القاهرة – “رأي اليوم” :
ألقت أزمة المياه بين الهند وباكستان بظلالها على مصر ناكئة جراح السد الإثيوبي.
المثير في الأمر كان ضرب إعلام باكستاني المثل بمصر التي أبدت ضبط نفس بينما شيدت إثيوبيا سدا على نهر النيل، مهددا بالحرب إذا نفذت الهند تهديدها بوقف أو تحويل مياه نهر السند.
المتحدث باسم الخارجية الباكستانية قالها صراحة ودون مواربة: “المياه مصلحة حيوية لبلاده ستقوم بحمايتها بكل الوسائل”.
وقال رئيس الحكومة الباكستانية إن من حق بلاده الرد بكل قوة على أي خرق هندي لاتفاقية توزيع حصص المياه الموقعة بين البلدين، لافتا إلى أن السلام مقصدهم ولكن يجب ألا يعتبر هذا ضعفا.
تزامنت أزمة الهند وباكستان حول المياه مع تلويح “بلوجر” إسرائيلي في الأيام الأخيرة بإغراق مصر وقصف السد العالي، مؤكدا أن تل أبيب يمكنها هزيمة مصر في يوم واحد.
“البلوجر” شرح بالتفصيل كيف يعمل السد العالي، لافتا إلى أنه خلال ساعة أو ساعتين يمكن لعشرات الطائرات الشبحية اف 35 منطقة السد تخترق وتلقي عليه مئات القنابل وتقوم بتدميره تماما وهو الأمر الذي يؤدي إلى غرق مصر وموت الملايين، وتتعرض قواعد الجيش للغرق، وتنهار منظومة الكهرباء ، ويكون هناك ملايين اللاجئين.
خبير المياه العالمي د.ضياء الدين القوصي يقول إن هذا الكلام ليس جديدا، وسبق أن قاله أفيغور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل المتطرف الذي دعا ذات يوم إلي تدمير السد العالي لكي يتأدب المصريون وينصاعوا إلي التوجهات الصهيونية الاستيطانية التوسعية العنصرية ، مشيرا إلى أنه قال يومها إنه إذا حدث وانهار السد العالي، فلن يجد المصريون بديلا عن التوجه شرقا بالملايين كتلك التي خرجت
يومي25 يناير و30 يونيو وأن هذا الطوفان من البشر سيجتاح فلسطين المحتلة وسيتم بالفعل الالقاء بالصهاينة الذين فشلت الحكومات العربية المتتالية في تأديبهم وردعهم- سيتم الإلقاء بهم جميعا في البحر في مشهد يماثل إغراق فرعون وجنوده ونجاة نبي الله موسي ومن معه.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن مصر يجب أن تتعامل مع إسرائيل بما تستحقه، وتهدد بضرب مفاعل ديمونة.
وبحسب القوصي فإن حماس أثبتت أن إسرائيل نمر من ورق.
وعن وضع السد العالي، يوضح القوصي أن السد العالي مصمم بحماية عالية جدا وبه بطاريات حماية كافية وضد الزلازل.
حديث البلوجر الإسرائيلي يصفه د.محمد عبود أستاذ الدراسات الإسرائيلية بكلية الآداب جامعة عين شمس بأنه جنون.
قطع الهند تدفق مياه نهر تشيناب إلي باكستان دعت الأخيرة إلى اعتبار ذلك إعلاناً للحرب، وهو ما ينذر بتأجيج بؤرة جديدة لنار الصراع في العالم كانت شبه خامدة لسنوات وأشعلتها المياه حسب السفير محمد مرسي.
في سياق الحديث عن أزمة المياه قال د عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والمياه بجامعة القاهرة إن السودان استعدت لخطوة التفريغ من سد النهضة بزيادة المنصرف من سد الورصيرص الذى يقع خلف سد النهضة على بعد نحو 100كم، ولكن نهاية البحيرة تبعد 20 كم فقط من سد النهضة، حيث إن به حاليا أقل كمية مياه (3 مليار م3 حوالى 50% من سعته) مقارتة بالسنوات السابقة فى مثل هذا الوقت، كإجراء احترازى فى ظل عدم التنسيق مع إثيوبيا، التخزين قى السدود السودانية الأخرى كالمعتاد خاصة مروى (12 مليار م3).
ويضيف “شراقي” أن تعرض سد الروصيرص لمشاكل فنية عديدة خلال التخزين فى سد النهضة السنوات الخمس الماضية نتيجة تخبط إثيوبيا فى الملء، وعدم التنسيق مع مصر والسودان حيث تباينت كميات التخزين بشدة من سنة إلى أخرى.
وبحسب شراقي فإن مصر فى وجود الحصن المائى المنيع وهو السد العالي تتابع الموقف فى سد النهضة وتقوم بالاجراءات الفنية اللازمة لحماية الأمن المائي المصرى بشتى الطرق التى ربما تكلف مصر ماليا الكثير.
من جهته قال السفير فرغلي طه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن مصر ملتزمة الصمت منذ ثلاثة عشر عاما، مشيرا إلى أن إثيوبيا أهانتنا بالتصريحات المتحدية والساخرة، وأهانتنا بالبناء والملء عدة مرات، ونحن نرجو ونناشد شبه عاجزين، والشعب لا يعرف ماذا سيحدث لو أغلقت إثيوبيا ومن بنى لها السد، صنبور مياه الحياة لنا من هناك.
الأزمة المتأججة دعت الكثيرين للتساؤل: هل يمكن توسيع بحيرة ناصر أو عمل سد آخر غير السد العالي في مصر؟
السؤال يجيب عنه د. شراقي بقوله “يمكن تأهيل منخفضات توشكى”.