن بحكة في الجلد وغثيان.
وقبل هذا، تعرض التلامذة الشيعة والهزارة في مدينة نيلي مركز ولاية دايكندي ومدينة سانجارك بولاية سربل، للتسمم الجماعي بشكل مشتبه به.
ولم تحدد طالبان التي تحكم البلاد، لحد الان منفذي حتى حالة واحدة من الهجمات على التلميذات الهزاة وتسممهن.
ما الهدف من استهداف التلميذات الهزارة؟
وعلى مدار أكثر من عشرين عاما من النظام الجمهوري في أفغانستان، أقبل الهزارة والشيعة في أفغانستان على تلقي العلم والتعليم بشكل لافت، وتألقت الفتيات الهزارة في امتحان قبول الجامعات مرارا وأحرزن المراكز الأولى فيه.
وبذلك بات الكثير من المجموعات المتعنتة والمتعصبة والساسة العنصريين والمجموعات الإرهابية والتكفيرية، لا تطيق تألق التلامذة الهزارة وتفوقهم وإقبالهم الواسع على المدارس والجامعات.
ولهذا السبب، أدرجت هذه المجموعات على أجندتها، استهداف مراكز تعليم الهزارة وقتل التلامذة، بحيث أنها قتلت مئات التلامذة غربي كابل ربما في محاولة للحد من تدفق الهزارة والشيعة على المدارس والجامعات ومراكز التعليم.
بيد أن هذه السياسة، لم تؤت أُكُلها، ولم يتوقف الهزارة. فجاءت طالبان وأغلقت جميع المدارس والجامعات بوجه جميع الفتيات الأفغانيات لحرمانهن من التعليم.
واليوم، يسود نهج آخر لاضطهاد التلامذة الهزارة ووقفهم عن التعليم، وهو تسميمهم بشكل جماعي في مدارسهم.
ورغم كل هذه الأساليب والسياسات، لم يتوقف التلامذة الهزارة عن التعلم والذهاب إلى المدارس في المناطق التي يقطنوها في أفغانستان، وبات حضورهم في مراكز التعليم لافتا للاهتمام.