Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الأردنيون يعتبرون الصهاينة أعداءً.. إسرائيل “قلقة” جدًا على النظام الأردنيّ للتطورّات الإقليميّة والداخليّة.. مُستشرقٌ: الاعتماد على الكيان وواشنطن لا يكفي للحفاظ على الأردن.. استمرار معاناة الفلسطينيين يؤجج الوضع الداخليّ

الناصرة – “رأي اليوم”  :

تتابع وترصد الأوساط في دولة الاحتلال الإسرائيليّ تأثير التطورات الأمنية والسياسية المتلاحقة، التي تشهدها المنطقة على الأردن، الذي يواجه سلسلة من التحديات والتهديدات، لاسيما مع استمرار الحرب في غزة، والتطورات الدراماتيكية في المنطقة، ومحاولات الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، والجهود الإقليمية لتسخين الساحة الداخلية في الأردن، كلها تجعل الأمور صعبة للغاية على المملكة.

وقد تناولت صحيفة عبريّة المخاوف في دولة الاحتلال الإسرائيليّ من تكرار سيناريو السابع من أكتوبر، لكن هذه المرة على الحدود الطويلة مع الأردن، والتي تبدو في الوقت الحالي هادئة.

وقالت صحيفة (إسرائيل هيوم) في تحليلٍ نشرته للكاتبة حنان غرينوود: “يبلغ طول الحدود مع الأردن 309 كيلومترات، وهي أطول حدود، وتبدأ في خليج إيلات، وتمر عبر منطقة العربة ومنطقة البحر الميت وغور الأردن ووادي بيسان، وتنتهي في منطقة حماة جنوب شرق مرتفعات الجولان، وفي المثلث الحدودي حيث يتدفق نهر اليرموك”.

ولفتت إلى أنّه “تمّ الاتفاق على الحدود في اتفاقيات الهدنة نهاية حرب عام 1949، ولكنها تغيّرت في نهاية عدوان يونيو من 1967، وتمّ تحديد الحدود في منطقة العربة، من البحر الميت إلى إيلات”.

ونقلت الصحيفة عن مقدم في الجيش الإسرائيليّ، قوله إنّ الحدود مع الأردن ليست هادئةً تمامًا، فقد تشهد فترة من الهدوء، وفجأة يظهر حدث مثلما جرى عند معبر (اللنبي)، وما أسفرت عنه عملية من مقتل 3 إسرائيليين، مشيرًا إلى أنّ العمليات القاتلة تكررت أكثر من مرة.

وتابع قائلاً: “نستعد لمواقف صعبة، بما في ذلك الاستعداد لسيناريوهات شبيهة بأحداث السابع من أكتوبر، والتي حدثت في منطقة غلاف غزة”.

بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، أكّد مايكل هراري السفير والدبلوماسي الإسرائيليّ السابق أنّ “الأردن يواجه سلسلة من التحديات: الاقتصادية والسياسية، نجح حتى الآن بالتغلب عليها، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبيرٍ للتقارب بين المصالح الاستراتيجية مع الاحتلال، وحصوله على واردات الغاز منه، وبين اعتماده على الولايات المتحدة من خلال المساعدات المستمرة، وهي أمور مهمة، مع التحذير أنّه في حال تآكلت الثقة بين هؤلاء اللاعبين الثلاثة، كما يحدث حاليًا، فإنّ هذا الاعتماد من شأنه أنْ يغذي انتقادات داخلية حادة، مع عدم توفر بدائل أمام الأردن مثل روسيا أو الصين”، على حدّ تعبيره.

وأضاف، في مقال نشرته صحيفة (معاريف (العبرية، أنّ “التحديات التي يواجهها الأردن في الآونة الأخيرة دفعت بعض أوساطه السياسية والثقافية للحديث عن تهديدٍ وجوديٍّ يواجهه، فيما يزعم الإسرائيليون أنّه شعور روتيني تستخدمه المملكة في كثير من الأحيان، رغم توفر عدة تطورات قد ترجّح هذا التخوف، أولها التهديد الإسرائيلي الأمريكي بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة، وربما في وقت لاحق من الضفة الغربية، إلى الأردن”، طبقًا لأقواله.

علاوة على ذلك، شدّدّ الدبلوماسيّ الإسرائيليّ على أنّ “التطور الثاني مرتبط بالساحة الإسرائيلية التي تبدو الآن مختلفة تمامًا عما كانت عليه من قبل، حيث أصبح الخطاب السائد حول ضم الضفة الغربية جزءا من أجندة وزراء الحكومة الرئيسيين، وهذا بحد ذاته تهديد ملموس ودافع للقلق في الأردن، سواء كان مبالغا فيه أم لا، لأن الواقع اليوم أن إسرائيل الحالية لا تخشى حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وفيما يرى كثيرون أن مصر ستتمكن من البقاء إذا اضطرت لاستضافة فلسطينيي غزة في سيناء، لكن هذا ليس هو الحال في الأردن”.

وأكّد في ختام مقاله أنّ “الأردن اليوم لديه جبهتين حيويتين تشكلان محوره الاستراتيجي، وهما دولة الاحتلال والولايات المتحدة، مما يضع علامات استفهام حقيقية حول مدى المبالغة في مخاوف المملكة، لاسيما في ضوء تقديراتها بأنّ بقاءها واستمرارها ربما لم يعد مسألة حيوية بالنسبة لدولة الاحتلال، لكن الأكيد أنّنا أمام مجموعة إشكالية وغير عادية من الاعتبارات تتعامل معها المملكة، وفي هذه الحالة ينبغي على دولة الاحتلال أنْ تفكر بعقلانيةٍ، وتُبقي عيونها مفتوحة، وتدرس بعناية مصالحها الاستراتيجية تجاه الأردن”، على حدّ تعبيره.

أمّا المستشرق الإسرائيليّ، البروفيسور أيلي فودا، فقال في مقالٍ نشره على موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّه “يمكن الإشارة إلى أنّه كلّما استمرت الحرب، واستمرت معاناة الفلسطينيين في غزة، ولم تُقدِّم إسرائيل أفقًا للحل السياسيّ، فمن المرجح أنّ الأصوات الأردنيّة التي تدعو إلى اتخاذ إجراءاتٍ أكثر صرامة ضدّ دولة الاحتلال تزداد قوّةً، وقد يكون لها تأثير على صناع القرار في المملكة”، على حدّ تعبيره.

وختامًا، فإنّه حتى أكثر الصهاينة تزمتًا وتشدّدًا يُقِرون بالفم الملآن أنّه على الرغم من مرور أكثر من ثلاثين عامًا على توقيع اتفاقية السلام بين الكيان والأردن، في العام 1994، فإنّ النظاميْن الحاكميْن بتل أبيب وعمّان فشِلا في الحصول على شرعية السلام من الشعب العربيّ-الأردنيّ، الذي ما زال يعتبر إسرائيل عدوًّا بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ.