"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ثلاث درجات من الحساب عند الله تعالى يوم القيامة

خالد محيي الدين الحليبي 

مركز القلم 

يبين تعالى من خلال البحث في كتاب الله أن الذي سيحاسب الناس هو خالقهم وما على الرسول إلا البلاغ وليس عليه الحساب قال تعالى { فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب – الرعد 40 }

وكل امرئ بما كسب رهين كما قال تعالى { كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين – المدثر 38-39 }

وسيسأل الله تعالى في هذا اليوم الناس جميعا الرسل و المرسل إليهم من الناس كما قال تعالى { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين – الأعراف 6 } والحساب في هذا اليوم على اله تعالى كما قال نبي الله نوحاً عليه السلام لقومه { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلۡأَرۡذَلُونَ قَالَ وَمَا عِلۡمِي بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ إِنۡ حِسَابُهُمۡ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّيۖ لَوۡ تَشۡعُرُونَ وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِين – الشعراء 112-114 }

وعن درحات الحساب يقول تعالى :

أولا  :

بأن الذين اتقوا ربهم ما على حسابهم من شيئ  بتقواهم لله تعالى في الدنيا لقوله تعالى { وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون – الأنعام 69 }

وبالتالي يبين تعالى هنا أن درجة المتقين ما عليهم في صحيفة أعمالهم من شيئ  يحاسبون عليه  .

ثانيا :

يقول تعالى في المؤمنين الذين سيحاسبون حساباً يسيراً ثم يأخذوا كتابهم بأيمانهم بعد الحساب اليسير قال تعالى فيه { وأما من أوتى كتابه بيمينة فسوف يحاسب حساباً يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا – الإنشقاق 7-9 } .

ثالثاَ :

يقول تعالى في الصابرين على البلاء أنهم سيوفيهم الله تعالى أجرهم بغير حساب جزاءاً على صبرهم في الدنيا على طاعة الله تعالى و على البلاء وهؤلاء قال تعالى فيهم { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب – الزمر 10 } . وهذه درجة عليا للصابرين فوق المؤمنين والمتقين .

 

رابعاً :

المجرمون عتاة الإجرام وهؤلاء سيحاسبهم الله تعالى حساباً شديداَ قال تعالى فيه { وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا – الطلاق 8 }

وهؤلاء يبدأ الله تعالى حسابهم الشديد عند موتهم حيث تبدأ الملائكة في ضرب وجوههم وأدبارهم كما في قوله تعالى { ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق – الأنفال 50 } وفي الآخرة لهم عذاباَ شديداً في جهنم وذلك لأنهم كانوا لا يرجون حساباً في الدنيا فلم يؤمنوا ويعملوا الصالحات ونبذوا كتاب ربهم وراء ظهوروهم مستمتعين بالحياة الدنيا دون أداء حق الله تعالى فيها كما قال تعالى { إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا – النبأ 27-28 }

وكل تلك الدرجات للمؤمنين و الدركات للكافرين والمنافقين في حهنم المسؤول عنها خالقهم عز وجل  فهو الذي سيحاسب العباد ولذلك قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله  { ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين – الانعام 52 } ..

هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

خالد محيي الدين الحليبي