قال مسؤول إسرائيلي سابق إن تل أبيب تفضل المواجهة مع إيران البعيدة والمعزولة على الاحتكاك الشامل مع تركيا في سوريا.
وأشار يونثان أديري، المستشار السياسي للرئيس الإسرائيلي الراحل شيمعون بيريز، خلال تصريحات لبودكاست يديعوت أحرونوت العبرية، إلى مراقبة إسرائيل للاحتجاجات التي تشهدها تركيا حاليا.
وأوضح: “لم يتضح بعد كيف ستتطور التظاهرات ضد أردوغان، لكنها حتى الآن لا توقف طموحاته لإحياء أيام الإمبراطورية العثمانية، ولا تؤدي إلا إلى زيادة تصريحاته العدائية تجاه إسرائيل”.
وتتداول تقارير إسرائيلية تساؤلات عما يجب على القيادة الإسرائيلية فعله لمنع تركيا من ملء الفراغ الإيراني في سوريا والشرق الأوسط.
وعلى الجانب الآخر، تأخذ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التصعيد المتزايد في التهديدات بين طهران وواشنطن على محمل الجد.
ورغم التقييم الذي يفيد بأن إيران تفضل مهاجمة أهداف أمريكية، فإن إسرائيل تستعد أيضاً لهجوم إيراني محتمل، وفق صحيفة معاريف العبرية.
وتستند تقييمات إسرائيل بأن إيران قد تهاجم أهدافاً عسكرية أمريكية أولاً إلى التهديدات التي أطلقها الإيرانيون تجاه الأمريكيين، والتي توعدوا فيها بمهاجمة قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.
ووفق التقديرات الإسرائيلية، هناك خيار إيراني آخر يتمثل في مهاجمة القواعد الأمريكية في العراق، وهي النقطة الأكثر ضعفاً بالنسبة للأمريكيين.
وتشهد إسرائيل حالة تأهب قصوى منذ فترة، ويرجع ذلك جزئيا إلى الهجمات الصاروخية من اليمن وإطلاق النار من الشمال وقطاع غزة. والآن تستعد إسرائيل أيضًا لاحتمال أن يحاول الإيرانيون شن هجوم استباقي.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي: “عندما تدفع شخصًا إلى الحائط، يمكنك أن تتوقع منه أن يرتكب فعلًا يائسًا”.
وأوضح المصدر: “بمجرد أن يدرك الإيرانيون أنهم لن يتوصلوا إلى اتفاق.. فإنهم يستطيعون بالتأكيد اتخاذ إجراءات هجومية”.
وحذر المصدر: “يجب أن يكون الإسرائيليون متيقظين ومستعدين لمثل هذا الخيار. يمكن أن تكون السيناريوهات مختلفة”.
ومن ناحية أخرى، تدرك إسرائيل أيضا المعوقات التي تعاني منها طهران، بعد قمع قواتها بالوكالة في حروب ما بعد 7 أكتوبر، حيث تراجعت القدرات في لبنان وسوريا، وفي العراق، مع انشغال الميليشيات الموالية لطهران بشؤونها الخاصة، وفي اليمن يتعرض الحوثيون لهجوم أمريكي.
ووفق التقارير العبرية، فإنه رغم ذلك، تمتلك إيران ترسانة صاروخية ضخمة بشكل استثنائي، ولا تزال لديها قوات بالوكالة في المنطقة، مع التركيز على نشطاء حماس والجهاد الإسلامي.
وتقول معاريف إنه في هذه المرحلة، لم تغير قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليماتها للجمهور، والتأهب في الوقت الراهن هو استخباراتي في أنظمة القوات الجوية والدفاع الجوي.